الرئيس بوش يعد بأخذ توصيات اللجنة بجدية
واشنطن / وكالات :قال الرئيس الامريكي جورج بوش انه سيأخذ توصيات مجموعة دراسة العراق "بجدية شديدة". وقال بوش عقب اجتماعه مع أعضاء من مجموعة دراسة العراق لنحو ساعة في البيت الابيض "هذا التقرير يقدم تقييما صعبا للغاية للوضع في العراق."ولم يكشف الرئيس الامريكي ما اذا كان سيأخذ بنصيحة المجموعة التي تدعو الى خطة شاملة لاعادة الاستقرار الى العراق.ولم يصل التقرير الى حد التوصية بوضع جدول زمني لسحب القوات الامريكية من العراق لكنه أكد على ضرورة اضطلاع العراقيين بدور عسكري أكبر.وقال بوش "قلت للاعضاء ان هذه الادارة ستأخذ هذا التقرير الذي يطلق عليه اسم الطريق الى الامام بجدية شديدة."ورغم مرور ثلاث سنوات ونصف على الغزو الامريكي للعراق في مارس عام 2003 مازال في العراق 140000 جندي امريكي يواجهون المقاومين العراقيين.واستمرت المهمة الامريكية في العراق أطول من الفترة التي شاركت فيها الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية وأدت الى مقتل 2900 جندي أمريكي حتى الان.وقتل الاف العراقيين في الصراع الطائفي وثار جدل حول انزلاق العراق الى حرب أهلية وما اذا كانت الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي التي تؤيدها الولايات المتحدة ستكون قادرة على وقف العنف. ويتعرض بوش الجمهوري لضغوط سياسية مضاعفة لتغيير سياسته في العراق منذ انتخابات الكونجرس في السابع من نوفمبر التي حرم فيها ناخبون غاضبون من حرب العراق الجمهوريين من الهيمنة على الكونجرس.ويرأس المجموعة كل من جيمس بيكر وزير الخارجية الامريكية الاسبق وهو جمهوري ولي هاملتون عضو الكونجرس السابق وهو ديمقراطي. ومن المتوقع أن تؤثر المجموعة على الجدل المثار حول الحرب لان أعضاءها اتفقوا على التوصيات بالاجماع.وقالت مصادر مطلعة على مناقشات المجموعة ان التقرير أوصي بسحب الجيش الامريكي من القتال والاتجاه نحو لعب دور داعم في العراق على مدار العام القادم او نحوه.ودعا الى عقد مؤتمر اقليمي لتحقيق الاستقرار للعراق مما قد يؤدي الى اجراء محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وايران وسوريا وهو الخيار الذي يرفضه البيت الابيض.وقد حذرت اللجنة من ان العراق يمكن ان "ينزلق الى الفوضى" اذا زاد سوء الوضع هناك.وقال تقرير مجموعة دراسة العراق "يمكن ان تكون العواقب وخيمة. يمكن ان يؤدي الانزلاق تجاه الفوضى الى انهيار حكومة العراق وكارثة انسانية. قد تتدخل الدول المجاورة .. ويمكن ان تحقق (شبكة) القاعدة انتصارا دعائيا."ووصف التقرير أصدرته امس الاربعاء لجنة مؤلفة من الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الوضع في العراق بانه "خطير ومتدهور ودعا الولايات المتحدة لبدء اخراج القوات المقاتلة من العراق.وأفاد التقرير الذي قدم للرئيس بوش "ان أهم توصياتنا تدعو الى جهود دبلوماسية وسياسية معززة في العراق وفي المنطقة وتغيير في المهمة الاساسية للقوات الامريكية في العراق بحيث تمكن القوات الامريكية من تحريك قواتها المقاتلة خارج العراق بصورة مسؤولة." كما أوصت اللجنة بالا تقدم الولايات المتحدة التزاما مفتوحا بلا أجل محدد بالابقاء على قوة امريكية كبيرة في العراق.وقالت مجموعة الدراسة الخاصة بالعراق ايضا ان حكومة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ينبغي ان تظهر لشعبها وكذلك للولايات المتحدة وبقية العالم انها "تستحق استمرار الدعم".وقال التقرير "ينبغي للولايات المتحدة الا تقدم تعهدا مفتوحا باستمرار انتشار اعداد كبيرة من الجنود الامريكيين في العراق." وتقترح اللجنة سحب القوات الامريكية من مسرح المعارك خلال عام والتركيز على تدريب القوات العراقية عارضة على الرئيس الامريكي جورج بوش استراتيجية للانسحاب من حرب لا تلقى تأييد الرأي العام الامريكي.وفي تفاصيل أخرى سربت قالت صحيفة واشنطن بوست إن المجموعة أوصت بوش بالضغط على الحكومة العراقية لتحقيق اهداف محددة لتحسين الامن والا تتعرض لتقليص الدعم الاقتصادي والعسكري الامريكي لها.وصرح روبرت جيتس المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) وعضو مجموعة دراسة العراق الى أن رشحه بوش ليخلف دونالد رامسفيلد وزير الدفاع بان الولايات المتحدة لا تحقق النصر في العراق واستبعد امكانية التوصل الى حلول سريعة.وقال جيتس خلال جلسة لمجلس الشيوخ تناقش تعيينه وزيرا للدفاع "انطباعي وبصراحة انه لا توجد افكار جديدة بشأن العراق.ويتوقع الكثيرون في واشنطن وفي الخارج أن يكون التقرير وسيلة محتملة لتغير كبير في النهج في العراق وطريقا للولايات المتحدة للانسحاب من حرب مضى عليها حوالي ثلاثة أعوام ونصف العام ولا تحظى بشعبية وقتل فيها حتى الان 2905 جنود أمريكيين.غير أن توني سنو المتحدث باسم البيت الابيض سعى للتخفيف من التوقعات.وقال "أعتقد أن أي شخص يتوقع حلا سحريا من لجنة هاميلتون-بيكر ربما يحملهما أكثر من طاقتها."وقال مسؤولون انها تحتوي على تغيير دور القوات الامريكية في العراق بعيدا عن القتال خلال العام المقبل أو نحو ذلك.وقال سنو ان بوش ومسؤولي البيت الابيض لا يتوقعون مفاجأة كبرى من التقرير.وأعلن بوش في الاسابيع القليلة الماضية أن هدفه يبقى بلا تغيير وهو أن العراق يجب أن يكون قادرا على الدفاع عن نفسه مما أثار شكوكا في مدى الجدية التي سينظر بها الى توصيات اللجنة.ويصر البيت الابيض على أن بوش غير ملزم بتوصيات اللجنة وأن مراجعة داخلية للسياسة في العراق تجرى بالتزامن مع عمل اللجنة من جانب وزارة الدفاع الامريكية ومجلس الامن القومي.وأبلغ بوش قناة فوكس نيوز التلفزيونية أمس الاول أنه يحترم بيكر وشريكه في رئاسة اللجنة النائب الديمقراطي السابق لي هاميلتون غير أن "من الصعب للغاية بالنسبة لي ... أن انحاز لتقرير على حساب اخر."وأضاف بوش قائلا "كلاهما مهم. سأستمع اليهما.. سأستمع الى ما يتعين أن يقولاه."ومن المقرر أن يمثل بيكر وهاميلتون اليوم الخميس أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ.