ويأتي التأكيد الثابت، القاطع، الجازم، الحازم أن الدنيا ناقصة ملح بل أن كل بحور الدنيا ناقصة ملح والسماء ضاع قمرها، وصارت عبارة عن بساط أسود لا ترصعه النجوم ولا تحبه العيون ولا يغني بصوت زرياب ولا تطربه حد الاسر حنجرة «نجاة».
الله كم هذه الدنيا نساية وقلابة وتلعب على حد قول الإخوة المصريين «تلعب بالبيضة والحجر ويوم فوق ويوم تحت».. صرت بعيدة عني يا ست الدنيا.. يا أم الكل.. رحت هناك وأخذتِ معك كل ما املك.. قلبي.. مشاعري.. عقلي.. أحاسيسي.. روحي.. وأشيائي الأخرى.. صارت غرفتي قبراً.. وسريري لحداً والأهواء والأجواء المحيطة بي جيوشاً من الجن والجنود تحاصر أحلامي في الرحيل منك إليك.
* الله كم افتقدك وافتقد زهدي في حضورك الكريم.
* الله كم احبك وأتمنى من طيور ربي كلها أن تزف لك السلام.
* الله كم يؤلمني فيك صبري وكل صبري منك عليك.
* الله يا رب العباد ارحم عبدك فقد طال تلوعه وصارت اللوعة عنوانه الدائم.
يا كل شعراء القلب وشعراء الحب وشعراء الحياة امنحوني لفحة ملح تعيد لي توازني لأن سيدة التوازن قد ذهبت بعيداً في بطن سفر، الله وحده من يمكنه أن يخبرني متى تعود.
* يا بحري المتلاطم.. يا موجي المتزاحم.. يا جنوني وظنوني.. أشجاني، ولوعتي وسهدي وحرماني.. يا زمن الوجع.. والصدى والهوى والألم.. يا صوت العقل والجمال والرحمة والصدق في وقت التفاهات والترهات والشعور بالعجز.
* اغفري لي سيدتي لأن عملي سرق وقتي.. ولأن اهتماماتي بأن أكون سيداً محترماً خطفت مني كل الثواني والدقائق والساعات وحولتني إلى ما يشبه جمل المعصرة ومن دونما عصار.
* اغفري لي لو صارت هذه السطور فيها تدخلات من الزميل إقبال الذي أصر أن يحسنها والمصحح اللغوي الذي احتار معي في قضية نحوية أين توضع الهمزة في أن وإن.
* اغفري لي.. فالشمس لم تعد شمساً.. والليل صار أكثر ظلمة.. تصوروا أن هذا الليل قد صار من دون رائحة. وأنا الذي عليه أن يتنفس العدم!!.
فوا أسفاه أن الليالي قد فقدت روائحها.. والنجوم طارت لمسارات أخرى وكوكب آخر احتجاجاً على مدير المطار الذي سمح لك بالسفر.. وسمح لك بطلوع الطائرة التي ما أن طارت حتى طارت روحي معك.
يا أم عمرو.. عودي إلينا.. الله ما أحلى الرجوع إليه.. لا ولن أقول أبداً أسألك الرحيل. الله يرحم نيوتن الذي اكتشف قانون الجاذبية والبقية أنتم تعرفونها.
للتأمل
* حتى البكم من حقهم أن يقولوا.