عالم يحتكم كما يقولون للأمم المتحدة وأعضائها الدائمين وغير الدائمين، لكن كل هذه الأوطان فيها أحزاب وسلطة ومعارضين ومجالس نواب وشيوخ وشورى ومحلية وحكم ذاتي ومركزي لكنهم جميعاً داخل وطن له ميزته ونظامه وحكمه وعلمه ودستوره وشعبه، وطن حامٍ وحاضن ومتسع للجميع أهم شيء فيه أن يكون اسماً على مسمى تحكمه الأنظمة والقوانين كل شيء فيه صحيح.
عندما وصلتني الأخبار وشاهدت في التلفاز توقيع كل الأحزاب والتنظيمات والشباب لوثيقة الحلول والضمانات للقضية الجنوبية سررت كثيرا وكان سروري الأول هو الإجماع على هذا الاتفاق الذي أخذ اتزاناً وتأنياً من الجميع حتى المتخوفين منه بعد الضمانات التي حصلوا عليها من رئاسة مؤتمر الحوار برئاسة رئيس الجمهورية الذي بسعة قلبه وتأنيه في فهم المعارضين جمع الجميع على كلمة واحدة لصالح الوطن وأخذ الجميع للوطن فصاروا جميعاً تحت سقف الوطن، ففتح الوطن ذراعيه واحتضن الجميع.
وشعوري كمواطن أتوقع أن الوطن سوف يزدهر ويعبر إلى بر الأمان سليماً متعافياً، لماذا؟ لأنه يمن الإيمان والحكمة والشعب الصبور، لكن ما نتمناه هو الاستجابة من الجميع لنداء الوطن وهو نداء يحمي شعباً واقتصاداً وأمناً واستقراراً ويبعث في القلوب الطمأنينة.
أقول كفى هذا الوطن ما عاشه وعاناه خلال فترة طويلة لعبت به يميناً وشمالاً حتى تأسف على نفسه بنفسه، لكن المرحلة القادمة هي مرحلة خير قادم سار بخطوات ثابتة من جميع الشرائح والأحزاب والتنظيمات وكل المشاركين في حوار أخذ من عمر الوطن (10) أشهر لكن بشائره بدأت بالظهور الحسن ويبقى التنفيذ الجاد ويطبق الأمر قولاً وفعلاً وليس حبراً على ورق.
أتمنى أن نكون جميعنا في داخل هذا الوطن منسجمين متقاربين وان اختلفنا فيكون اختلافاً من أجل التصحيح وليس من أجل التدمير نحن جميعاً في انتظار الصحة والتعليم والوظيفة والقضاء النزيه وحقوق متساوية وعدم العبث بالمال العام والحفاظ على الثروة وتوزيعها لكل أبناء الشعب.
ليكن وطناً كبيراً داخله كل شيء جميل وكفانا تأخراً وتناحراً وتفرقاً واختلافاً ومآسي.. اليمن دولتنا وبلدنا ووطننا الكبير الغالي أتمنى أن نسهم في بنائه وحمايته جميعاً دون استثناء وعدم تصنيف الناس و فرزهم بهوياتهم ومناطقهم وعلينا أن نتذكر جميعاً قول الله تعالى: "واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا". وقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وكونوا عباد الله إخوانا كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه".
اللهم أحفظ لنا وطننا وارفع الظلم عنا وحببنا ببعضنا.