من أرشيف الفنان طه فارع
ظلت الأغنية اليمنية ردحاً من الزمن تعاني من الهجمات المسعورة من البعض.البعض يتهمها بالقصور والبعض الآخر بالركود وبعدم القدرة على مواكبة التحولات في بلادنا الحبيبة في مختلف المجالات، ورغم كل هذه الحملات والاتهامات إلا إنها وقفت صامدة وشامخة شموخ جبال بلادنا الشماء ولسنوات طويلة كانت ومازالت متحدية تلك الحملات المفتعلة ضدها بقصد إجهاضها قبل ولادتها..لقد استطاعت الأغنية اليمنية بكل ألوانها، الصنعاني، واللحجي، واليافعي، والحضرمي والعدني، ان تقول للعالم هذا صوت اليمن يغني واستطاعت ان تثبت وجودها بجانب الأغنية العربية وتسهم معها في تطوير الغناء العربي.كما أسهمت الأغنية اليمنية في الكلمة واللحن والأداء في الكفاح بجانب البندقية وتغنت بثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وبالوحدة اليمنية الثورة الثالثة كما قالها رئيس مجلس الرئاسة الأخ المشير علي عبدالله صالح، كما تغنت الأغنية اليمنية بكل مناسبة وطنية عزيزة على قلوبنا جميعاً.كما استطاعت الأغنية اليمنية ان تسيطر على الذوق العام في اليمن وتغزو قلوب الأشقاء العرب في الخليج والجزيرة العربية وكل من استمع إليها من الأقطار العربية الأخرى.والدفاع عن الأغنية اليمنية.. يعني الكثير، يعني الدفاع عن يمننا.. يعني الدفاع عن انتمائنا إلى هذه الأرض اليمنية الطيبة وأهلها الطيبين الشرفاء.وعلى هذا الأساس نأمل ان يكون النقد لأغنيتنا اليمنية في المستقبل من هذا المنطلق الصادق، خاصة ونحن نعيش في ظل الوحدة اليمنية وقيام الجمهورية اليمنية.[c1]دعوة لفنانينا[/c]كثر من فنانينا المعاصرين لا يهتمون بالأغاني التراثية إلا القليل منهم، ولا يكلفون أنفسهم حتى سماعها مع إنها هي الأساس في حياتهم الفنية – كفنانين- والينبوع الذي من خلاله سيلهم قرائحهم بما جاد به أجدادنا والأجيال التي سبقتنا في مجال الأغنية اليمنية الأصيلة.ويقول الموسيقار محمد عبدا لوهاب في هذا الصدد:(في بداية حياتي الفنية كنت أسعى إلى المعرفة مهما كانت المشقة التي أتحملها، لم يكن هناك معاهد موسيقية أو مراجع من أي نوع وكنت حتى استوعب( التواشيح القديمة) امضي الساعات الطويلة كل يوم مع رجل محيط بثروة واسعة في هذا المجال، وكنت أتحمل جلساته الطويلة رغم عادة( البصق) التي لم يكن يتوقف عنها، ورغم الرذاذ المتطاير الذي كان يملأ وجهي).والمطلوب من الفنانين المعاصرين ليس ما تحمله الموسيقار عبدا لوهاب من مشقة بل الرجوع إلى الاسطوانات القديمة والأشرطة التي سجل عليها فنانونا القدامى والموجودة في الإذاعة وفي وزارة الثقافة (قسم الفنون الشعبية) ويحاولون طلب تسجيلها لمكتبتهم الموسيقية الخاصة ويحاولون سماع هذه الألحان.وأنا واثق كل الثقة انها ستستحوذ على إعجابهم واستحسانهم وربما يعيدون تسجيلها بأصواتهم وأدائهم الجديد كما فعل غيرهم من الفنانين وعلى رأسهم فناننا الكبير ابوبكر بلفقيه.[c1]مواصفات الناقد الموسيقي[/c]ان الفنون التي لا تجد نقاداً حقيقيين هي فنون يتيمة ضائعة محكوم عليها بان تعيش في أزمة عنيفة، والناقد الذي اعنيه هنا هو ( الناقد الموسيقي) وليس الناقد المتعالي المتشنج الذي يمسك بالعصا ويملي تعليماته على الفنان والقارئ.ان الناقد الحقيقي هو ذلك الفنان الذي يتمتع بالذوق والثقافة والقدرة على التعبير والشجاعة الأدبية، ولابد للناقد الفني ان يكون صديقاً للقارئ يحبب له بمودة وحرارة إلى الإعمال التي ينقدها.