صباح الخير
كم يواجه الآباء من استفسارات من أولادهم وبناتهم الصغار عن مواضيع تتعلق بالجنس كموضوع غامض لدى الأطفال، فتلعثم البعض ، وضرب البعض أطفاله ، وتجاهل البعض هذه الأسئلة ، وضحك منها البعض لعدم علمه بالرد ، وغضب البعض ، أمور كثيرة .. أما كان علينا لزاما أن نكون واضحين لأطفالنا في الرد على هذه الاستفسارات ، وإيصال المعلومة الصحيحة ، أفضل من الأخذ بها من الشارع أو من المجلات والأصدقاء .. أليس كذلك؟ لاشك أن مسؤولية الأهل تجاه هذا الأمر جسيمة وجسيمة جدا ، فالطفل عندما يرى أعضاءه التناسلية يستغرب وتتوّلد لديه أسئلة كثيرة ، خاصة أذا قارنها بما عند أخته الصغيرة من جهاز تناسلي مغاير تماما ، فهنا يقوم عقله الباطن بطرح أسئلة كثيرة ومملة ومحرجة لمعرفة ذلك الأمر الغامض ، وهنا تبدأ الأسئلة .. من هنا أود أن أذكركم ببعض التوجيهات الضرورية والتي ينبغي أن تراعوها كآباء وأمهات لهذا الأمر : ينبغي أن يتفهم الأهل القضايا الجنسية قبل شرحها لأبنائهم ، ففاقد الشيء لايعطيه ،إلى جانب عدم مواجهة أي سؤال حول الجنس بالتوبيخ والإعراض ، كأن يقال : هذا مش شغلك ، أسكت ياولد ، عيب يابنت ، ومن العبارات التي تجعل لدى الطفل أكثر من علامة استفهام ،هي تجنب الجواب بطريقة مرتجلة أو كاذبة أو التهرب من السؤال بحجة أن البحث في هذه القضايا شيء لايجوز لأنه مخل بالآداب .. فإذا كان عزيزي الأب والأم سؤال طفلك صريحا جدا ، وكانت الإجابة عنه لأتناسب سنه ، فيمكن الاستعاضة عن الكذب بالتورية .. فعلى الأب تقع مسؤولية توجيه الأولاد ، والأم بتوجيه البنات .. لاتجيب ولدك بكل المعلومات التي تعرفها عن الجنس كأمر حتمي ، بل تدرج في تنمية مداركه حسب السن وحجم عقليته.. لاتجمع الولد والبنت معا في نقاش عن هذا الموضوع ، بل يجب أن يكون لكل واحد منهم توجيه خاص ، وبإنفراد عن الآخر ،وحذار الإثارة أثناء شرحك لهذا الأمر ، وأختر الكلمات المهذبة خاصة تلك التي وردت في كتاب الله وسنة رسوله( مثل : وصف القرآن بالجماع بالمباشرة واللمس والقرب وغيرها من الإيحاءات أو التصريحات الربانية .. أحرصوا كل الحرص على غرس العّفة لدى أبنائكم وبناتكم ، لأنها من أغلى مايملكه الفرد ، وخاصة الفتاة تحسّسوا صداقات أبنائكم ، واطمئنوا على من يصادقون في المدرسة وفي الحارة ، بل حتى من الجيران . فرقّوا بين الأولاد والبنات في المضاجع ، واعزلوا ملابسهم عن بعض ، وهذه أحد المسببات لطرح أسئلة محرجة تتعلق بالجنس. يااولياء الأمور عليكم بناء جسور الثقة بين أبنائنا ، لكن ياجماعة بس مش على حساب إغفال مايجري ولا العكس بل لنكون متوازنين بين الثقة والمراقبة، أظن أنها نقطة مفهومة وواضحة . فهناك صور وأسئلة كثيرة لطبيعة جهل الأبناء لموضوع الجنس منها :- يسأل الطفل عن اختلاف جسمه عن جسم أخته .. يسأل عن العلاقة بين أبيه وأمه .. يسأل عن إغلاق غرفة نوم والديه دائما .. يسأل عن المكان الذي تلد منه الأم الأولاد .. يسأل عن العطورات وأدوات المكياج التي على تسريحة أمه ، وعدم توفرها في غرفته .. يسأل عن شكل صدر أمه ، ولماذا هو بهذا الحجم ... يسأل عن الضحك المتواصل الذي يصدر من غرفة والديه.. يسأل بإصرار عن أسماء أعضائه التناسلية ، وماذا تعني .. يسأل ، ثم يسأل ويسأل .... كيف نواجه تلك الأمواج من الأسئلة المحرجة .. بل كيف نجيب بصراحة .. و ماهي العبارات السليمة والمقنعة للإجابة .. وكيف نوصل المعلومة المقصودة لإفهامهم .. ؟اضن قد فهمتم ماهو عليكم فعله!! «دمتم سالمين»