عدو صغير لكنه فتاك
كتب /رياض الزواحي:إذا قدر للإنسان أن يبتلى فمن الأفضل أن لا يستهين بأصغر الأشياء لان الاستهتار قد يقتل الفيل على يد نملة ، ويقال في التاريخ إن فأرا صغيرا سبب انهيار سد مأرب في بلادنا اليمن السعيد فتحول الناس من سعداء إلى مشردين لهذا يجب أن يدرك كل الناس أن الاستهتار لا يخلف غير الندم وهذا بالتأكيد ما يحصل في قصة الملاريا التي توزع الموت على أجنحة البعوض الصغيرة القاتلة في بقاع شتى من العالم ، و إن قال أحد كيف ؟ فسنقول الحقيقة بدون مبالغة أو تهوين وبالاستعانة بمصادر ودراسات رسمية موثقة تؤكد أن الملاريا تحصد أرواح مليون شخص في العالم سنويا بسبب الطفيليات التي تنقلها البعوضة عند لدغها للإنسان .. لهذا يجب أن نتصدى للملاريا التي باتت أخطر من الأسلحة الفتاكة في الحروب الدائرة على وجه الأرض والتي لا يصل ضحاياها إلى المليون قتيل في كثير من الأحوال بعكس بعوض الملاريا الذي يحصد أرواح الأطفال والحوامل والرجال بدون رحمة . وفي بلادنا تزهق أرواح كثيرة نتيجة الملاريا لاسيما في الأرياف ومن يسكنون بجانب المياه العذبة الراكدة التي تمثل أماكن توالد البعوض الناقل للملاريا وتساعدها على وضع البيض والتكاثر بدماء الضحايا الأبرياء لاسيما من يكون الجهل السبب لوفاتهم أكثر من بعوض الملاريا فتقارير الأمم المتحدة تصف بلادنا من الدول ذات التوطن بالملاريا بجانب السودان وجيبوتي والصومال وباكستان وأفغانستان لهذا فإن الضحايا هنا كثر والجهل بأسباب انتقال الملاريا وطرق الوقاية منها يجعلهم أكثر وهذا ما يشكل مشكلة أخرى تفاقم أخطارالإصابة بالملاريا في اليمن لهذا دعونا نبتعد عن التقارير والإحصاءات وغيرها دعونا فقط نتعرف على مرض الملاريا وطرق انتقاله ووسائل الوقاية منه لنحافظ على حياتنا وحياة أطفالنا وأسرنا ونحافظ على أحلامنا وأمانينا وحقنا في الحياة بعيدا عن حلقات الموت المكوكي على أجنحة البعوض القاتلة ولا اطلب سوى الانتباه والاهتمام سواء اكان القارئ لهذه السطور رجلا أو امرأة أو طفلا فالمشكلة تهم الجميع والحل ينبع من المسئولية الجماعية لحماية النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق .[c1]البداية [/c]ومن هنا نقول أولا: الملاريا مرض طفيلي قاتل تنقله إناث البعوض أثناء امتصاصها لدم الإنسان الذي تحتاجه لتتمكن من وضع البيض وتتكاثر هذه البعوض في مستنقعات المياه العذبة الراكدة التي تجاور التجمعات السكانية (قرى .مديريات ، عزل، حارات ) فيكون الناس في هذه المناطق أكثر عرضة للإصابة وتفاقم المشكلة التي قد تؤدي إلى الموت لا قدر الله (ارجو الانتباه مرة أخرى ) وتؤكد التقارير الطبية أن الأم الحامل والأطفال دون سن الخامسة هم الأكثر عرضة للمرض ومضاعفاته الخطيرة فالملاريا حسب الدراسات الطبية تعتبر سببا رئيسا لوفاة الأطفال دون الخامسة من العمر لأنهم معرضون لأمراض كثيرة في هذه السن تضعف مناعتهم وتضعف قدرتهم على تحمل الملاريا كما أن الأمهات الحوامل المصابات بالملاريا عرضة بأربع مرات أكثر من غيرهن للإجهاض أو الإصابة بفقر الدم الشديد وعرضة للفشل الكلوي أو الملاريا الدماغية والوفاة لهن ولأجنتهن. [c1]كيف نعرف الملاريا ؟![/c]من نعم الله سبحانه وتعالى علينا أن أعطانا القدرة على تشخيص هذا المرض والقدرة على الوقاية منه وحماية أسرنا من ويلاته وإذا أردنا معرفة مريض الملاريا فمن أهم أعراضه شعور المريض بالحمى الشديدة والفتور العام والتعرق في الليل والبرودة (القشعريرة ) وكذا الرعشة والصداع وآلام المفاصل مع فقدان الشهية والتقيؤ والغثيان والإسهال فان كانت هذا الأعراض ظاهرة على أي فرد من أفراد الأسرة فلابد من الإسراع إلى الطبيب بدون أي تأخير لان التشخيص السريع للمرض في مرحلة مبكرة يزيد فرص العلاج ويمنع حدوث مضاعفات ويقلل الوفيات الناتجة عنها ويمنع كذلك انتشار العدوى بين أفراد الأسرة وإذا تساهل أي شخص إزاء هذه الأعراض فالعواقب وخيمة تبدأ بفقر الدم والملاريا الدماغية وهبوط الدم الدوراني والفشل الكلوي والفشل الكبدي كذلك وتضخم الطحال إضافة إلى إجهاض الحمل وتنتهي المضاعفات بالموت لهذا فإن التشخيص المبكر والسرعة في إسعاف المريض تنقذ حياته . وفي حالة الإصابة بالملاريا وبعد إسعاف المريض وتقرير العلاج لابد من توفير رعاية منزلية للمريض من خلال الالتزام التام بالعلاج والتقيد بالأدوية وبمواعيد ومعايير جرعة العلاج ولابد من تزويد المريض بالسوائل المختلفة لتعويض ما فقده جسمه منها بسبب الحمى ولابد من التغذية الجيدة للمريض وإعطائه أطعمة ذات قيمة غذائية مفيدة للجسم ويجب أن نركز على الفواكه والخضروات والعصائر الطبيعية الطازجة حتى تعوض الجسم بالفيتامينات وتزيد مقاومة الجسم وتنمي مناعته فالتغذية مهمة ولا يجب إهمالها أبدا . وهناك شيء مهم أيضا وهو في حالة عدم ملاءمة علاج الملاريا أو معاناة المريض من مضاعفات و حساسية تجاه الدواء لابد من عرضه مرة أخرى على الطبيب وتستمر متابعة الطبيب بشكل دائم لتجنب أي مضاعفات.