
لمَ أقول هذا ولماذا أكتب؟
الواقع أن ما دفعني للكتابة حول هذا الموضوع هو أني رأيت كثيرين ومنهم قريب لي وصديق كنت ومازلت اعتقد انه يمتلك شيئا من الثقافة اسمه عثمان صالح سرور عميد في القوات المسلحة، غير إنه في حديث حضره الأخ العزيز عبد الحكيم قنان أصر على القول أن الزمن يتغير فقلت له لأقنعه يا عثمان وأنت من المعجبين بأبي بكر سالم بن الفقيه عندما يقول في أغنية له من كلمات المحضار ( الزمن ما تغير بس أهل الزمن ويلاه متغيرين ) ليؤكد قول الشاعر العربي القديم القائل في نفس موال الأغنية وفي صلب موضوعنا :
يقولون الزمان به فساد
وهم فسدوا وما فسد الزمان
هل تظن يا عثمأن أن كل هؤلاء الكفاءات مخطئون وأنت وأمثالك من البشر الذين يشاطرونك هذا الاعتقاد على صواب !!
وأضفت : أليس ربنا خلق الإنسان وجعل له عقلا وبصيره وقال له فيما يخص رزقه ومستقبله ( اسع يا عبدي وأنا الرزاق ) بمعنى الا تقعد دون أن تتحرك وتبحث عن رزقك بانتظار ربنا أن يسوق إليك الرزق وأنت جالس وتظن نفسك على حق منطلقا من اعتقادك هذا ؟
قال ويبدو أن ما قلته قد أقنعه:
هات أضف من الكلام الذي قلته فإن فيه گما أرى الآن حقائق كانت غائبة عني.
قلت بالفعل يا عثمان هنالك كثير من الحقائق غائبة عنك
انظر إلى الطير والحيتان والنمل والحشرات كيف تتحرك وتسعى في الجو والبحر وفي البر لتبحث عن أرزاقها ولن يضيعها الله إذ قال جل وعلا ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ويعلم مستقرها ) الآية الكريمة
لمَ لا نتعلم ونقرأ وتتابع علماء الأحياء بمن فيهم العالم المصري الجليل رحمه الله مصطفى محمود الذي ألف كتبا وتحدث وبحث وقدم أفلاما تصور الإنسان والكائنات في سعيها للرزق وله أحاديث في السينما وفي وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة توضح بدقة أكبر عظمة الله في خلقه وفي الكون.
الحمد لله أن زمننا هذا حباه الله وحبانا فيه بوجود وسائل تقرب البعيد وتعلمنا وتطلعنا على كل ما نحتاجه في حياتنا من معرفة إن نحن نفضنا غبار الجهل والكسل ومضينا نسعى لنطلع ولنعرف بأننا نحن من نغير الزمن لا الزمن هو من يغيرنا.
نعم تلك هي الحقيقة التي أردت أن أوصلها للقراء من خلال الحديث مع وعن قريبي وصاحبي عثمان وأشهد الأخ العزيز القنان على إيصالها له.
أخلُص إلى القول في النهايه أن الإنسان كما أوضحت بناء على ماسبق هو مرتكز التغيير وبأنه الفاعل فيه وفي الحياة لا الزمن الذي ما هو إلا وسيلة حساب نعرف به ومن خلاله أين نحن وكيف نتعامل وما لبعضنا على بعضنا في تعاملنا اليومي بالتحديد.
ليس ذلك فقط بل وأن نعلم أن الشهور عند الله اثنا عشر شهرا تمر وتعود بقصد أن نفهم ما مر وما بقي لنا وعلينا من أيام وشهور وسنين في حساباتنا وفي تعاملاتنا كما تقول الآية الكريمة.
أما فيما عدا ذلك فأنا أعتبر أن كل ما يقال هو عجز لدى القائلين به إذ أن الزمن يبقى فقط هو كما قلنا عبارة عن يوم يمر وآخر يأتي.
وللزيادة في التأكيد أعود فأقول إن الذين يقولون إن الزمن قد تغير إنما يقصدون بعمد أن يرموا بالمسؤولية أو بالأصح يرمون بحملهم على جهة بعينها وهو أمر يجعلني أيضا أعتبره عجزا لدى من يقولونه بل ومحاولة يقنعون أنفسهم وغيرهم بها وبكونهم على حق ليس إلا.
هز عثمان رأسه مؤكدا أنه فهم وابتسم الأخ قنان وانتهى الحديث.