لما لهذه المعسكرات من خطورة على مدنية هذه المدن والمحافظات, وباعتبار أن هذه المعسكرات مكانها في المناطق الحدودية, وليس في المدن.. واستبدالها بمراكز شرطة يديرها عسكريون وشرطويون من أهل المدينة نفسها حتى لا تكثر الاحتكاكات والاشتباكات والمناوشات بين جنود هذه المعسكرات وأهالي المناطق المتواجدة فيها خصوصاً في ظل الأوضاع السياسية والاجتماعية المتأزمة في البلاد.
ومثال على ذلك الاحتكاك والاشتباكات ما حدث ويحدث في محافظة الضالع (سناح) وغيرها من المديريات في المحافظة وكذلك في مديرية ردفان الحبيلين في محافظة لحج وفي كثير من المناطق والمدن, والأمر كذلك في محافظة عدن التي طالب العديد من الكتاب والأعيان والشخصيات الاجتماعية بإخراجها من المدينة وجعل أماكنها متنفساً وحدائق لأبناء المدينة الذين حرموا منها بسبب صرف العديد من السواحل والشواطئ لمتنفذين باعوها لتتحول إلى فلل وعمارات وفنادق حالت دون أن يرتاد سواحل وشواطئ البحار أبناء العاصمة الاقتصادية عدن المخنوقون بغابات الإسمنت هذه.
فخامة الرئيس هادي..
إن ما يحدث في الضالع وردفان من اشتباكات مستمرة وقصف عشوائي على المناطق المدنية الآهلة بالسكان وذهب ضحيته العشرات من المواطنين الأبرياء والأطفال والنساء, لهو نتيجة لوجود هذه المعسكرات داخل المدن والمحافظات وما يشكله ذلك الوجود العسكري في المدن من استفزازات لسكان هذه المناطق.
فخامة الرئيس هادي..
إن إخراج المعسكرات من المدن والمحافظات مطلب جماهيري وشعبي وحزبي وأكاديمي خاصة وأن وجودها في المدن يشكل خطراً على السلام الاجتماعي وعلى الأمن والاستقرار في أماكن تواجدها.. وما حدث في منطقة سناح في محافظة الضالع لأمر يندى له الجبين, خاصة وأن معظم من ذهبوا ضحية هذا القصف العشوائي هم من الأطفال ذكوراً وإناثاً.. فمن يتحمل وزرهم, ومن ذا سيطفئ نار الانتقام والحقد والغل الذي زرع في قلوب أهاليهم وذويهم تجاه ذلك المعسكر وجنوده ومن أمرهم بإطلاق القذائف على رؤوسهم وبيوتهم.
فخامة الرئيس هادي..
إن هذه النزعة التي غرست في قلوبهم ونفوسهم لن تهدأ إلا بمحاسبة من أطلق نيران القذائف عليهم وإخراج ذلك المعسكر من المنطقة المحيطة بهم حتى لا يتطور الأمر, وتصبح وظيفة الجيش والمعسكرات هي زعزعة الأمن والاستقرار في المدن, وتأجيج مشاعر الحقد والغل والانتقام ضد الدولة والحكومة والوزارة المسؤولة عن هذه المعسكرات, وتصبح كل مخرجات الحوار في العملية الانتقالية من عدالة انتقالية وحكم رشيد وغيرها من المصطلحات حبراً على ورق.. لأن ما يجري في الواقع أمر يعاكس ويناقض مايجري داخل الغرف المغلقة والمؤتمرات.. خاصة وأن دماء الأطفال والمدنيين مازالت تهرق دون أن تفعل لجنة تقصي الحقائق التي عينتموها شيئاً ولم تصل إلى نتيجة.
فخامة الرئيس هادي..
نطالب أكثر من أي وقت مضى بإخراج المعسكرات من المدن وخاصة في المحافظات الجنوبية, لما تشهده المنطقة من احتقان وأزمات وأجواء مشحونة بالتوتر قد تجر الوطن إلى احتراب تغذيه جهات ليس لها من شأن سوى تعطيل أي تسوية سياسية في الوطن ولا سيما معالجة احتقانات القضية الجنوبية التي باتت اليوم العقبة الكأداء ورأس الزاوية لأي تسوية سياسية, وما لم يتم وضع الحلول المناسبة لها وبما يرضي أبناءها, فإن أي مخرجات لهذا الحوار سيكون مآلها الفشل, لأنها ستكون بعيدة عن الواقع ولا تلامس تطلعات الشعب في الجنوب.
فخامة الرئيس هادي..
أخيراً نأمل منكم الاستجابة لمطالب أبناء الوطن بإخراج المعسكرات من المدن كخطوة أولى باتجاه وضع حل دائم للقضية الجنوبية وتهدئة أجواء التوتر والاحتقان في خطوط التماس بين أفراد الجيش وعتاده من جهة وبين أهالي المناطق المحيطة بها تلك المعسكرات, وهذه الخطوة ستحسب لكم وستعمل على وضع حد لهذه الاحتقانات التي تقتات وتعيش وتتغذى القوى الظلامية على استمرارها وتعمل على تأجيجها حتى لا تفقد مصالحها.