ومن هذه الفجائع والأخبار التي نشاهدها والتي زاد سعيرها في سوريا، شاهدنا آثار الربيع الدامي الذي كما يزعم من قاموا به أنه من اجل التغيير، كيف عمل بدول مثل تونس، ليبيا، مصر، اليمن، العراق، وسوريا، وخرج علماء زمانهم (هذا الزمان) وفكرهم فكر هذا الزمان عبر قنواتهم الفضائية بفتاوى تحريض المسلم ضد المسلم.
سوريا الآمنة المطمئنة التي يأتيها رزقها رغداً من كل مكان أتى إليها الدم والقتل الذي اذاق الناس لباس الخوف والجوع وكم من لاجئين وكم من تخريب.
صواريخ الجماعات التي دخلت فوق رؤوس المسلمين وصواريخ الجيش السوري فوق رؤوس المسلمين داخل سوريا ونحن تعلمنا حديث رسول الله: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)، وتعلمنا حباً وتعلمنا رحمة وتعلمنا علماً وتعلمنا ديناً وإنسانية صرنا ونحن نشاهد كل هذه المآسي نفكر أين صوت الإسلام الصافي النقي الذي انزله الله على نبينا محمد.
دول المؤتمر الإسلامي ـ دول جامعة الدول العربية، وكلها حسبنا الله ونعم الوكيل فيهم.
إسرائيل المستفيدة الوحيدة مما يحدث الآن بل منتعشة انتعاشاً ما بعده انتعاش وإذا غضبت وضربت في غزة وأمعن جيشها في القصف والقتل والتدمير يحميها العرب والمسلمون بما يسمى الهدنة ووقف الحرب. أما ما يحدث في سوريا فحسبنا الله ونعم الوكيل ونبرأ إلى الله من كل الدماء التي تسيل.
ان المثل الذي يقول ما خفي كان أعظم له معناه ولم يكن هذا المثل إلا حقيقة من وجود بشر بيننا كما قال الله في كتابه (إن هم إلا كالأنعام بل هم اضل سبيلاً).
العالم والشعوب والحكام والعلماء يتفرجون على ما يحدث في سوريا العربية المسلمة مدينة التراث والعلماء والآثار.
سوريا النظام والاقتصاد والامان، سوريا العرب التي لا تستثني أحداً من دخولها، سوريا الصناعات والزراعة والمناخ والاصالة، سوريا القلعة الصامدة التي لم تجد من يقف معها ضد اعدائها.
الذي اتمناه ان نخرج كلنا بصوت واحد معلنين وقف القتال الذي لا يرضي الله ولا رسوله، وندعو إلى العودة الصادقة من كل الاطراف إلى سماحة الدين والاعتذار عما قام به العلماء من تحريض على القتل والقتال والدعوة الصادقة للعودة إلى كتاب الله وسنة نبيه السامية الصافية البريئة من سفح الدماء وقتل الابرياء، انني أناشد الحكام العرب التحرك الحازم والقوي الآن الآن لوقف هذه الجريمة والحفاظ على سوريا دولة قوية ـ إسلامية ـ لا تعرف الفتن ولا التشدد ولا الاجرام .. ساعدوا السوريين واعيدوا لهم الأمان وأعيدوهم إلى ديارهم وقراهم سالمين وعلى العلماء قول الحقيقة وان يتقوا الله في فتاواهم.
قال تعالى: (كل امرئ بما كسب رهين).