وإن ما أعجبني هو تلك الوجوه التي كانت وما زالت حاضرة ، وهي خليط شباب يحمل شهادات تعليمية وشيوخ ومحافظين وشخصيات اجتماعية وكبار في السن وهذا شيء جميل وهذا يكتمل بهذا لأنه قد تكون الخبرة في إدارة شؤون البلاد مكتملة عند الإنسان الكبير القديم وهي سوف تكتمل بأفكار هذا الشاب المتعلم تعليماً حديثاً يواكب هذا العصر الذي فيه متغيرات سريعة نريد اللحاق بها من أجل التقدم إلى الأمام .
ومن خلال ما شاهدته أن فرصة الحوار في النجاح مضمونة وما أدهشني لقاء جانبي قامت به إحدى القنوات اليمنية مع أحد الشيوخ عندما قال لن تضيق قلوبنا بل سوف نتحاور ونتحاور وسنظل نتحاور ولن نسمح لأحد بأن يفتن بيننا ، لكي نتقاتل.. هكذا قالها بالحرف الواحد.
ومن باب الصدفة فتحت التلفاز على إحدى القنوات اليمنية وسمعت مقابلة مع أحد الشخصيات وهو يقول إن ما يقوم به كبار الشخصيات والمسؤولين يومياً من لقاءات تهدف إلى التقارب والتناصح والمسامحة ، وقال حسب كلامه إنه توجد أمور يعملها الكبار ليلاً ونهاراً من أجل النهوض باليمن وعودة الأمور العودة الصحيحة ومعالجة كل أسباب الفتن والاختلافات والتباينات.
الناس كلهم منتظرون والوطن كله منتظر بشائر التغيير الهادئ المتزن المتصف بالعقل والحكمة والبعد عن حب الذات والأنانية ويجب أن نتذكر قول المصطفى صلى الله عليه وسلم “ لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه”
يا من أنتم النخبة في هذا الحوار الشامل وتمثلون كل هموم الشعب والوطن إننا منتظرون كل واحد في موقعه للمستقبل القادم الذي سوف تحرسه عناية الله وحكمته ، فهو القادر على كل شيء وأريد من المشتركين في الحوار أن يتذكروا قول الله تعالى “ واذكروا نعمة الله عليكم إذا كنتم أعداء فألف ببن قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا” “صدق الله العظيم”
كل ما أتمناه وأحب أن أشهده حقيقة هو يمن قويً وجديد وسعيد ومعافى واقتصاده قوي وموارده وخيراته تصرف للشعب ولا يوجد فيه فساد ولا أحقاد ولا ثارات ولا خلافات .. يمن فيه العدالة والمساواة والعيش الكريم ، وهذا يحتاج إلى الصبر والعمل لإنجاح مؤتمر الحوار وكل من شاركوا فيه لأنهم كما ذكرت وجوه تبشر بالخير ويحدوها الأمل لصنع مستقبل أفضل.
واختتم مقالتي هذه بهذا الدعاء “ اللهم اجمعنا ولا تمزقنا وانصرنا ولا تنصر علينا وكن معنا حيث كنا يا رب العالمين”.