خلال الفترة التي سبقت حرب صيف 1994م كانت هناك مجاميع ما تسمى (العرب الأفغان) وهي جماعات نقلت من بلاد عربية وإسلامية منها باكستان والجزائر واليمن والسعودية إلى أفغانستان أو إلى الحدود معها ووظفت في الحرب بعد الوجود السوفييتي في أفغانستان وعملت باكستان والسعودية تحت مظلة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية ودخلت صنعاء على الخط من باب الهبر والارتزاق وقد أثرى عدد كبير من الملتحين والشيوخ والعسكر من أموال بن لادن وبعد انتهاء الوجود السوفييتي عملت المخابرات الباكستانية لحساب وكالة المخابرات المركزية على تفريخ قوى حركة طالبان التي أنهت كل التيارات الوطنية الأفغانية بشكل مريب وغريب إنقاذا لإرادة الأمريكان الذين اشتغلوا على خط إنتاجي جديد اسمه (الإرهاب الأخضر) الذي حل محل (الإرهاب الأحمر).
بدانا نتابع في الجنوب أخبار الجماعة الجديدة “العرب الأفغان” الذين استقطبتهم قوى حاكمة ومتنفذة سابقة ولاحقة وتحولت مناطق شتى في محافظة أبين إلى أوكار للملتحين من العرب الأفغان.
اتسمت الفترة الانتقالية بانتشار أعمال التخريب والاغتيالات شملت أشخاصاً محسوبين على الاشتراكي و امتدت إلى مختلف مناطق أبين ولأول مرة يشاهد الجنوبيون اشكالاً غريبة في هذه المحافظة وأخذت محافظة عدن حصتها من أعمال التخريب والاغتيالات من تلك الجماعات الملتحية ومهدت كل تلك الأعمال المسيئة والقذرة بكل المقاييس لقيام حرب صيف 1994م والتي شارك فيها ملتحون ولم يكن دورهم هاما وفاعلاً ولا يقاس على الإطلاق بدور نصف جيش الجنوب الموجود في الشمال وارتكب الشريك في الوحدة خطأ استرتيجياً فادحاً عندما لم يفتح جسور التواصل مع أطراف جنوبية عديدة عاشت في المنافي سواء في الشمال أو خارج الشمال، لأنهم في الشمال كانوا أجانب، حيث دمغت كل وثيقة منحت للجنوبي سواء بطاقة شخصية أو جواز سفر بعبارة (جنوبي مقيم) في حين كان الجنوبيون يصرفون الوثائق المشابهة للشماليين دون تمييز لها فالجنسية (يمني) ولا يشار في البطاقة إلى عبارة (شمالي مقيم) دخلت جماعات ملتحية مع جيش الشمال وقوته الضاربة الوحدات الجنوبية لأن الوحدات الشمالية لم تكن نداً في يوم من الأيام للوحدات الجنوبية واستفادت تلك الجماعات الملتحية من كل الفرص والمنافع واقدمت على أعمال تخريبية كهدم أضرحة الأولياء وتنفيذ الحدود بحسب أحكامهم الخاصة بهم دون مراعاة لوجود الحاكم المخول شرعاً بإقامة الحدود، إلا أن أعمال الفوضى وضعت لها حدود بعد الأوامر التي صدرت من قوى دولية فالتزم نظام القبيلة المتنفذة والملتحون بأوامر تلك القوى لأنهم يعملون تحت مظلتها.
اتسمت السنوات الثلاث الأخيرة بأعمال هدامة وسلسلة اغتيالات تقوم بها جماعات حيناً باسم هذا المكون وحين آخر باسم ذلك المكون وتعرض الجنوب لأعمال دمار كما حدث في أبين، أما هذه الأيام فما من يوم يمر إلا وتسمع بحادث اغتيال في لحج أو حضرموت أو عدن أو أبين وبات واضحاً أن البلاد تديرها عصابات تتحرك في وضح النهار في ظل وجود عشرات الآلاف من القوات اليمنية في كل محافظة من محافظات الجنوب.
لجأت القبيلة المتنفذة مدعومة من قوى إقليمية ودولية إلى وسائل لتبديد الوقت منها الحوار الوطني الشامل وشاركت فيه كل ألوان الطيف السياسي بما في ذلك الجماعة الإسلامية وقال بن عمر إن قوى مشاركة داخل الحوار بأعمال الحوار ومشاركة بأعمال التخريب خارج قاعات الحوار.
هذا هو الزنداني الأب قال بأن الحوار اليمني يريد أن يعيد مصنع صيرة للخمور، والاتهامات بالتخوين والتكفير تكال بالهبل ليل نهار وتصاعدت وتيرة التكفير ضد الحوار الوطني لأن (20) نقطة إضافة إلى (11) نقطة وقعت عليها كل الأطراف في محاضر اتفاق وبالمقابل صدرت حملات التكفير وهذا الزنداني الابن يحدد أسماء (37) من أعضاء مؤتمر الحوار ويتهمهم بمحاربة الإسلام، أي الردة والحد على المرتد هو القتل.
لا أراها إلا مقومات حرب صيف 1994م ..هم يقولون قولا والله يقول قولاً وسيرد الله كيدهم إلى نحورهم.. آمين!!.