[c1]كيف نحمي أنفسنا من الملاريا ؟![/c]قد لا يصدق البعض أن الملاريا هذا المرض الفتاك قد يتحول إلى مرض مشلول لا يستطيع أن يؤذي احدا منا إذا ما أحسنا حماية أنفسنا منه لهذا تعالوا نعرف كيف نحمي حياتنا من الملاريا .فكما قلنا إن تجمعات المياه العذبة الراكدة هي أماكن تواجده لهذا علينا جميعا بدون استثناء أن نتخلص من تجمعات المياه الراكدة وردم الحفر والمستنقعات بالتعاون مع جيراننا وأهلنا ومع الجهات الرسمية في القرية أو المديرية كما يجب أن نغطي خزانات المياه المكشوفة وعلينا أيضا أن نتخلص من الأشياء التي يمكن أن تتجمع بداخلها مياه الأمطار مثل إطارات السيارات (التايرات ) والعلب الفارغة (القصع ) و أن كان هناك أشجار كثيفة حول مصادر المياه (البرك والمستنقعات ) لابد من قطعها لمنع يرقات البعوض من الالتصاق بها وفي المنازل لابد من إغلاق الأبواب في الليل بإحكام وعمل شبك على النوافذ وسد كل الثغرات التي قد يدخل منها البعوض ويهدد حياة أطفالنا وأسرنا وإذا رأينا فرقا تقوم بالرش لمكافحة الملاريا علينا أن نتعاون معهم وندعهم يرشون كل الأماكن التي تشكل أماكن لانتشار البعوض لأنهم يحاولون مساعدتنا وحمايتنا من بعوض الملاريا القاتل .كذلك (ارجو الانتباه ) لابد من البحث عن الناموسية وهي عبارة عن(تل شبكي مشبعة بمواد تقتل البعوض ) لتغطية الجسم عند النوم وهذه الناموسية توزعها جهة حكومية تسمى البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا مجانا وعلينا السؤال عنها في فروع مكاتب الصحة لنعرف كيف نحصل عليها إذا لم توزع علينا في قرانا ومديرياتنا وإذا حصلنا عليها أو كانت موجودة لدينا علينا استخدامها الاستخدام الصحيح لتجنب لدغ بعوض الملاريا (النامس ) والبعوض الناقل لحمى الضنك فهناك أنواع كثيرة للبعوض الناقل للملاريا وأيضا هناك أنواع أخرى من البعوض تنقل مرض حمى الضنك وجميعها يعيش في بيئة واحدة لان مرضي الملاريا وحمى الضنك فيهما خطورة كبيرة على الصحة وقد يكونان سببا للموت .وطبعا عندما نحصل على الناموسية يجب أن نعلقها بعد استلامها في جدار الغرفة حيث يوجد الظل لمدة 24 ساعة (يوم كامل ) قبل استخدامها وبعدها يجب أن نغطي أفراد الأسرة خاصة (الأطفال والنساء الحوامل ) بالناموسية إثناء الليل أو وقت النوم ونتأكد اننا أدخلنا أطراف الناموسية تحت الفراش لإبقاء البعوض خارج الناموسية ويجب الحفاض عليها من التلف والأوساخ والأتربة فلا نتركها في متناول الأطفال أو نقربها من الحرارة أو نتركها تحت الشمس ويجب أن نخيط ( نرقع )أي تمزقات توجد فيها أو ثقوب وهذا أمر ضروري حتى تكون فاعلة في حمايتنا من البعوض وحماية أطفالنا وكل من نحب حتى بعد فترة من الاستخدام إذا وجدت أوساخ أو أي شيء عليها يجب غسلها بالماء فقط حتى لا تضيع فاعليتها في طرد البعوض وان كان هناك مريض بالملاريا أو مصاب بحمى الضنك يجب إن يبقى تحت الناموسية حتى طوال الفترة الصباحية لان البعوض الناقل لحمى الضنك يهاجم الإنسان في الصباح ويجب إن يظل تحت الناموسية حتى لا تنتقل عدوى فيروس حمى الضنك منه إلى البعوض الذي سينقلها إلى شخص آخر عند لدغه .وخلاصة القول سواء أكنا كبارا أو أطفالا فإننا معرضون لان يفترسنا الموت بسبب بعوض الملاريا إذا ما استهنا بخطورته وأهملنا القضاء على أماكن تواجده وان قصرنا في حماية أطفالنا وأسرنا من شروره بهذه المعلومات والمحاذير سنعرف فقط كيف نخرج من دائرة المليون قتيل الذين يقضي عليهم الملاريا في العالم والاستهتار بخطورة هذه البعوض سيفقدنا ويفقد من نحب الحياة والأحلام والأماني وبأيدينا فقط نستطيع أن نحافظ على حياتنا وأحلامنا وأمانينا لأننا لم نستهتر بعدو نراه صغيرا لكنه فتاك .