ولعل عمليات التفجير والتفخيخ التي انتشرت في مواقع مختلفة من الوطن والدعوات المشبوهة إلى تقسيم الوطن وتفتيته ووضع العقبات الكأداء للحيلولة دون الوصول إلى حل للقضية الجنوبية والسعي لفرض الهيمنة على الثروة والنفوذ واحتكار السلطة في كل مجالاتها هي أساليب متبعة تقف وراءها تلك القوى التي لا تريد للوطن الاستقرار والأمان.
وهذه الأساليب المتبعة للعمل على تشظي الوطن وتفجير الأوضاع فيه هدفها تمزيق الوطن والدفع به نحو الاحتراب والصوملة والأفغنة, الأمر الذي يضع الشعب والوطن في طاحونة لا أحد يدري إلى أين ينتهي بها المآل, ولا أحد يعلم - إذا سقطت في مستنقع الفتنة والاحتراب - متى وكيف ستخرج منها.
إن أمام القوى الوطنية الفاعلة تحديات وعقبات كأداء ينبغي أن تعمل بكل جد وتفانٍ لتجاوزها وتعلن الحرب عليها دون هوادة ودون تردد, لأن من يفتعل هذه التحديات والعقبات قوى معادية ليس لها من هم سوى تعطيل مسارات التسوية والعمل على زعزعة الاستقرار وإدخال الوطن في دوامة من التعقيدات التي من شأنها أن تعيد الوطن إلى زمن القرون السحيقة, حيث لا تقوم لها بعد ذلك قائمة, يدفعون بالوطن إلى هذه الأتون حتى يحافظوا على مصالحهم التي اكتسبوها بغير حق وبأساليب الاحتيال والتحايل واستخدام النفوذ والكسب غير المشروع وغير القانوني.
لذا ينبغي على القوى الوطنية الفاعلة في الوطن أن تعمل وتضغط بكل قوتها للتصدي ومقاومة قوى الظلام التي لا تريد للوطن أن يخرج من هذه الزوبعة المفتعلة, بل وتعمل على تشظيه وتفتيته وتمزيقه وتحويله إلى إقطاعيات يتولون هم إدارتها وامتصاص ثرواتها.
هؤلاء لا ينفع معهم إلا الكشف عن هويتهم للشعب وتوجيه الضربات إليهم بقوة حتى لا يتمادوا في غيهم وصلفهم أكثر من ذلك.
إن السكوت عن هؤلاء والتغاضي عن كشفهم جعلهم يصلون إلى مواقع هي حكر للدولة والشعب والوطن, ومنها يعملون على إعلان الحرب على الوطن والشعب وعلى أي توجهات تعمل على انتشال الشعب وانتقاله إلى مرحلة أرقى وأكثر عدالة وعقد اجتماعي جديد.
إنهم يقتلون الإنسانية باسم الدين والدين منهم براء, يتلفحون بالدين.. وهم يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية أو كما قال رسولنا الكريم (صلى الله عليه وسلم), احذروا هؤلاء.. لأن لهم صوراً عديدة ومختلفة ولكن أساليبهم متشابهة يتفقون فيها على تخريب الوطن وتمزيقه ويعملون على تشتيت كل الجهود التي تؤدي إلى وضع الحلول والمخرجات الرامية إلى إعطاء الشعب حريته وخياراته وتطلعاته”.