عيد الاستقلال معناه الوفاء للشهداء والجنود المجهولين، وهذا العيد ذكرى عطرة لتذكر ما تم تقييمه خلال ما يقارب نصف قرن من عمر الاستقلال الذي يأتي وبلادنا تمر بمرحلة حرجة بعد الأزمة التي عصفت بها مؤخراً ضمن موجة ما يسمى بتسمونامي الربيع العربي.
وبما أن عيد الاستقلال يأتي في هذه المرحلة التوافقية، نتمنى أن يشعر الجميع بمسؤولياتهم الوطنية فتتلاحم الأيادي وتتكاتف السواعد وتسارع إلى إكمال استحقاق التسوية السياسية في بنود المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة لحل الأزمة اليمنية وبناء دولة يمنية جديدة وحديثة وأن لا يتخلف عن ذلك أي حزب أو جماعة أو فئة أو طائفة أو قبيلة أو فصيل من الفصائل السياسية أو أي تنظيم من تنظيمات المجتمع المدني وان يدلي كل واحد من هؤلاء بدلوه في هذا المؤتمر الذي أسميه (الفرصة الذهبية التي لا تعوض) من أجل إخراج اليمن إلى بر الأمان وإلى مجتمع مدني حديث ومتطور حافل بالأمن والاستقرار والعدل والمساواة والحرية والتنمية المستدامة.
ينبغي أن تذكرنا ذكرى عيد الاستقلال هذه بالتصالح والتسامح ونبذ العنف والقتل والحقد والكراهية وأن تحضنا على التماسك الاجتماعي وعدم ذهاب ريح الأمة، لأن شعبنا قد مل الحروب والصراعات والانقسامات والتشرذم، وبلادنا محتاجة إلى التنمية ورفع الجهل والتخلف في هذه المناسبة وما بعدها.. نحتاج إلى أمن واستقرار وحياة مستقرة وكريمة وأن لا يهدد كل مواطن في مصدر عيشه ومسكنه وشارعه ومدينته وأن توجد فرص عمل لكل عاطل في بلادنا وأن تشتغل كل الطاقات والقدرات والإبداعات المهدورة والمعطلة وإلا ما معنى الاستقلال إن لم يشعر كل مواطن بأنه حر مستقل في فكره ووجدانه وحياته الاجتماعية والنفسية والثقافية والسياسية والاقتصادية.إلخ فليس الاستقلال محصوراً في الانعتاق من ربقة المستعمر البريطاني أو الحكم الإمامي المتخلف، بل الاستقلال الحقيقي هو شعور الإنسان بالحرية وأنه ليس عبداً لرغيف الخبز أو لأي شيء ضروري لحياته في حالة عدمه يعمل على الحد من حركة وحرية وآدمية هذا الإنسان وأن لا يستبد الأخ بأخيه وهو يسمع القائل يقول له: (كيف تستعبدون الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً).
عيد الاستقلال هو عيد للوطن اليمني الكبير من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه فالكل إخوان وأحفاد قحطان وديننا الحنيف يأمرنا بعدم تقطيع أواصر الرحم فيما بيننا أو تفريق الشمل.
وكل عام والجميع بخير.