هجوم بقذائف المورتر يقتل 30 شخصاً جنوبي بغداد
بغداد / وكالات :شدد الرئيس الأميركي جورج بوش أمس على أن الحملة التي يقوم بها من وصفهم بالإرهابيين في العراق للتأثير على الرأي العام الأميركي لن تنال من عزيمته على المضي قدما لإكمال " المهمة في العراق".وأقر بوش في رسالته الإذاعية الأسبوعية بأن شهر رمضان كان "قاسيا" بالفعل على الأميركيين والعراقيين. إلا أنه عزا تفاقم أعمال العنف إلى تزايد عمليات إقرار الأمن في بغداد التي تقوم بها القوات الأميركية وإلى "إستراتيجية دعائية متطورة للإرهابيين" للسيطرة على وسائل الإعلام. وشدد الرئيس الأميركي على القول "إن الشيء الذي لن نقوم به هو سحب قواتنا من ساحة المعركة قبل إنهاء المهمة". وأكد أن الولايات المتحدة تقوم "على الدوام بتصويب" سياستها لمواجهة المشاكل الطارئة في العراق.ومع تصاعد موجة العنف الأخيرة تزايدت الأصوات التي تطالب بوش بإعادة النظر في سياسته في العراق، وبات الجمهوريون, الذين يسيطرون على مجلسي الكونغرس, يخشون الهزيمة في الانتخابات البرلمانية المقررة في السابع من نوفمبر المقبل على خلفية الملف العراقي الذي بات يحتل الأولوية في اهتمامات الأميركيين.وبدورها أكدت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس ما ردده بوش وقالت إن الإدارة لا تعتزم إجراء مراجعة شاملة لإستراتيجيتها في العراق. حيث يتزايد العنف الطائفي.وأضافت قائلة للصحافيين وهي في طريقها إلى موسكو, إنه يجب عدم المبالغة في تفسير اجتماع بوش في وقت لاحق اليوم مع قادته العسكريين وقالت "لن أفسر هذا بشكل ما بأن هناك دفعة شاملة نحو إعادة تقييم واسع لإستراتيجية العراق، خطة بغداد الأمنية دائما ما يعاد تقييمها عندما تنتهي الخطة أي بحلول نهاية شهر رمضان".ومن المقرر أن يلتقي بوش كبار القادة العسكريين في البلاد لمتابعة الوضع في العراق، إلا أن البيت الأبيض حرص على التأكيد أن هذا الاجتماع الذي كان مقررا منذ فترة لا علاقة له بالتدهور الأخير للوضع الأمني في العراق.كما أعلن البيت الأبيض أن بوش التقى لمدة نصف ساعة الجمعة مع الجنرال جون أبي زيد الذي يشرف على الحرب في العراق بوصفه قائد القيادة المركزية الأميركية.وبعث زعماء الحزب الديمقراطي في مجلسي النواب والشيوخ رسالة إلى بوش يطالبونه بتغيير الإستراتيجية في العراق "قبل أن يصل الوضع هناك إلى نقطة اللاعودة".وجاء في رسالة مفتوحة أعدها زعيما المعارضة الديمقراطية في مجلسي الشيوخ والنواب هاري ريد ونانسي بيلوسي موجهة إلى الرئيس الأميركي أن "التأجيج السريع لأعمال العنف المذهبية وتفاقم حركة التمرد وتزايد الخسائر في العراق هي أمور لم تعد مقبولة ولا يمكن أن تتواصل".ودعت المعارضة الديمقراطية إلى اتخاذ خطوات هي "بدء إعادة انتشار تدريجية للمهمة الأميركية في العراق قبل نهاية السنة، وممارسة ضغوط على القادة العراقيين لضمان نزع سلاح المليشيات، وإجراء تقاسم متوازن للسلطة والموارد، وعقد مؤتمر دولي لدعم تسوية سياسة في العراق والحفاظ على سيادة البلاد".ميدانياً قال التلفزيون المملوك للدولة ان هجوما بقذائف المورتر قتل 30 شخصا وجرح اكثر من 50 في بلدة تقع جنوبي بغداد أمس السبت.ونقل تلفزيون العراقية عن عضو في مجلس بلدية المحمودية قوله ان القذائف اصابت منطقة سكنية.إلى ذلك اشتبك مسلحون موالون للزعيم مقتدى الصدر مع الشرطة قرب بغداد أمس السبت بعد يوم من هجوم مئات من رجال الميليشيات الموالين للصدر على مراكز للشرطة في بلدة ابعد جنوبا واندلاع معارك بينهم وبين القوات العراقية.وقال الملازم بالشرطة العراقية علي نعمة ان العنف اندلع في الصويرة بعد ان هاجم قرابة 150 من أنصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر المسلحين ببنادق كلاشنيكوف مركزا للشرطة في المدينة الواقعة على نهر دجلة على بعد 45 كيلومترا جنوبي بغداد.واضاف ان ثمانية مسلحين لاقوا حتفهم واصيب مدنيان بجروح. وقال متحدث باسم مكتب الصدر في الصويرة ان الهجوم على مركز الشرطة جاء ردا على مداهمة قامت بها في وقت سابق قوات أمريكية مدعومة بطائرات هليكوبتر لاحد مكاتب الصدر. واضاف المتحدث حامد الزرقاني ان ستة اشخاص قتلوا في الغارة الامريكية.وقال الزرقاني ان مقاتلي جيش المهدي انسحبوا من مواقعهم بعد ان تلقوا رسالة من الصدر تدعو الى الهدوء. وقال الجيش الامريكي انه ليست لديه تقارير بشأن هجمات بطائرات هليكوبتر هناك.وجاء القتال غداة معارك شرسة بين ميليشيا جيش المهدي والشرطة في مدينة العمارة الجنوبية قتل فيها 25 شخصا على الاقل في يومين.واجتمع وزير الدولة لشؤون الامن الوطني شيروان الوائلي أمس السبت مع زعماء العشائر في محاولة لتهدئة التوتر الذي قال ان الانقسامات القبلية تغذيه.وتعهد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي يتعرض لضغوط امريكية متزايدة بحل الميليشيات بما في ذلك جيش المهدي.الا ان المالكي وهو شيعي يعتمد سياسيا على احزاب لها علاقات بالميليشيات. وللصدر كتلة كبيرة في البرلمان تقدم دعما مهما لتحالف المالكي والتحرك ضدها يمكن ان يضعف حكومة المالكي التي تشكلت قبل خمسة اشهر.والمناطق الشيعية في الجنوب سلمية مقارنة بالغرب والوسط الذي يستعر فيه تمرد عربي سني. ويثير الصراع المرير المتزايد على السلطة بين الجماعات الشيعية المتنافسة تساؤلات بشان ما اذا كانت القوات الامريكية ستستطيع تسليم السيطرة الامنية للقوات العراقية.وفي علامة على تزايد القلق الحكومي بشأن ميليشيا الصدر توجه وزير الداخلية جواد البولاني الى مدينة النجف أمس السبت لمقابلة الصدر.