الرياض / واس :أجمعت الصحف السعودية الصادرة أمس على أن القمة العربية العادية التاسعة عشرة التي تبدأ أعمالها في بيت العرب مدينة الرياض في وقت لاحق اليوم (أمس) برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبدالعزيز ستكون مختلفة عن سابقاتها بإرادة الداعين لها وخاصة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المدرك عبر متابعته للقضايا العربية وعلاقاته الدولية والإقليمية أنه لابد من الخروج من الروتين الذي طالما اتسمت به القمم العربية والعمل على مواجهة الواقع بشجاعة من يريد أن يضع نقاط الحروف فوق مجسمات العمل العربي المشترك.ورأت بعض الصحف أن عقد هذه القمة في بيت العروبة ومعقل الإسلام وقلب الأمة النابض يعد في حد ذاته مدعاة للاستبشار بأن التضامن العربي يشهد مرحلة جديدة ومجيدة في مسيرته وأنه على موعد مع التاريخ والحدث ليسطر صفحة جديدة في تاريخ هذه المسيرة التي صاغت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء ترؤسه حفظه الله لمجلس الوزراء أمس الأول أهم ملامحهاولفتت إلى الاهتمام الكبير عربيا ودوليا بهذه القمة الذي ينبثق من مكان الانعقاد إذ أن عقد القمة في المملكة العربية السعودية يعطيها بعدا مهما لما تميزت به المملكة عبر تاريخها الطويل من حكمة وحنكة وإصرار على دعم العمل العربي المشترك وتعزيزه وتصفية الخلافات بين الأشقاء وحل المسائل التي تبدو في بعض الأحيان وكأنها مستعصية على الحل.وأوضحت ان أوضاع العالم العربي من شأنها أن تجعل من قمة الرياض قمة استثنائية لا خيار فيها للزعماء العرب بل وللعرب جميعا إلا ان يتفقوا لكي يكون اتفاقهم الخطوة الأولى للخروج من المأزق التاريخي للأمة العربية.وبينت ان المملكة التي كانت ولا تزال عبر تاريخها عنصراً فاعلاً وقدوة لكل عمل مشترك تحاول أن توفر المناخ العام لاتفاق عربي على عناصر التحديات القائمة وهذا الاتفاق يجب أن ينبع من الوعي الأساسي بمختلف التناقضات وكيفية تجاوزها وتحويلها إلى محاور اتفاق وطنية دون السماح لأحد باللعب بالنار أو استغلالها لما يسيئ إلينا.فقد قالت صحيفة (الوطن) في افتتاحيتها إن ما تريده القمة اليوم من الأشقاء العرب وضع خلافاتهم الداخلية جانباً، والترفع عن الحساسيات التي لا تعني إلا أصحابها، كما هو حاصل في لبنان، وتقديم العام على الخاص، لأن ما يهم الشعوب العربية تنفيذ القرارات التي تهم عالمهم وقدرتهم على السير في الركب العالمي، لأن المراوحة تعني التخلف.وأضافت إذا كانت القضيتان الفلسطينية واللبنانية إضافة إلى العراق ودارفور والصومال، تعد المحرك للقمة العربية اليوم فإن المبادرة السعودية التي طرحها خادم الحرمين في قمة بيروت عام 2000 م عندما كان ولياً للعهد وتبناها القادة العرب وعرفت فيما بعد بالمبادرة العربية للسلام ستكون الأساس في قمة الرياض وستكون الباب الجديد للانطلاق إلى العالم بعد أن انكشف الرياء الإسرائيلي حتى في الالتزام بما وقع عليه، وخاصة خريطة الطريق التي هي خطة دولية برعاية أمريكية.أما صحيفة (الجزيرة) تطرقت إلى اللقاء المنتظر الذي سيجمع الرئيس السوداني مع الأمين العام للأمم المتحدة على هامش القمة لبحث قضية دارفور بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الذي رغم العمل الكبير الذي اضطلع به أيده الله وحكومته الرشيدة للتحضير والإعداد الجيد للقمة إلا أن هذا الملف كان حاضرا في اهتمامات الملك عبدالله بن عبدالعزيز .