نتذكر كيف كان التعليم في عدن أبان ايام الثورة والكفاح المسلح ، وخطورة الوضع ، وتخوف الاسر على أبنائها، وفي كل منطقة ومدينة كانت امور التعليم تجري بتخوف وعدم استقرار ما اوجد مخلصين لهذه المهنة انطلاقا من الشعور بمسؤولية وطنية تجاه الأجيال التي عليها العمد، والمستقبل لن يكون في مأمن الا بتعليم وتحصين الجيل..
هنا ظهرت فكرة الاسهام في مسيرة الثورة تأصيلا للتعليم كسلاح، في مدينة المعلا،وتبناها الاخ الشاب علي محمد الشيباني ، ووالده رحمة الله عليه، ففتحا معهدا في شارع الصعيدي بدأ لتعليم (٣) طلاب.. ثم كبرت الفكرة مع كبر وتصاعد الثورة ، وتم افتتاح المعهد الحالي في حافة شعبان، وتاسس العام الدراسي لاول مرة كنظام تعليم اهلي في العام 1963/ 1964م..
وكان المعهد عمره من عمرالثوة المجيدة 14اكتوبر وهو اليوم في عامه الـ61عاما، وفي حساب الزمن هو بعمر جيلين تماما. وانا شخصيا، كنت احد المنتسبين فيه، ولولاه ما كنت دخلت الجامعة من اساسه!
وتدور الايام وصرنا الاثنين زملاء في كلية واحدة، هي كلية التربية العليا(1980 /1984م) لكنه تفوق كعادته وطموحه وأصبح استاذا ودكتورا في الادب الإنجليزي أما أنا ففي الفلسفة والعلوم الاجتماعية بكالوريوس وعدت لعملي التربوي ثم بقلمي المتواضع وبالوظيفة التي اخذت وقتي وجهدي حتى فاتني القطار. .ومن ثم التقاعد..
*سلام الله عليك استاذنا الدكتور المؤسس ، والباني لمعلم شامخ ومهم، بجهدك ، دون اي مساعدة او دعم من أحد او جهةما، وفي ظروف بالغة الصعوبة، ولكن التحدي كان بوطنية تطاول الجبال، وقد أثمرت ولا تزال بعزيمة واصرار والحمد لله.
نصف قرن ونيف، وانت وابناؤك في موقع الصدارة التعليمية والعلمية.. نصف قرن وانت تجمع بين رجالات التعليم الاجلاء، يمنيين وعربا اقحاحا، من فلسطين العزيزة والسودان الشقيق تحديدا.. والذين صاروا مكونا أساسيا من مدماك اعمدة المعهد/المدرسة الاهلية الرائدين بفخر واعتزاز..!!
وهل ننسى انفسنا اننا كنا ذات زمن هنا طلاب علم، وأصبح منا المسؤول والوزير والشاعر والاديب ، والسفير والصحافي، نساء ورجالا!!
استاذنا الجليل ورفيقنا الاصيل ، وزميلنا (الاكليل) .د.علي محمد الشيباني نرفع اليك أسمى ايات التهاني والرفعة والتبجيل في هذا الشهر الذي ماتزال لك فيه بصمات ومشاعل نور وحرارة تسخن جوانح كل محب..
نحييك ونبتهل الى المولى عز وجل، ان يمتعك بصحة اوفر ونظر أصح، فالعيون اجمل شيء في الكون ونتمنى لكم حياة أسرية كريمة مع من تحب، وأحببت ، ولا تزال..
فبالحب كبرت وارتقيت سلم العلم والتعليم والمجد ولولا الحب والاخلاص والتماهي ماكنت العلَم المؤثر في هذه المدينة الكونية..عدن.
وصح القول هنا أن: وراء كل رجل عظيم امراة عظيمة، مكنتك من الحفر في الصخر لتبقى بصماتك ابد الدهر ، شاهدا حيا وفي اعظم شهور السنة. إنه اكتوبر الميمون في عدن، وفي يمن الحكمة والايمان ..آية هذا الزمان.
نهارك سعيد وخير وعافية وصحة متعافية لك وللنصف الاغلى ، صاحبة الفضل ، ومصنع الرجال..
كل عام وانت والاسرة الصغيرة، والاسرة التعليمية الكبيرة بالف خير ونعيم وسلام..