( 14 اكتوبر ) تحاور مدير عام مكتب وزارة الثقافة بمحافظة عدن:
حاوره/ الطيب فضل عقلانماشي معي غير المحبة ذي معي وحلمي الوردي يزين مضجعيماشي معي غير العيون اللي تشوفك يا ملاكي وكل مافيها سعيوقلبي الصابر على قهر الزمان ياما صبر وعاده بايصبر معيوكلما الدنيا رمت اثقالها تبغى توطيني لقيته رافعيهكذا وجدته يدندن في لحظة صفو مع النفس فشدني إلى محاورته في لحظة صادقة مع النفس دون تحضير مسبق وكان دمثاً في اخلاقه وثقته بنفسه وقلبه الكبير إنه (عبدالله علي عبدالله باكداده) مدير عام مكتب وزارة الثقافة بعدن.[c1]المشوار:[/c]ـ من مواليد دوعن 1957م بكلاريوس علوم اقتصادية من جامعة عدن (تخصص محاسبة) بداية المشوار العملي مؤسسة 14 أكتوبر ثم مديراً للمكتبة الوطنية ومكتبة مسواط._ لاعب أساسي في منتخب نادي الوحدة الرياضي (كرة الطائرة) ثم نائباً لرئيس نادي الوحدة، رئيس اللجنة الثقافية لأندية عدن، رئيس جمعية تنمية الموروث الشعبي اليمني، عضو اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، عضو منظمة الصحفيين اليمنيين والعرب، مقدم ومعد برامج تلفزيونية .. عضو جائزة رئيس الجمهورية للشباب بعدن ورئيس لجنة الشعر، متزوج وله سبعة أبناء (جيهان/ وليد/ جمال/ أحمد/ باسم/ كندي/ كنان) حفظهم الله.* ماهي الدوائر والأقسام التي تتبع إدارة الثقافة مكتب عدن ـ وما الأنشطة التي تقوم بها، وتقييمكم لتلك الأنشطة إن وجدت، وهل تمتلك شخصياً القناعة بأن لإدارتكم تواجداً بين أوساط المبدعين؟- لقد حوى السؤال مجموعة من الأسئلة المبعثرة لكني سأحاول السير بها في نسقٍ آمل من خلاله أن أصل بمبتغاي إلى القارئ الكريم لاسيما أن هذا النسق يمتد على مسار فني ومهني بحت حددته مجموعة الأسئلة، وعودة إلى ذي بدء أوضح أن ادارة الثقافة في عدن تقف على هيكل تنظيمي إداري بمستوياته الإدارية الثلاثة المتعارف عليهفي علم الإدارة لعل أهمها، إدارة انتاج الفنون، إدارة التخطيط، إدارة الرقابة على المصنفات، إدارة الشؤون القانونية، الإدارتين المالية والإدارية، إدارة الرقابة والتفتيش التي تمثل في مجموعها ديوان فرع الوزارة في عدن، الذي يشرف ويدير إدارات عامة مثل: معهد جميل غانم للفنون الجميلة ـ قاعة فلسطين ـ صهاريج الطويلة ـ مسرح حافون ـ مسرح الجيب ـ صالة الأكروبات ـ قلعة صيرة.. بالإضافة إلى اشرافه على الجمعيات والمنتديات الثقافية وتنسيقه لعلاقة العمل الثقافي مع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين والنقابات الفنية بأنواعها .. أما من حيث قناعتي أن للإدارة تواجداً بين أوساط المبدعين فهذا موضوع لايحتاج إلى سؤال إلا من فقد الرؤية والسمع والإحساس بما يعتمل في الواقع.* لديكم خطط وبرامج سنوية وشهرية (لاشك في ذلك) ما مستوى تنفيذها وأثر ذلك على الحركة الثقافية بشكل عام وكمثقف هل أنت على راضٍ عن الحال الذي تعيشه الثقافة؟- العمل الثقافي سواء على مستوى الوزارة أو فروع مكاتبها في المحافظات يفتقر إلى العمل الاستراتيجي من خلال خططه الآنية أو بعيدة المدى وهذا يعيق السير بانتظام ويقف حائلاً دون التراكم الثقافي والمعرفي والإبداعي الكمي الذي يمكن أن يؤدي إلى الانتقال النوعي أو التطور المدروس الذي يمكن أن يخلق حالة من التوازن المجتمعي ويستوعب الطاقات الإبداعية فيسير بالوطن باتجاه الشمس التي تعلن عن الفجر المولود وتشرق في صباحات الأمل وتسكن الأفئدة التواقة إلى الحرية والخلق والابداع والرقي بالمجتمعات. وبطبيعة الحال فإن عدم وقوف هذه الإدارات على التخطيط له أسبابه الجمة لعل أهمها عدم استقرار الميزانيات المالية لهذه المكاتب إذ لايمكن لأي مشروع ثقافي أن يجد طريقه إلى النور كون