ورأت الصحيفة أن هذه الخطوة ربما تشكل اختراقا كبيرا من جهة اغتنام الفرصة النادرة من أجل التقدم نحو هذه المشكلة، خصوصا في ظل التوتر الناجم عن التطورات في الإقليم السوداني الذي انعكست سلبياته على العلاقات بين الأمم المتحدة والسودان.وقالت إن التحضير الجيد للقمة يعكس دوراً حيوياً للمملكة وتحركا نشطا لها بين الأشقاء، وهو دور لم تحتمه مجرد هذه القمة، وإنما هو سمة أصيلة في الممارسة السياسية للمملكة باعتبارها ساعية دوما للتضامن، فعشية هذه القمة تمكنت المملكة من جمع الفرقاء الفلسطينيين ليخرجوا باتفاق مكة المكرمة الذي يمثل محورا هاما في الحياة السياسية الفلسطينية وقد كانت حكومة الوحدة الوطنية الحالية ضمن ثمرات هذا الاتفاق، فضلا عن حالة التهدئة التي تم التوصل إليها بين حماس وفتح.من جهتها قالت صحيفة (الرياض) إن قمة الرياض، لا يبحث من دعوا إليها عن بطولات ومسميات فخرية، لأنها جاءت بشعور ضرورة إعادة المحور العربي إلى اتجاهه الصحيح بدلاً من الغرق بالأوهام والاعتقاد بأن التدخل بشؤون دولة ما، أو بناء تحالفات، أو خلق فوضى ببلد ما، نماذج ناجحة لأننا من خلال عشوائية هذه التصرفات أصبحنا الخاسرين في كل الأحوال.ودعت الصحيفة القادة العرب ابتداء من هذه القمة إلى وضع بيانات أولية للسلام وحماية العراق من التقطيع، وإعادة لبنان إلى التعايش الوطني، وتسوية حرب القبائل في الصومال، بروح من المسؤولية، لا فرض الكفاية لإسقاط الواجبات عن دول، وتحميلها أخرى مؤكدة أن قمة الرياض هي المناسبة الوحيدة لأن نصحح مسار حياتنا السياسية ونضع أنفسنا أمام المسؤولية بدون آمال كاذبة، لكن بمواجهة أحوالنا والعمل على إيجاد صورة للتضامن لا تقبل التفكيك عند أي طارئ ولو عارضاً..صحيفة اليوم رأت أن قمة الرياض منعطف تاريخي بكل المقاييس، خاصة وأنها تمثل نقطة عبور حقيقي نحو تجسيد حلول عادلة لمختلف القضايا التي تعوق مسيرة العمل العربي مؤكدة أن التفاؤل في صناعة توليفة عربية جديدة، هو الهاجس الأهم حالياً، ليس من باب تمرير المواقف والبيانات، لكن انطلاقاً من مقدرة حقيقية على تبني الأفكار الهادفة لتحسين الواقع العربي داخلياً بالدرجة الأولى، وإدراكاً فعلياً باحتياجات هذا المواطن على الأرض قبل أي شعار.وبعد أن لفتت النظر الى اتفاق مكة بشأن توحيد الصف الفلسطيني الذي مثل لأول مرة خارطة طريق سعودية نجحت في صيانة اللحمة الفلسطينية الداخلية ومنحتها شرعية داخلية وإقليمية.. قالت ان العمل على منواله بات مطلوبا في العراق ولبنان تحديداً، إلا أن الأهم هو أن يحدث ذلك بإرادة عربية تسعى لتحقيقها المملكة، وبدون أية إملاءات خارجية، لإيمان القيادة السعودية، بأن الإملاء يجب أن يكون فقط نابعاً من الضمير الوطني، وتلمس الصوت الشعبي والمصلحة العليا للوطن قبل وبعد كل شيء، وهذا ما ينتظره المواطن العربي أيضاً.