قامات السلطنة اللحجية والتقطت هذه الصورة عام 1949م (أي قبل أربعة وستين عاماً) في قاهرة المعز فوقفت أمام الصورة بكل اجلال واحترام وأنا ألعن كل ما حدث ويحدث في أرض القمندان رحمه الله، لأن عجلة التاريخ لا ترجع إلى الوراء مطلقاً، لأن طبيعة الأشياء تتجسد في حركة التغيير فحال الشعوب قبل مائة عام يختلف عن الحال قبل خمسين عاماً، ويختلف تماماً عن حالها حالياً وخذوا نماذج للمقارنة من قارات آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية مع نماذج من بلاد العرب خاصة وبتركيز خاص على حال هذه البلاد اليوم ومقارنتها بحالها قبل نصف قرن وستصلون إلى نتيجة محبطة إذا توخينا الصدق والأمانة الموضوعية ومنها ان حال بلاد الفضلي قبل نصف قرن كان متقدماً جداً إذا وضعناه في ميزان المقارنة مع حال بلاد الفضلي اليوم التي دمر فيها كل شيء تقريباً وإذا وقفنا أمام حال أرض القمندان قبل نصف قرن لوجدناه مشرفاً جداً مقارنة بالانحدار الرهيب الذي وصلت إليه أرض القمندان، من واقع الزراعة والرياضة والفن آنذاك إلى واقع الارهاب والانفلات والعفن.
الصورة التي التقطت قبل (64) عاماً مضت ضمت (14) شخصية جليلة وهم:
الجالسون من اليمين: مهندس زراعي ناصر محمد عامر ومحمد العبد المنتصر وعبدالله هادي سبيت ومحمد الزواوي (رئيس البعثة التعليمية اللحجية بالقاهرة) والمهندس الزراعي فضل حسين عنبول.
الواقفون من اليمين: مهندس زراعي أحمد عبدالله شهاب ود. صالح حرسي عوض والأمير علي بن احمد مهدي ود. أحمد سعيد صدقة والأمير محمد صالح مهدي وفيصل عبداللطيف الشعبي وخالد فضل منصور وناصر سبيت والمهندس محمد عوض الدبا.
المطلوب منا كإخوة اعزاء وغيورين على الماضي العريق لهذه الأرض وهذا الشعب الذي سجل ملاحم في كل جبهة من جبهات الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية بكل عطاءاتها: فن ومسرح ومنتديات ويشمل ذلك التاريخ المجيد لأرض القمندان في مجال الرياضة، حيث كان للسلطنة مشاركات داخلية وخارجية.
المطلوب من اخواننا الاعزاء في أرض القمندان الوقوف وقفة رجل واحد لإعداد برنامج عمل يتضمن فعاليات علمية منها عقد ندوات محورها: لحج الماضي .. الحاضر .. المستقبل واعداد مشروع باعادة تسمية شوارع لحج وقاعات المؤسسات التعليمية بفرعيها العام والعالي ويشمل ذلك اجنحة واقسام المستشفيات باسماء الاطباء العظام من المحبوبة لحج.
يا حبذا لو تفرغ أبناء أرض القمندان لاعداد موسوعة بعظماء لحج من سلاطين وأمراء وسياسيين وتربويين ومهندسين زراعيين ومحامين وأطباء وشعراء ومبدعين في جانبي اللحن والغناء وإنني على يقين ان مؤسسات اقليمية ودولية ستتبنى مثل هذا المشروع ومنها مؤسسة البابطين واليونيسكو وماهو مطلوب منا هو ان نحسن تقديم انفسنا وتقديم مشاريعنا فالأبواب ليست موصدة كما يعتقد البعض.
علينا ان ندشن مشروعنا بأن يساهم كل واحد منا بالكتابة عن شخصية من الشخصيات الواردة في الصورة وخارج الصورة وهي كثيرة سنجد ان من أبناء لحج برزوا كثيراً في المجال العسكري والدبلوماسي والسياسي والوطني والثقافي والزراعي وهناك قامات في قطاع الزراعة انحنت امامها منظمة الزراعة والاغذية الدولية (FAO).
علينا ان نستوعب وبمسؤولية ان لحج ينبغي لها ان تعيد النظر في رد الاعتبار لنفسها برد الاعتبار لابنائها لانني لو وضعت لحج قبل الاستقلال وبعده وبعد الاستقلال وبعد الوحدة ولاسيما بعد حرب صيف 1994م، سنخرج بمجلدات عن واقع لحج المرير وسنبكي على واقعها المستنير ابان حكم السلطنة.
وعلينا ان نقف وقفة رجولية امام ظواهر الارتزاق الرخيصة التي استمرأها البعض في ضرب أمن لحج ولم يأت ذلك من فراغ ويتفق معي اخواني من أرض القمندان بان اعمال الاغتيالات والتخريب ستقف وراءها المافيات المتنفذة.
متى نعلن للتاريخ: (من هنا نبدأ!).