شخصيات خالدة
الحبيب بورقيبة رئيس تونسي راحل وأول رئيس لتونس عقب استقلالها في العشرين من مارس عام 1956م، كانت له العديد من الآراء الجريئة والتي أثارت الكثير من الجدل بين الأوساط الدينية والشعبية، وكانت ابرز هذه الآراء هي منعه للحجاب في تونس واعتباره زيا طائفيا يدعو للانقسام داخل المجتمع هذا الأمر الذي مازال سارياً في تونس حتى الآن.ولد الرئيس التونسي الراحل في الثالث من أغسطس عام 1903م في عائلة متواضعة الحال بحي الطرابلسية بمدينة المنستير الساحلية التونسية، تلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة الصادقية، وفي المرحلة الثانوية التحق بالمعهد الصادقي فحصل على شهادة البروفي للغة العربية، ثم أكمل دراسته الثانوية بمعهد «كارنو» الفرنسي فحصل على شهادة البكالوريا عام 1924م. سافر بورقيبة بعد ذلك إلى باريس حيث أكمل تعليمه العالي بكلية الحقوق ومعهد الدراسات السياسية، حصل على إجازة في الحقوق عام 1927م والشهادة العليا من معهد الدراسات السياسية، هذا بالإضافة لتلقيه بعض الدروس بشعبة المالية العامة بجامعة السوربون، وأثناء تواجده بفرنسا تأثر بورقيبة كثيراً بالحضارة والثقافة الفرنسية.عقب عودته إلى تونس عمل بورقيبة بالمحاماة إضافة إلى ذلك قام بالمشاركة في الكتابة في عدد من الصحف الوطنية كان لبورقيبة دور فعال في استقلال تونس ونهضتها، وكانت بدايته السياسية من خلال انضمامه إلى الحزب الحر الدستوري التونسي هذا الحزب . بعد نشوب عدد من الحروب الداخلية في البلاد توجه بورقيبة على رأس وفد تونسي إلى باريس وقام بإجراء عدد من المفاوضات مع الفرنسيين وفي العشرين من مارس 1956 انتهت المفاوضات بتوقيع الطرفين الفرنسي والتونسي بروتوكول اعترفت فرنسا بمقتضاه بالاستقلال الرسمي لتونس، وبأحقيتها في تولي الشئون الخارجية والدفاع والأمن الداخلي بالإضافة لتشكيل جيش وطني تونسي.عقدت بعد ذلك انتخابات عامة في تونس أدت إلى فوز الحزب الدستوري الحاكم، وصعد بورقيبة ليعتلي منصب رئيس الدولة التونسية، فحكم البلاد في الفترة ما بين 1956- 1987م.سعى بورقيبة جاهداً بعد توليه الرئاسة االى تخليص البلاد من أثار الاستعمار، فقام بالعديد من الإصلاحات واضعاً التحديث والتطوير في أوضاع البلاد نصب عينه، فعمل على تحديث المجتمع بالارتقاء بمستوى التعليم، وإصدار مجلة الأحوال الشخصية، وسعى لتحرير المرأة، وعمل على إنجاح برامج وخطط تسعى لتحديد النسل، كما عمل على دعم الطبقة الوسطى من المجتمع والنهوض بها فعمل على تطوير العديد من المجالات مثل الأجور والصحة والخدمات والتعليم، فشهدت البلاد خلال فترة السبعينات انتعاشة اقتصادية.جاءت وفاة بورقيبة في السادس من إبريل عام 2000 عن عمر يناهز 97 عاما، ودفن بمدينة المنيستر التونسية، بعد حياة حافلة بالأحداث ما بين صعود وهبوط وتأييد ومعارضة.