خلال هذين العامين وعند ظهور ما أسموه (الربيع العربي) انفلتت الدنيا وانفلتت الأمور وكل واحد يريد أن يأخذ حقه بالقوة والفوضى وخصوصاً في الدول التي ظهر فيها الربيع حيث ازداد فيها فقدان الأمن والأمان والاستقرار.
قد يقول قارئ: هذا الكلام نحن نعرفه فهل لديك شيء جديد؟
الجديد أننا يجب أن نتكاتف ونتدخل لدى بعض حبايبنا وأولادنا وإخواننا من أجل الهدوء وعدم تعريض أرواحهم وأرواح الناس وممتلكاتهم والطرق والمدارس والمرافق الخدمية الخاصة والحكومية للخطر وعدم استفزاز رجال الأمن الذين مازال واجبهم هو حماية الناس وحماية ممتلكاتهم العامة والخاصة. لذلك لابد من تأسيس فريق من كبار السن والآباء وعقال الحارات لكي يتدخلوا لوقف هذه الأعمال بتقديم النصح والكلمة الطيبة. وأنا متأكد أنهم سوف ينجحون في ذلك بنسبة كبيرة لأنني أشعر أن التجاوب من الشباب سوف يكون إيجاباً لأنهم يدركون إن لنا قضية لا يمكن أن نسكت عن حلها ورفع الظلم عنها كاملاً وصوت الجميع واحد لا أحد يختلف معهم لكن لا نريد من أعمال الفوضى أن تعطي صوراً سيئة تطمس ما نطالب به من حقوق ناضل من أجلها الشباب وهم على حق يجب أن نعرف أن هناك حواراً ذهب إليه أناس من أجلكم ومن أجل قضيتكم ومعاناتكم الطويلة.
أنزلوا بهدوء وسلمية واكتبوا واجتمعوا وعبروا وتكلموا فهذا السبيل مفتوح وغير مغلق أما الفوضى وقطع الطرق والتكسير وإخافة الناس والطلبة والمدرسين والمارة وتعطيل أرزاق الناس فهذا لن يحل شيئاًَ بل سيزيد الأمور تعقيداً وتعطيلاً كفانا ما نحن فيه أكثر من 95 % يترقبون وخائفون إلى متى تظل الأمور هكذا؟ ومن حبهم لكم ودعائهم لكم لا يريدون أن يصلكم سوء لأنكم غالين بكل ما تحمله الكلمة من معنى فأي سوء يحصل لكم يسوؤهم لذا أرجو التعقل وسماع النصائح والعمل بها. وأرجو أن نفكر بنضال سلمي أكثر نضجاً.
وإنني أتابع كم من حركات تقوم في عدة دول متقدمة لا نسمع عنها ما نسمعه على أرضنا وآخرها دعوة عبدالله أوجلان زعيم حزب الأكراد التركي عندما دعا إلى تسليم السلاح والدخول في مفاوضات وقال لهم كفى وسمع أنصاره كلامه.
القضية واضحة والناس الأخيار كلهم معها لكنهم يريدون من الشباب التعقل وسماع النصيحة وكل شيء سيعود ولن يضيع حق وراءه مطالب.