للضحك أهمية قصوى في حياتنا فهو وان كان قادرا على جعلنا ننسى لحظات الأحزان التي تمر علينا والمشاكل التي تحيط بنا من كل جانب فإن له من وجهة النظر العلمية فوائد عدة منها تقوية جهاز المناعة في جسم الإنسان إضافة إلى تنشيط الطاقة والحركة الكامنتين في الجسم وذلك على اعتبار أن الإنسان عندما يضحك بشدة تتحرك جميع عضلات جسمه.إننا نعيش بمعزل عن فهم واستيعاب أهمية الضحك بل إننا نميل إلى التشاؤم في عز لحظات فرحنا وسرورنا فنجد الواحد منا عندما يكون بين جمع من الأهل والأصدقاء مستمتعين بلحظة سعادة حقيقية نضحك فيها يقول بشكل مفاجئ : اللهم اجعله ضحك خير!! وكأننا نتوقع أن يأتينا الشر أضعافاً مضاعفة عقابا لنا لأننا سمحنا لذواتنا أن تنفس عن الكبت الذي تعاني منه وانجرفنا في نوبة ضحك ،أصبحت بمثابة خطيئة يمارسها البعض في هذا الزمان ، وإذا وجدنا شخصاً دائم الضحك بيننا تكون فكرتنا عنه خاطئة فهو بنظرنا إما إنسان خال من الهموم أو انه مستهتر لايهتم بكل مايدور حوله من مشاكل الحياة وفي كلتا الحالتين نحسدهم لأنهم لايزالون قادرين على الضحك فيما آخرون عجزوا عنه بينما الحقيقة أننا لو اقتربنا من أولئك الأشخاص( دائمي الضحك) بشكل كاف لوجدناهم أكثر الناس هموما ومعاناة من المحيطين بهم لكنهم يضحكون..بمنتهى الصراحة أظن أننا بأمس الحاجة لتغيير طباعنا والتخلي عن التشاؤم الذي يلازمنا كظلنا ونستمتع بحياتنا التي يجب أن يكون للضحك مكانه فيها نمارسه كلما استطعنا ذلك مع الأهل أو الأصدقاء فما الذي سيخسره الواحد منا إن نسي أو تناسى مشاكله ولو حتى لساعة من الزمن ؟ وان يكون حديثه في تلك الساعة مع المقربين منه عن الأشياء المبهجة والتي تبعث في نفوسنا الراحة وأن نغير من الأماكن والوجوه التي قد تكون سببا في حزننا. فالضحك وان كنت كما أسلفت له فوائد علمية صحية في حياة الإنسان فان له فوائد اجتماعية ايضا كونه يسهم في تقوية العلاقات الإنسانية بين الأشخاص عن طريق الجلوس معهم والتحدث إليهم في موضوعات ليس لها علاقة بالعمل. يحضرني الآن ذكر طبيب هندي يدعى (ماران كاتاريا) قام عام (1995م) بتأسيس نادٍ للضحك مستخدما إياه (الضحك) كوصفة علاجية يجتمع لممارستها أعضاء ذلك النادي لأنه من وجهه نظر الطبيب إن الضحك لغة عالمية يجيدها جميع البشر ويسعد بها الإنسان .ختاما أقول إن مجتمعنا اليمني قد لايسمح لنا بتأسيس مثل تلك النوادي الذي أصبح عددها حوالي (5000) نادٍ حول العالم ولكننا مع ذلك بمقدورنا أن نتمتع بكل لحظة من لحظات حياتنا ونضفي عليها طابعا من الفرح وليحدث بعدها مايحدث المهم فقط أن نكون قد استمتعنا بحياتنا فما الذي يدرينا أننا سنعيش حتى الغد؟؟.
أخبار متعلقة