تشهد عدن هذه الأيام حراكاً سياسياً واقتصادياً متعدد الأبعاد في مناخ يتسم بالحيوية والمعافاة والتجدد والنهوض المتصاعد. والحال أن هذا الحراك الحيوي يعد امتداداً لتحولات عميقة في زمن الوحدة الذي أعاد الاعتبار لمدينة عدن، وأسهم في تخليصها من غبار السياسات الخاطئة والمدمرة التي عطلت خلال حقبة التشطير والركود قدراتها ومقوماتها الاستراتيجية، وأوقفت مفاعيل نموها وتطورها وتجددها.صحيح أن صورة مدينة عدن الجميلة تغيرت نحو الأفضل بعد الوحدة واكتسبت مزيداً من التألق الذي تستحقه بحكم موقعها الاستراتيجي الفريد والمتميز، ورصيدها التاريخي في حركة التجارة والملاحة العالمية، ومكانتها الرفيعة في مسار نضال الحركة الوطنية اليمنية المعاصرة ضد الاستبداد والاستعمار، ومن أجل الحرية والوحدة والديمقراطية.. لكنه من الصحيح أيضاً أن وجه مدينة عدن يغدو أكثر إشراقاً وجمالاً وتألقاً عندما تكون هذه المدينة الجميلة على موعدها الثابت والمتجدد مع الرئيس/ علي عبدالله صالح رائد مسيرة الوحدة والديمقراطية، وباني الدولة الحديثة الذي شرفه التاريخ برفع علم الوحدة فوق تراب مدينة عدن الباسلة ظهيرة يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م الذي فتح عهداً جديداً للوطن بأسره، ونقل هذه المدينة إلى حقبة جديدة من التطور والتجدد، بعد أن حررت الوحدة اليمنية مدينة عدن من قيود السياسات الخاطئة والمدمرة التي أوقفت تطورها، وأحالتها إلى ساحة دامية لدورات عنف متواصلة في سياق الصراع السياسي على السلطة بين مختلف أطراف الحزب الواحد الذي كان ينفرد بإدارة نظام الحكم قبل الوحدة!! ولئن كان الرئيس علي عبدالله صالح يحرص دائما على أن يجعل من مدينة عدن مقراً لنشاطه الرسمي في كل شتاء، وما يترتب على ذلك من حراك سياسي واسع يتجسد في حركة استقبال الوفود الشقيقة والصديقة التي تزور بلادنا للتباحث مع قيادتها السياسية في مسائل تتعلق بالعلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية والعربية والعالمية، إلا أن نطاق الحراك السياسي يتسع ليشمل مختلف الفعاليات والمناشط الاقتصادية والاستثمارية والتنموية التي يوليها فخامة الرئيس اهتماما لا حدود له، باتجاه تأمين أفضل شروط وإمكانات التطور والنهوض والتجدد لهذه المدينة التي ستشهد تحولات وانجازات أكثر عمقاً خلال سنوات الخطة الخمسية الثالثة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، من خلال المشاريع الاستثمارية التي يحرص فخامة الرئيس على تنفيذها وتوفير مصادر التمويل لها، وتذليل المصاعب التي تواجه طريق المستثمرين اليمنيين والعرب والأجانب الذين يتطلعون للاستثمار في مدينة عدن ومنطقتها الحرة.ومما له دلالة عميقة ان يتزامن الحراك السياسي والاقتصادي والاستثماري في مدينة عدن التي يمارس رئيس الجمهورية مهامه الدستورية هذه الأيام من داخلها، مع تنامي وتعاظم الآثار الايجابية لنجاح الانتخابات الرئاسية والمحلية التي شهدتها بلادنا في سبتمبر الماضي، وحازت على إعجاب وتقدير المجتمع الدولي بأسره، إلى جانب نجاح مؤتمر المانحين للجمهورية اليمنية الذي انعقد في لندن منتصف الشهر الماضي، الأمر الذي يشير إلى ان ثمة آفاقاً رحبة تنتظر مدينة عدن باعتبارها بوابة استراتيجية لليمن الكبير حيث تتلاقى على مياهها الإقليمية خطوط الملاحة العالمية التي صاغت على مدى الحقب التاريخية الماضية رصيد هذه المدينة في خدمة التجارة الحرة العالمية، وخاصة على مستوى الشحن والنقل البحري ما بين أوروبا وشرق آسيا، والتفاعل مع التوسع الهائل في الأسواق الحرة العالمية، والانتشار المتزايد لخطوط التجارة الإقليمية ما بين دول المنطقة كنتيجة طبيعية للمزايا التي يتمتع بها الموقع الاستراتيجي الفريد لمدينة عدن ومينائها العالمي.يبقى القول إن مدينة عدن استعادت اعتبارها غداة قيام الوحدة اليمنية التي أعادت إليها الروح بعد حقبة بائسة من السياسات الخاطئة والصراعات الدامية .. كما ان مدينة عدن تعود من جديد كلما عاد إليها القائد الذي أخرجها من أنفاق التشطير والركود والصراعات الدموية، وفتح أمامها آفاق الديمقراطية والتنمية والنهضة والتجدد.
عـادت عـدن
أخبار متعلقة