ومما لا مجال للشك فيه.. أن المواطن البسيط كان يحلم بنهضة فى مستوى معيشته وفى الخدمات التى يحصل عليها، فإذا كان هذا هو حال الغاز والكهرباء والسولار، فبالتأكيد هذا أثر سلبا على أنبوبة البوتجاز، وعلى المخابز، فحدثت نكسة فى العيش الذى هو مطلب الثورة الأول.
أما عن الحرية، ومعالم النهضة فى هذا المطلب، فنجده متمثلاً فى ضبط وإحضار النشطاء ببلاغ من محامى الإخوان!! وتجاهل النائب الخاص كل البلاغات التى ضد الإخوان، وهذا يرجعنا إلى نائب عام مبارك وأفعاله تجاه معارضى مبارك وأنصاره فى الحقبة الأخيرة لحكم المخلوع، ولكن نجد الإخوان يتفوقون على أنفسهم ويفعلونها فى أول عشرة شهور من حكمهم. أما عن حرية الإعلام فحدث ولا حرج.. ضبط وإحضار باسم يوسف، وبلاغات لوقف البرنامج لنفس تهم النظام المخلوع، بدون أى ابتكار، وكأن الإخوان «حالفين لنظل على نفس مبادئ وعهد مبارك دون أى إبتكار».. والتهم متمثلة فى تكدير السلم العام، وإهانة الرئيس، ونشر شائعات كاذبة. ولكن الجديد والمبتكر هنا هو ما فعله باسم يوسف بفنه وإبداعه الذى أجبر العالم على التضامن معه فى سابقة هى الأولى من نوعها، حيث خصص الإعلامى الأمريكى الساخر جون ستيوارت حلقة من برنامجه، للتعليق على قرار ضبط وإحضار باسم يوسف، وقد قدم ستيوارت تحليلاً ساخراً لما حصل ليوسف، لكنه أثار أسئلة هامة أيضاً، منها: لماذا تركز الحكومة المصرية جهودها ووقتها على اعتقال إعلامى ساخر مشهور، فى حين تعانى البلاد من اقتصاد متدهور، وسياحة متراجعة، ومشاكل التحرش الجنسى فى الشوارع؟ هل هذه هى أولويات مرسي؟..
وأبى الإخوان أن تمر الشهور التسعة الأولى بدون أن تكون هناك ردة قوية ومفجعة فيما تم إنجازه، قبل أن يكونوا على حكم هذه البلاد، وهذه الردة تكمن فى إلغاء الحظر على استخدام الشعارات الدينية. وكأنهم يبحثون فى دفاترهم القديمة عن الوسائل غير الشرعية لكسب الانتخابات بأى وسيلة كانت.
وفى ختام الشهر التاسع للإخوان، يحاولون أن يستغلوا أزمات من صنعهم، لكى يسيطروا على الأزهر الشريف.. ولكن هذا لم ولن يحدث، وسيتصدى الشعب لذلك فالأزهر خط أحمر، والولادة تتعثر والجنين مشوه.