إن الجميع فوق سفينة وطن واحد وهذه السفينة تتقاذفها أمواج عاتية ورياح خارجية عاصفة وتتفاعل أو بالأصح تتصارع بداخلها أطياف متنوعة ومختلفة من أجل الثروة والسلطة ومن أجل الحفاظ على هذه السفينة التي تحمل الجميع ينبغي على الكل استشعار المسؤولية الوطنية الملقاة على كل مواطن يشعر بانتمائه الى هذه البلدة الطيبة ويحافظ على هذه السفينة من الغرق لأن الجميع سيغرق ولن ينجو من على ظهر هذه السفينة من رحم ربي.
وفي هذه اللحظة الحرجة الراهنة تأتي أهمية الاصطفاف في جنوب الوطن قبل شماله خدمة للقضية الجنوبية كقضية وطنية عادلة وخدمة للوطن الكبير الذي يسمونه اليمن لان الانقسام والتشظي معناه الضعف والهوان وذهاب ريح القوم ومعناه عودة الصراع الى المنطقة فتتأثر به دول الجوار بل العالم بأسره نتيجة الموقع الاستراتيجي لبلادنا لوقوعها على أهم الممرات التجارية للعالم وعلى وجه الخصوص الدول العظمى التي تعتبر أي قلاقل في القرن الافريقي تؤثر على أمنها القومي والاستراتيجي.
لقد جرب المجتمع اليمني كل اشكال التقسيم والاستقلال عن بعضه البعض لسنوات عديدة ويحكي التاريخ اليمني القديم ان الدويلات اليمنية عاشت لفترات طويلة مستقلة باستثناء فترات محدودة تم فيها توحيد تلك الدويلات بالقوة وكان ذلك الاتحاد يصمد عندما تمنح الاقاليم والمخاليف صلاحيات واسعة لا تتحكم فيها الحكومة الاتحادية المركزية وعندما يبدأ الصراع السياسي على سلطة الحكومة المركزية تتفكك الاقاليم وتستقل المخاليف بسبب ذلك الصراع وبسبب الحد من صلاحيات تلك الاقاليم. من هنا تأتي أهمية اصطفاف الجميع من أجل الوطن.