عدم تقاضي العاملين في السلك الحكومي رواتبهم منذ سبعة أشهر فاقم الوضع
غزة / متابعات :تشهد الأسواق الفلسطينية في قطاع غزة عشية عيد الفطر كسادا ملحوظا، ورغم اكتظاظ الشوارع بالمواطنين كان واقع الحركة التجارية مخيبا لآمال التجار الذين تزداد مبيعاتهم في هذه الفترة من كل عام. وعبر العديد من التجار عن خيبة أملهم لما تسببت به حالة الكساد من خسائر كبيرة نتيجة تكدس البضائع التي توقعوا نفاذها قبل حلول العيد.ويقول تيسير عبد العزيز، أحد كبار تجار الملابس في قطاع غزة، إنه لم يتمكن من بيع سوى 10 من كميات الملابس التي استوردها من الصين مؤخرا بأسعار رخيصة بغية بيعها في أسواق قطاع غزة على غرار كل عام، موضحاً أن عدم إقبال السكان على شراء الملابس بالأسعار الرخيصة المعروضة في السوق هذا العام دليل واضح على حالة التردي في أوضاع الفلسطينيين المادية بفعل الحصار الذي زاد من نسبة الفقر وأعداد العاطلين عن العمل.وأشار إلى أن عدم تقاضي العاملين في السلك الحكومي لرواتبهم منذ سبعة أشهر فاقم الوضع وشل حركة السوق بالكامل، لافتا إلى أنه لم يتوقع أن يصل الوضع الاقتصادي في القطاع إلى هذه الحالة من التردي. ويشكو أبو محمد، بائع السكريات والحلوى في ميدان مدينة غزة، من قلة إقبال المواطنين على شراء ما يحتاجونه من الحلوى للعيد، وأوضح أنه لولا الاتفاق المسبق بينه وبين تاجر الجملة على استرجاع كل ما يزيد عن حاجة السوق لما قدم إلى السوق، مشيرا إلى أنه بالكاد يحصل على قوت عياله من فائض ربح ما يبيعه للزبائن. من جانبه قال الموظف سعيد أحمد ( 48 عاما) إن الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها الأراضي الفلسطينية بصورة غير مسبوقة هذا العام تدفع بأرباب الأسر إلى التركيز على المواد التموينية الضرورية لإبقائهم على الحياة، مؤكداً أن المواطنين لم يعودوا يهتمون بشراء حاجيات العيد أو ملابس جديدة في الوقت الراهن، واعتبر أن تلك الحاجيات باتت مجرد عادة تعود الناس على فعلها سنويا ولا تدخل ضمن أولوياتهم الحياتية.وأشار إلى أن الشيء الرئيس الذي يشغل باله هو كيفية توفير قوت أبنائه ومستلزماتهم المدرسية والجامعية.في المقابل شهدت سوق الملابس القديمة في غزة حركة نشطة مقارنة مع سوق الملابس الجديدة، ويقول سعد جابر - صاحب متجر ملابس قديمة - إن مبيعاته من الملابس ارتفعت خلال الأيام الأخيرة بشكل ملحوظ، موضحاً أن إقبال الزبائن على هذا النوع من الملابس ازداد بشكل كبير خلال السنة الأخيرة أكثر من السنوات السابقة، بسبب ركود الحياة الاقتصادية وضعف مداخيل الزبائن نتيجة لعدم تقاضي العاملين والموظفين مرتباتهم الذين يعيلون مئات الآلاف من الأسر.الجدير بالإشارة إلى أن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة كان قد حذر من تزايد أعداد الفقراء في غزة التي يعيش فيها المواطنون على حد الكفاف ويصارعون يوميا لتغطية احتياجاتهم اليومية من الطعام، بسبب عزلة حكومة "حماس" التي ترفض التعامل الواقعي مع قرارات الشرعية الدولية وخطط الاتحاد الأوروبي واللجنة الرباعية والمبادرة العربية للسلام بشأن وضع حد نهائي للصراع العربي الإسرائيلي.وحسب البرنامج يعاني حوالي 70 % من سكان غزة من مشاكل غذائية، وتعتمد الغالبية الكبيرة منهم لتغطية احتياجاتهم الأساسية على مساعدات الأمم المتحدة والدول العربية المانحة التي تبنت في قمة بيروت عام 2002م المبادرة العربية للسلام التي تقدمت بها المملكة العربية السعودية وحظيت بتأييد الإجماع العربي والدولي.