الدكتور أحمد الكازمي من مواليد العام 1948م بالدرجاج ايام السلطنة الفضلية وتلقى فيها تعليمه الابتدائي وفي زنجبار حاضرة السلطنة الفضلية تلقى تعليمه الاعدادي وواصل دراسته بكلية بلقيس بمدينة الشيخ عثمان.
وفي كلية بلقيس انضم إلى حركة القوميين العرب في بداية عام 1962م على يد المناضل الوطني هاشم الشعبي- رحمه الله. قامت إدارة الكلية بفصله من الدراسة مع طلاب آخرين منهم ناصر ياسين وسالم عمر حسين وعلي صالح معوضة ومحسن نكيش واحمد عبدالله حقفة وباعتباري احد شهود العصر فقد تمت عملية الفصل في سياق الصراع بين التيارات القومية وأبرزها حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي الاشتراكي واستقطب ذلك الصراع أحزابا أخرى في الساحة.
غادر الدكتور الكازمي عدن متوجها إلى تعز ومنها إلى صنعاء وهناك عمل تحت قيادة الحركة في خدمة ثورة سبتمبر والتحضير لثورة 14 أكتوبر، ومن العناصر القيادية للحركة هناك المغفور لهم بإذن الله: قحطان محمد الشعبي وعبدالحافظ قائد وسلطان احمد عمر والسيد ناصر علوي السقاف، وعمل الكازمي كمتطوع في مكتب الجنوب.
غادر الكازمي صنعاء إلى القاهرة عام 1964م للدراسة إلاَّ أنه توقف عنها وعاد إلى عدن عام 1966م للمشاركة في العمل المسلح بناء على رغبته وانضم إلى خلية من خلايا الجبهة القومية في مدينة التواهي، ومن رفاقه صالح عبدالكريم واحمد الحماطي ومحمد الماس والمسيبلي.
عاد الكازمي لمواصلة الدراسة في القاهرة وعاد إلى الوطن عام 1971م حيث عمل في إدارة المناهج بوزارة التربية والتعليم وتدرج بعد ذلك في تحمل المسؤولية في لجان منظمة الحزب على مستوى المديرية والمحافظة ثم مسؤولا لدائرة العلاقات الخارجية في سكرتارية اللجنة المركزية.
بعد حركة 26 يونيو 1978م الانقلابية التي أطاحت بالرئيس سالمين اعتقل الكازمي لمدة عامين وغادر عدن بعد ذلك إلى بلغاريا للدراسة العليا وتوجها بحصوله على درجة الدكتوراه في الفلسفة. واستدعته القيادة السياسية بعد أحداث يناير 1986م وعمل مع الدكتور محمد حيدرة مسدوس لتحقيق التقارب مع الفرقاء الحزبيين وكانت بمثابة شكل من أشكال التسامح والتصالح.
انتخب الدكتور احمد الكازمي عضوا في مجلس الشعب الأعلى في عدن قبل الوحدة وعضوا في مجلس النواب بعد الوحدة.
انشغل الدكتور احمد الكازمي بحركة حقوق الإنسان منذ العام 1988م وأسس رسميا بعد قيام وحدة 22 مايو 1990م أول منظمة للدفاع عن حقوق الإنسان واستمر في رئاسة المنظمة حتى عام 1997م حيث أصيب بجلطة دماغية عرضته لشلل نصفي افقده القدرة على النطق ولازم الفراش حتى وفاته.
رحم الله الدكتور احمد الكازمي وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا إليه راجعون»