إن العملية الانتحارية الجبانة التي استهدفت اللواء البطل سالم قطن قائد المنطقة الجنوبية لتدل دلالة واضحة على هزيمة ويأس العناصر الإرهابية في محافظة أبين وغيرها من المحافظات وانتقاماً من هذا القائد البطل والشجاع الذي قض مضجع هذه العناصر الجبانة وطردها شر طردة هو وزملاؤه من القادة الشجعان في المشاة والحرس واللجان الشعبية المساندة. ومن قام بهذه الجريمة النكراء يظن أنه سيفت من عزيمة القوات المسلحة والأمن أو سيوقفها عن مواصلة حربها ضد الإرهاب والإرهابيين أعداء الحياة.. لكنهم لا يعلمون بأن فعلتهم هذه قد منحت هذا القائد شرف الشهادة بإذن الله تعالى وهذا أقصى ما يتمناه كل مؤمن أن يكرمه الله ويختاره من الشهداء الأحياء الذين يرزقهم الله عنده.
وهذا رد على من يتدخل في قدر الله المحيي والمميت ورسالة له بأنه إذا تدخل في تقصير عمر إنسان عن طريق قتله أو اغتياله وهو يجاهد في سبيل الله أو مرابط في حماية الوطن والثغور فإن القدر يقول له ليس هذا العمل من اختصاصك بل من اختصاص رب العالمين المحيي والمميت الذي خلق هذا المجاهد وهو الذي يميته وليس أنت فلا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون .. فافهم الدرس يا من تدعي أنك من أنصار الشريعة وتظن أنك تطبقها وتعرفها وأنت بعيد عنها بعد المشرقين ولا تفقه عنها شيئاً وهي بريئة من كل سلوكك وتصرفك الجهنمي الذي لا يرضي الله ولا رسوله ولا الناس أجمعين.
إن الجماعات الإرهابية لديها خلل في منهج تفكيرها من حيث أنها تظن وتعتقد بأنها على صواب وأنها تمتلك الحقيقة وأن الآخرين على ضلال وهذا التفكير الشمولي لديها هو الذي يجعلها تنفي الآخر ولا تقبل لغة الحوار معه ولا تعترف بروح الاختلاف الذي جعله الله سبحانه وتعالى سنة في خلقه وذكر ذلك في القرآن الكريم: “ولا يزالون مختلفين إلا ما من رحم ربك ولذلك خلقهم” إنهم يكرهون لغة الحوار السلمي الإنساني ولا يفقهون إلا لغة الحزام الناسف والعبوة الناسفة والقنابل البشرية أو الجسدية ويعتقدون أنهم باغتيالهم قائداً أو قائدين قد أوقفوا عجلة الحياة بل العكس هو الصحيح فإنهم قد زادوا الناس إصراراً على استنكار وصد هذه السلوكيات والعقليات المنحرفة ولتعلم هذه الجماعات الغريبة على المجتمع اليمني أن لا وجود لها بعد اليوم في بلد الإيمان والحكمة ولا مقام لها بين من وصفهم سيد الأنبياء والمرسلين بأنهم أرق قلوباً وألين أفئدة لأنه عليه الصلاة والسلام هو نبي المرحمة، لا نبي الملحمة، والرحمة المهداة للعالمين.
والنصيحة التي نسديها لهذه الجماعات الإرهابية أن تنبذ العنف وتضع لغة السلاح والقتل جانباً وأن تعيد تصحيح منهجها الفكري الخاطئ والسلوك المنحرف والخارج عن إجماع الأمة وأن تحب الحياة لها وللآخرين وأن تؤمن بأن الموت والحياة بيد الله لا بيدها وأن أي مخلوق لا يموت إلا بعد أن يستوفي رزقه وأجله وساعته التي كتبها الله له “وما حد يموت ناقص عمر” فلا تفرح هذه الجماعات بمقتل القائد البطل سالم قطن لأنه استوفى رزقه وأجله الذي كتبه الله له.