في كل صراع هي المستهدفة وعانت كثيرا منها، تأتي بشائر الخير مثل الوحدة والثورة وتجازى بالشر فمتى تنصف ويعود لها اعتبارها متى تشعر بحنان أبنائها ومن احتضنتهم ورعتهم ؟
اليوم عدن فقدت حلتها الجميلة وهي تئن وتتألم وللأسف من أبنائها أو من يدعون أنهم أبناؤها .امتازت عدن في تخطيطها العمراني منذ زمن و اليوم أصبحت مدينة عشوائية. نشكو نحن أبناء عدن من نهب الأراضي والسطو ونأمل من الحوار الوطني ان يعالج ذلك ولكن المنطق يقول قبل العلاج إيقاف أو محاصرة انتشار المرض و ما هو حاصل ان السطو لايزال مستمرا والبناء العشوائي متواصلاً حتى كدنا نشعر بالاختناق والضيق في بعض المناطق.. من المسئول وأين السلطة المحلية والمحافظ؟ وهذه مسؤولية تاريخية عليهم ان يتحملوها أو يتخلوا عنها .
قد يقول قائل ان الوضع الأمني وحساسية التعامل بالقوة عائق أمام ذلك ونقول لهم يمكن استخدام السلطة دون استخدام القوة وذلك بإصدار قرارات معلنة بمنع الصرف للأراضي بشكل فردي أو تراخيص البناء للمتنفسات أو الإعلان بعدم البناء وتحمل الأفراد مسئولية ذلك وإشعارهم بالهدم عندما تستقيم الأمور حتى يتحملوا هم المسئولية لان السكوت من قبل السلطة المحلية تشجيع لما هو جار أتمنى ان نسمع مثل هذا الإعلان في وسائل الإعلام المرئي والمسموع والمقروء وباستمرار وتسليم إشعارات مكتوبة للمخالفين حتى تخلي السلطة مسؤوليتها عند الهدم حسب القول المعروف.. فقد اعذر من انذر .
هذا هو المنطق إلا إذا كان هناك تواطؤ أو لازلنا في عهد المتنفذين وعهد حاميها حراميها أو برز لنا متنفذون جدد يستغلون انشغال الخيرين والوطنيين في رسم مستقبل البلد ومعالجة قضاياه وهم يعبثون وينخرون جسم الوطن ثم تجدهم يذرفون دموع التماسيح عليه. أتقو الله في الوطن وبعدن التي احتضنتكم ورعتكم وانتم لا ترونها سوى سلعة للبيع والشراء والتجارة .
كما نشير إلى أن ما يحدث من تخريب وعبث بالطرقات والمؤسسات والمتنزهات ومعالم عدن التاريخية لا يخدم المصلحة العامة ولا المستقبل ولا يمكن بأي حال من الأحوال اعتباره تعبيراً نضالياً وسلوكاً حضارياً عن غضب لقضية عادلة أو استعادة حق عليكم ان تحافظوا على عدن واعتبارها الأم الحنون التي ترعاكم .
وفق الله الجميع لما فيه الخير للوطن وآلامة.