.jpeg)
لليل في رمضان ألقه وسحره الخاص، تتحول المدينة الصغيرة التي طفقت بشهرتها الآفاق إلى “بانوراما” من السحر والأضواء والألوان ووهج الروح والفرح الإنساني، ويتدفق عليها الناس من بقية المدن زرافات طوال ليالي رمضان، ويزدادون في أواخر الشهر الفضيل حتى لاتجد فيها موطئاً لقدم، لولا أن أرتالاً ترحل لتترك فسحة لأرتال جديدة تفد ..
وليل هذه المدينة ساحر حتى لو كان الفصل صيفاً شديد الحرارة. وأغلب فصول عدن أما حارة أو حارة جداً، ماعدا أشهر قليلة يكون الجو فيها لطيفاً مُنعشاً . ثم سحر في هذه المدينة، هذه الـ( عدن - كريتر) يعطيها كل هذا الوهج، الحب، الألق: هل هو عبق التاريخ، عبقرية المكان، التجارة التي جعلت منها سيدة المدن، العيدروس القريب من الله يمنح بركته للمدينة الرابضة في أحضان الجبل. الروحانية التي تمنحها غفوة الصالحين الذين عاشوا هُنا ويرقدون الآن في سلام ؟ أم الأسواق العتيقة التي وجدت كل أسباب الازدهار فتمددت؛ سوق الطعام، سوق البز، سوق الحدادين، سوق البُهرة، سوق الحراج، سوق الاتحاد، سوق الذهب..
أو هو ذلك العبق من متاجرالعطور والبخور، بهارات الهند، أعشاب ، وروائح الفل والكاذي ينثره باعة متجولون! والزبادي والأخضرين والدخون ينفحه شيذر عابر يشيع بعض الفرح وكل السعادة المُشتهاة.
أم رائحة المقاهي والشاي العدني، و المطاعم، والحلويات، والمخابز والمخابيز،والمطبقية، ومطاعم الهواءالطلق التي تجتذبك وتوقظ كل حواس الجوع عندك وتلقيك إلى أقرب طاولة!
وتحت وطأة الدهشة، وانهمار كل هذا السحر المتدفق، والروح التي تستدعيك لاتملك إلا أن تنساب وراء ذلك الإحساس الغريب ؛ تحفزك تلك الرائحة التي تنطلق من مكان ما وتسكن أعماق فؤادك فتنساق دون وعي، ولا تفيق إلاّ وانت في كريتر !! لحظتها فقط تحس بالراحة وان هذا هو المكان الذي تشتهيه.
2
- إلى أين تذهب هذه الليلة ؟
- كالعادة، إلى عدن،، عدن جميلة في رمضان ..
- وفي كل وقت، خاصة في الليل ..
عدن جميلة وبسيطةوحميمية، ويمكنك أن تعثر على أصدقائك بسهولة، الشوارع والحارات متقاربة، والناس متقدون بالعاطفة والطيبة، وروائحها العطرية تمنحك تلك الشهية الكبيرة للتسكع دون أن تحس بالتعب. تقضي فيها أجمل وقت ممكن دون أن تشبع منها..تقرأ كل شيء في عيون الناس دون غموض ..
ينتهي بك الليل وانت لاتريد أن تتركها، لولا انك تحاول اللحاق بآخر باص يغادر المدينة.
ليس كل المدن تعطيك هذه الخاصية.
هل تعرف ماهو أجمل شيء يمكن أن يحدث لك ؟!
أن تحب مدينة كل هذا الحب، ترعش الحنين إلى ملاعب الصبا مع لطفي امان ، تتماهى مع الكلمات، ومع لحن وموسيقى احمد قاسم، عدن !تحبها، يكفيك انها في كل حواسك لايفصل بينك وبينها شيء، تتنفس نقاء المدينة الملتصقة بالقلب .
لهذه المدينة رائحة الغواية، تحدد ساعة اللقاء، تفتح عينيها كل صباح على حواف البحر، وتدعوك لتغسل أحزانك، وتمنحك السعادة، فلاتستطيع الفكاك منها أبداً.
منذ البدء، كل شيء في هذه المدينة رتبته يد الخليقة، بدءًا من الموقع الأهم، ترويض البحر والمراكب، والتجارة، والإنسان الذي يعيش ويتعلم الصبر على التعب والشدائد، وينصت لصوت الأقدار وهي تعلمه كيف يتجاوز العواصف والانكسارات ويحقق الأحلام.، فتصبح الحياة مستساغة ومحتملة..
خواتيم مُباركة..
عيداً سعيداً، كل عام وأنتم بخير.