استناده على الخطط المالية وهذا مبدأ إداري معروف في أبجديات علم الإدارة بالإضافة إلى أن المجتمعات العربية بشكل عام هي مجتمعات مستهدفة تعاني كثيراً من الاختراق تبعاً للمبدأ الاقتصادي الذي يسعى إلى توزيع وإعادة توزيع مراكز القوى في العالم واستغلال موارد البشرية ضمن علاقات الاستغلال المعروفة سياسياً واجتماعياً حيث يجعل هذه المجتمعات تسعى دائماً إلى تلبية حاجات الناس الغذائية والأمنية والتعليمية وهذا يأتي دائماً على حساب الثقافي والإبداعي الذي يجهل دوره المهم في المجتمع، كثيرون يجعلون منه الأخير في دوره والأقل في ميزانيته وأنا اعتقد جازماً أنه آن الاوان للعمل القائم على التخطيط والبرمجة والسعي إلى تبني مشاريع ثقافية تتذكرها الأجيال وتستفيد منها المجتمعات.* إلى متى سيظل المسرحيون يندبون حظهم بعشق هذا المجال في ظل غياب صالات للعروض، كيف نبتر الإعاقة لنتسابق في عالم المسرح الجميل؟- اليمن من أقدم الدول اشتغالاً بالمسرح وأكثرها هياماً به وأعمقها دراية به حيث يمتد تاريخ المسرح في اليمن إلى العام 1904م وقد أعلنت بلادنا تاريخ 27 مارس من كل عام يوماً للمسرح قبل إعلانه في باريس يوماً للمسرح العالمي، وفي الواقع فإن السياسة التي عبثت بأشياء كثيرة في حياتنا كان لها دورها في التأثير السلبي على العمل المسرحي وتعطيل كفاءات وكوادر مسرحية كبيرة إذ أن العمل المسرحي في عدن استقام على بنية تحتية ومسارح مؤممة تم إعادتها لملاكها بعد إعلان الوحدة المباركة، إلا أن القادم يبشر بالخير.* الخريف يسقط من شجرة الابداع الكثير من المبدعين، ووعودكم الجميلة لم تجد مكاناً في ساحة الصدق هل ستظل هكذا، أعطني 5% من الإجابة بصدق؟- لايسقط الخريف إلا أوراقاً يابسة، أما شجرة الابداع، فهي دائمة الاخضرار لايعترف ربيعها بالزمن وتقلباته وإن جفا في حالات وكل المبدعين ليس لهم علاقة بالإدارات ودهاليزها لأن اعمالهم لاتجد سكناها إلا في وجدانات الناس .. وإذا طلبت 5 % من الإجابة بصدق فأنا سأكون أكثر كرماً لاعطيك نسبة أكبر من التي طلبتها فلقد اعطى المبدعون جل العطاء وتصدوا لمراحل ومتغيرات مجتمعية وسياسية كانوا أول وقودها ومن منا لم يدفع ثمن تلك المتغيرات لكن الأصيل منهم لم يسع إلى البحث عن ثمن قادم بل ظل دائم العطاء .. والفن في بلادنا ليس له سوق رائجة والمستفيدون في هذا المجال قليلون لذا نجد الكثير من الاشكاليات ترتمي على الدولة وتتجه العيون إليها عند كل ضائقة علماً أن موازنتها لاتستوعب ذلك لهذا نجد فناني المخادر والافراح أكثر دخلاً من الفنان الملتزم لقضايا بلده وأمته وكل ذلك مرهون بمعادلات السوق وقانون العرض والطلب في ظل واقع دولي متكامل لايحمل قضية أو موضوعاً* لاصالة للسينما ولا فرقة موسيقية متكاملة ولا مؤلفات المبدعين ترى النور ولا مهرجانات ثقافية (اعذرني ربما يكون السؤال خارجاً عن اهتمامكم) هل من رأي لك في هذا الجانب؟- هناك تراجع واضح لعمل صالات العرض السينمائي ولايستطيع أحد نكران ذلك ولذلك أسباب منها إعادة الملكية وتحويل كثير من الملاك لصالات العرض إلى صالات زواج باعتبار ان القطاع الخاص دائم التغيير لنشاطه تمشياً مع واقع لسوق وهذه حقيقة اقتصادية يعرفها الدارسون في العلوم الاقتصادية بالإضافة إلى ارتفاع اسعار آلات العرض السينمائية واعتماد المشتغلين في هذا المجال على أجهزة الفيديو والاقراص المدمجة (السيدي) وهي أنظمة لاتتناسب مع واقع اليوم ناهيك عن البدائل المريحة مثل أجهزة البث الفضائي، أما فيما يتعلق بشأن الفرق الموسيقية فدعني اختلف معك لأن سؤالك قائم على التشاؤم والقطيعة علماً بأنه لايوجد ماهو قطعي في هذه الحياة فمكتب وزارة الثقافة في عدن