أما ناصر أخوه الاصغر.. فانا احبه اذ كان تلميذا لدي في المدرسة المتوسطة عندما كنت مديرها بعد الاستقلال مباشرة.. اما نجيب فقد كان حينها تلميذا في الثانوية بخور مكسر.. هذا حسب قدرة ذاكرتي.. ولا انسى يوما قمت فيه بمعاقبة التلميذ ناصر امام زملائه في المدرسة لاثبت لهم انه وان كان ابن رئيس الجمهورية الا انني اعاقبه مثلكم تماما.. وهكذا كانت الروح الثورية الشعبية الصادقة التي كان عليها المناضلون.. هذه الروح انتهت وذبلت وماتت وشبعت موت بعد الخطوة التصحيحية في 22 يونيو 1969م.. بعد رحيل قحطان الشعبي!.
واذا ما ذهبت الى ارشيف قناة عدن القديم وطلبت عرض صور جنازة المرحوم قحطان محمد الشعبي.. ستفاجأ بظهوري كاملا وبوضوح في مقدمة الجنازة.. مقدمة النعش.. في وقت احجم الكثيرون عن الظهور في هذه الجنازة خشية ان يصبحوا من المشبوهين لدى السلطة!.
وطبعا انت لا تعلم بأني فصلت نفسي من تنظيم الجبهة القومية مباشرة بعد الخطوة التصحيحية.. واصبحت مواطنا من الدرجة الرابعة لاني من اليمين الرجعي.. قحطاني.. اما عبارة (بقرار قحطاني) التي ذكرتها انت في مقالك الاخير مش غلط.. باعتبار ان تسريح الموظفين العدنيين كان في الزمان القحطاني.. صح!.
وانت ايضا لا تعلم انني كنت اوشك ان اقع في الاسر مع الشهيد علي عبدالعليم.. كغيري من الاخوة والشهداء لولا العناية الالهية.. ويوم ان كنت استمع للراديو بينما كنت اتغذى وعلمت بمقتل فيصل عبداللطيف الشعبي في سجنه.. لفظت ما في فمي من أكل وذهبت فيما يشبه الغيبوبة!.
فيصل الشعبي كان زميل دراسة في مصر.. كنا نلتقي في شقة المرحوم جعفر سعيد العدني مراقب البعثات العدنية في مصر العربية.. مصر جمال عبدالناصر.. بعد سنوات كنت في تعز عام 1964م لاتمام اجراءات منحة دراسية الى روسيا عبر المغفور له المرحوم عبدالله باذيب.. لم اوفق في هذه المنحة وبينما كنت أهم بالعودة الى عدن التقيت بالصدفة على الطريق..ويا لمحاسن الصدف.. بالصديق القديم فيصل عبداللطيف الشعبي الذي هلل واستبشر حين رآني.. واخذني للتو الى مكتب الجبهة القومية في تعز ليعرفني بقادة التنظيم المتواجدين حينها وكان منهم على ما اذكر سالم زين.. وعندما عدت الى الفندق وجدت ان اخي فيصل قد سبقني اليه بارساله مجموعة من كتيبات ومنشورات تنظيم الجبهة القومية لاخذها معي الى عدن!.
ولا داعي للافاضة بلقاءاتي به الخاصة في عدن بعد ذلك.. ولا اعتقدك تنسى مقالي الذي كتبته بعنوان (خيط الدم) في صحيفة (الأيام) في 23 / 2 / 2000م الخاص بالشهيد فيصل عبداللطيف الشعبي.
عزيزي نجيب.. كفى تهكما على العدنيين.. فتلك ليس شيمة آل الشعبي.. تنكر على العدنيين هويتهم العدنية.. ليس من حق احد أن يفعل ذلك.. تبحث عن الجذور والاصول وتستعدي ابناء جلدتك واخوانك في الله (ايه انت غاوي شكل)!.
تصفني حسب تعبيرك بالمستوطنين القادمين من الحجرية.. انا واهلي الذين تربوا في حواري عدن.. انا لا يهمني ان اكون هندياً او صومالياً.. لا يهمني ان اكون رومياً او فارسياًِ او حبشياً.. لا يهمني يا عزيزي إلا أن اكون انساناً.. انسان وبس.. انسان كما خلقني الله.. وكما ارادني ان اكون.. خليفته في الارض.. وكما امرني ان احب واحترم اخي الانسان!.
عزيزي نجيب.. الفت نظرك الى مقالة اعجبتني للاخت الدكتورة اسمهان العلس الأمين العام للجمعية اليمنية للتاريخ والآثار بعنوان (للباحثين عن جذور.. اتقوا الله في عدن).. المقالة صدرت على صدر هذه الصحيفة الحرة.. صحيفة الرأي والرأي الآخر.. في عددها الصادر في 29 / 2 / 2012م.. ارجو ان تقرأها.. هذا اذا لم تكن قد قرأتها.. ولا اخالك الا ان تكون قد قرأتها.. مع تحياتي يا عزيزي يا نجيب.. وهذا على عجل مني.. تمنياتي لك باطيب الاوقات.