من ناحيتها قالت صحيفة (المدينة) إن عقد القمة في بيت العرب ومعقل الإسلام وقلب الأمة النابض يعد في حد ذاته مدعاة للاستبشار بأن التضامن العربي يشهد مرحلة جديدة ومجيدة في مسيرته ، وأنه على موعد مع التاريخ والقدر والحدث ليسطر صفحة جديدة في تاريخ هذه المسيرة التي صاغت كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أثناء ترؤسه لمجلس الوزراء أهم ملامحها من حيث أنها تأتي تجسيدًا للإرادة العربية أكثر من أي وقت مضى توثيقًا للمصالح العربية المشتركة وتصديًا للتحديات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تواجه الوطن العربي ، وتعاملاً مع القوى السياسية العالمية بتفهم وندية ، وتعميقًا للانتماء والهوية العربية ، وهو ما يؤكد من جديد على تشبث الأمة بخطوطها الحمراء ورفض المساومة على ثوابتها التي تأتي المبادرة العربية للسلام في مقدمتها.وأكدت أن القمة من هذا المنطلق تخطت أي إملاءات أو ضغوط خارجية لتغيير أجندتها وأثبتت برهانًا ويقينًا بأنها سترعى الشؤون العربية بنظرة عربية حرة ومستقلة من خلال التعامل مع كافة ملفاتها من منظور عربي بحت يعكس هذه الإرادة وبما يعيد للأمة العربية كبرياءها ويعيد للقمة العربية هيبتها ودورها في ترسيخ التضامن والمصالحة آلية للعمل في هذه المرحلة الدقيقة التي تواجهها الأمة.أما صحيفة (عكاظ) أشارت إلى أن قمة الرياض تنعقد في أكثر فترات التاريخ العربي حرجاً وخطورة حيث أصبح السلام المنشود في فلسطين أكثر بعداً في ظل التعنت الإسرائيلي الذي يغذيه ويمدّه في طغيانه الانشقاق بين إخوة الدم والنضال من الفلسطينيين أنفسهم، وأصبح الأمن والاستقرار في العراق حلما ليس من السهل تحقيقه في ظل استمرار الاحتلال للأراضي العراقية واختلال موازين القوى والتباين في الحقوق واستشراء العمليات الإرهابية، ولم تستطع الساحة اللبنانية تجاوز أزمتها والخلافات التي تضرب بأسفينها بين أبناء الشعب الواحد وتوشك ان تمزقها الانتماءات السياسية والحزبية واختلاف الاتجاهات وتسلط جهات خارجية تحاول ان تنتهز الفرصة للتفرقة بين الأخوة أنفسهم، ولم يتمكن السودان الشقيق من علاج جرح دارفور الذي يهدد استقرار السودان واستقلال قراره وسيادته كذلك.ورأت الصحيفة أن ذلك كله من شأنه ان يجعل من قمة الرياض قمة استثنائية لا خيار فيها للزعماء العرب بل وللعرب جميعا إلا ان يتفقوا لكي يكون اتفاقهم الخطوة الأولى للخروج من المأزق التاريخي للأمة العربي.صحيفة البلاد طمأنت الفلسطينيين بأن القضية الفلسطينية هي دائما محور الاهتمام العربي وكانت دائما القاسم المشترك الاعظم في جميع مؤتمرات القمة التي عقدت من قبل مؤكدة عدم وجود مجال للقلق بشأن الموقف العربي منها فالقادة العرب لن يفرطوا في هذه القضية التي دفعوا ثمنا باهظا من التضحيات من دماء شعوبهم وأموالهم في سبيل الذود عنها.من جانبها أكدت صحيفة (الندوة) أن الاهتمام بهذه القمة ينبثق كذلك من مكان الانعقاد إذ أن انعقاد القمة في المملكة يعطيها بعدا مهما وذلك لما تميزت به المملكة عبر تاريخها الطويل من حكمة وحنكة وتقوية وتعزيز العمل العربي المشترك وتصفية الخلافات بين الأشقاء وحل المسائل التي تبدو في بعض الأحيان وكأنها مستعصية على الحل.وخلصت الصحيفة الى القول ان المسيرة العربية ولله الحمد مبشرة لمثل هذا التوافق ووحدة الكلمة.. مشيرة الى ان مؤشرات هذه القمة بالذات تؤكد انها ستكون من أكثر القمم نجاحا حيث إنها تنعقد على أرضية صلبة عززتها المشاورات والتنسيق الذي تم بين القادة حتى آخر اللحظات من القمة تعبير عن الإرادة العربية الحرة المستقلة.
اهتمام الصحف السعودية بالقمة العربية
أخبار متعلقة