إن كلمة الأخ الرئيس جاءت معبرة عن واقع راهن نعيشه وشخصت الحالة والوضع وكأنك تراه أمام عينيك وأثبتت مدى إلمام الأخ الرئيس واطلاعه وحرصه ومتابعته لكل ما يحدث داخل الوطن وكشفت لنا مدى خبرة العارف ببواطن الأمور وبتفاصيل المشهد اليمني والتعبير عنه بصدق وعفوية تصل إلى قلوب الناس وعقولهم وأسماعهم بسلاسة وسهولة ويسر ويفهمها القاصي قبل الداني وعرف الناس ما يدور في رأس رئيسهم من أفكار وهموم تتعلق بالمصلحة العليا للوطن، يستحق أن يرفع الجميع له تحية سلام وأن نقف جميعاً إلى جانبه من اجل تحقيق تلك الأفكار التي تدور في رأسه بل وينبغي علينا جميعاً أن نقتفي خطى هذا السلوك والتفكير الذي يخدم الوطن والمواطن والأمة والمجتمع ويعمل على تحقيق الأمن والسلام والاستقرار ويحافظ على تلاحم النسيج الوطني وينظر إلى المستقبل نظرة جديدة تختلف عن النظرة إلى الماضي وإلى الوراء المليء بالحروب والصراعات ويدعو وسائل الإعلام والصحافة إلى الابتعاد عن لغة التحريض وأن تكون قدوة في العمل والبناء المخلص وأن لا تكون معاول هدم تسيء لليمن وأن تعمل على تضميد الجراح والسمو فوق الاختلافات وغلق ملفات الماضي الأليم.
لقد تطرقت كلمة الأخ الرئيس إلى الحديث عن الإرهاب وأنه لن يتوانى في محاربته لأن هذا الإرهاب ظاهرة عالمية واليمن جزء من هذا العالم وأن هناك اتفاقاً وشراكة بين اليمن وأمريكا لمحاربة الإرهاب الدولي وأن الأخ الرئيس لن يسمح بحدوث أي حرب أهلية وأن وحدة فصائل القوات المسلحة والأمن هي التجسيد العملي لتماسك الوحدة الوطنية وأن الأمل معقود في إنجاح الحوار الوطني الذي ستفضي مخرجاته إلى ميلاد فجر جديد ويمن جديد بفكر جديد.
وبعد هذا كله نقول:
يا حبذا لو أن كافة الأطراف السياسية وكل القوى الخيرة في البلد وكافة منظمات المجتمع المدني سمعت هذه الكلمة التي خاطب بها الأخ رئيس الجمهورية طلاب كلية الشرطة وبدأت بالتفكير في كيفية الاستفادة من هذه الكلمة وما ورد فيها من توجيهات وعبر ومواعظ وتنفيذ ما تستطيع تنفيذه منها من اجل الوطن والمواطن لأن الناس قد ملوا من الصراعات والحروب الاقتتال والتنافس على السلطة وملوا وضجوا وتضجروا من غياب الأمن والاستقرار والسكينة وغياب العدل والحرية وشبعوا من الكلام الكثير والخطب والأقوال الخالية من الأفعال والحليم هو الذي يستمع القول فيتبع أحسنه والاتباع هنا هو التنفيذ والتطبيق والتجسيد العملي ويا حبذا لو يفكر الناس مثلما يفكر الأخ الرئيس فيكون الجميع في تفكيرهم وأعمالهم وكأنهم رجل واحد أو على قلب رجل واحد هذا إذا كانوا بالفعل يحبون هذا الوطن أو يخافون على مصلحته ولا يفرطون به.