حقيقة، يكفي أن الدكتور رشاد العليمي لم يأت الى السلطة من بوابة الانقلاب، أو المشيخة، أو النفوذ، أو المحاصصة الحزبية، أو القرابة لإحدى القيادات، بل إنه نالها بعلمه وكفاءته وقدراته ومهاراته واجتهاده وإخلاصه لوطنه وشعبه.. فعلى مدى الـ«47» عاماً ظل يعمل بكل دأب وجد وإخلاص وتفان في سبيل خدمة هذه البلاد وأهلها، متدرجاً في المناصب من أسفل الهرم الوظيفي، بدءاً من موظف بسيط في كلية الشرطة، مرورا بعمله كضابط في البحث الجنائي، ثم أستاذاً ومحاضراً في جامعة صنعاء، ثم مديراً للشؤون القانونية بوزارة الداخلية، ورئيساً لمصلحة الهجرة والجوازات، ومديراً لأمن محافظة تعز، وصولاً الى تعيينه وزيراً للداخلية، ونائبا لرئيس الوزراء، ومستشاراً لرئيس الجمهورية، ليصل به الحال أن أصبح محل إعجاب واحترام وتقدير مختلف المكونات والقيادات السياسية، والأوساط الشعبية .. ما يعني أن وصوله لرئاسة الدولة كان نتاج ذكائه وجهده وكفاءته ونزاهته ووطنيته، وما حققه من نجاحات وإنجازات.
ما لا يعرفه الكثيرون عن الدكتور رشاد العليمي، أنه يعد أذكى وأرقى سياسي يمني في الوقت الحالي «وفق تقييم العديد من المراقبين»، يمتلك رصيدا تراكميا من الخبرات والتجارب في الساحة السياسية تمتد لأكثر من أربعة عقود، منها عقدان قضاهما بين دهاليز مؤسستي الحكومة والرئاسة مؤثراً بأفكاره ومواقفه .. وعاصر خلال هذا المشوار الطويل أغلب القيادات السياسية والفكرية في البلاد .. فضلاً عن كونه يعد أبرز الرموز الوطنية الأقوياء والمعتدلين المتصالحين مع الجميع، الأمر الذي جعله الأنموذج السياسي الأكثر احتراماً وقبولاً لدى مختلف مكونات وشرائح المجتمع اليمني.. بالإضافة الى ما عُرف عنه من مهارات عبقرية في حل الخلافات وصناعة التوافقات، والمامه العميق والواسع بمصالح اليمن الوطنية .. وفوق ذلك كله أنه وطني حد النخاع، ولاؤه منصب لليمن الأرض والإنسان فقط، وثوابت الوطن بالنسبة له من المقدسات التي لا مجال للمساومة عليها.
ما لا يعيه الكثيرون عن الدكتور رشاد العليمي، أنه دون الكثيرين سواه لديه المام شامل ودقيق بالتركيبة السياسية والاجتماعية لليمن حقيقة تولي الدكتور لقيادة البلاد أصبح حدثا تاريخيا كونه الأجدر والاقدر والافضل وبما يمتلكه من خبرات ومؤهلات وملكات القيادة في الوقت نفسه مناضل وطني استطاع أن يصنع التفاهمات الصعبة التي غابت ولم يستطعها الآخرون.
وإن شاء الله سوف ينتصر للوطن ويتغلب على كل المعوقات ويقدم الحلول العاجلة للملف الاقتصادي الذي انهك المواطن اليمني بالارتفاع الجنوني للأسعار.. وانا على ثقة بأنه سينجح بإذن الله وبتعاون ودعم الاشقاء في دول الخليج وبدعم كل القيادات المخلصة لهذا الوطن .
واختم نهاية مقالي هذا بدعوة جميع القوي والشخصيات العامة والمؤثرة الي التكاتف والصبر والالتفاف حول هذه الشخصية القيادية من اجل اخراج الوطن الى بر الامان وخاصة وان هناك الكثير من القرارات التي يطالب بها الشارع تخضع لتوافق بالاضافة الى وضع اليمن تحت الوصاية الدولية من مجموعة رباعية هي اليمن والسعودية وامريكا وبريطانيا ومن الصعوبة تجاوز هذه المجموعة بمختلف توجهاتها ومصالحها المتعارضة.. يظل الدعم والمساندة والوقوف خلفه من جميع القوى والاطياف والشعب اليمني هو السند القوي لدعمه في اتخاذ قرارات واصلاحات جوهرية تصب في مصلحة الشان اليمني وتحرره من القيود المقيدة لتوجهاته اقليميا ودوليا.
*مدير مكتب صحيفة 14 أكتوبر بتعز