لديه أهم كادر موسيقي أثبت وجوده على مستوى الداخل والخارج من خلال اشتراكه في مهرجانات دولية وهو يحتاج إلى تساوي الفرص للعمل في المهرجانات الخارجية وقد تم عرض ذلك على معالي وزير الثقافة عندما التقى بالفرقة في عدن وشهد مستوى الأداء منها ناهيك عن تعدد الفرق الموسيقية الأهلية وفرق المنتديات التي تساهم بشكل جيد في إذكاء الواقع الفني اليوم .. أما المهرجانات الثقافية والفنية فالموضوع هنا أكبر من إمكانيات المكتب قياساً باسم (مهرجان) من حيث مكانته وليس من باب الدعاية السائدة اليوم إذ كلما اقيم حفل في أحد المطاعم أو الاستراحات اطلق عليه اسم مهرجان ونحن ندعو الوزارة إلى احياء مهرجان الصهاريج الذي اقيم لمرة واحدة فقط.* التلفزيون والإذاعة لايسجلان أغاني جديدة منذ سنوات ( إلا قلي بيني وبينك) هل يحتاج الإنسان للأغنية وهل لها أهمية تذكر حتى استطيع إجابة التساؤلات (من قبل الفنانين) وهم على حق؟- أخي العزيز ـ كررت في أكثر من مادة صحفية أهمية الانتاج الغنائي والانتاج الدرامي وليس للاذاعة والتلفزيون عمل بدونهما تستطيع المراهنة عليه مع انتاج الخارج عربياً وعجمياً إذا لم تستند على الإنتاج الدرامي الغنائي المحلي والحمدلله أننا نقف على تراث متنوع بتنوع تضاريس هذا الوطن الكبير بمرتفعاته ووديانه شواطئه وسواحله ومناطقه الزراعية المختلفة والكادر اليمني نتاجه رائع بالفطرة وينقصه استيعاب اعماله ومشاركاته لتعزيز الثقة لديه فهو لايقل البتة عن الكادر في الخارج وربما يفوقه احياناً .. كانت فعاليات كتاب الدراما العرب التي أقامتها الوزارة (وزارة الإعلام) في شيراتون عدن غاية في الأهمية لكن يظل الناتج عنها هو الأهم.* معهد الفنون الجميلة ومسرح حافون ومسرح الجيب (الأسماء كبيرة والعشاء قلية) ـ زوار المقابر أكثر من زوار هذه الأماكن ـ عذراً لو قلت أنها مواقع ثقافية ـ أرجوك خيب ظني واشرح ما أهميتها وماذا تعمل؟- لن أخذلك وسأخيب ظنك فتاريخ عدن الثقافي المسرحي يفرض الاهتمام بهذه المواقع، والكوادر المسرحية لمختلف المجالات في عدن تؤكد هذا الاهتمام فقد تم إعلان المناقصات بداية العام الجاري بتمويل محلي لإعادة تأهيل (مسرح الجيب بالشيخ عثمان ومسرح حافون بالمعلا والمرسم الحر بالتواهي) والعمل جار فيها بالإضافة إلى أنه قد تم ترميم صالة الاكروبات بالمعلا وسيتم إعلان مناقصة تأثيث وتجهيز هذه الصالة خلال الشهر الجاري ناهيك عن استلام المكتب لمساحة خمسة عشر ألف متر مربع بالشيخ عثمان لإقامة مجمع ثقافي وقد تم وضع حجر الاساس من قبل وزير الثقافة ومحافظ محافظة عدن في مايو المنصرم لتسوير الموقع بتمويل محلي من محافظة عدن ويجري في الوقت الراهن على قدم وساق كما يتم متابعة وزارة الثقافة التي رفعت مشروعها إلى وزارة المالية لاقامة مركز ثقافي متكامل في هذا الموقع بتكلفة تصل إلى تسعمائة وخمسين مليون ريال لاقامة مبنى الثقافة ومسرح بأكثر من 200 مقعد وصالات عرض ومكتبة عامة وحديقة وموقف للسيارات، كما اقرت السلطة المحلية إقامة مسرح ضمن مخطط حديقة عدن الكبرى وتتم المناقشات لإضافة مسرح العرائس للعائلات في ذات الحديقة.[c1]مسك الحرف[/c]ان تحاور محاوراً تجد صعوبة كبيرة، لكن أن تلتقيه كصديق وزميل ركض في معترك الكلمة تكون حميمية الحوار لذيدة لأنها أخذ وعطاء في ظل واقع نعيشه معاً ونتدارك السلب فيه والايجاب فقط تكون اللحظة كيفية إيصال المعلومة للمهتم في الأمر واخراس الألسن التي تلوك نجاحات الغير، لم يكن للقاء سابق اعداد وتحضير التقينا هكذا وكانت هذه الحصيلة فاضطررت إلى نشرها لتشاركوني متعة الدخول إلى عمق الاخر بشفافية وصدق وقلق يحلم أن يرى واقعنا الثقافي بتنوعاته جميلاً.