استطلاع / 14 أكتوبر:

القات بدايته سعادة وبمرور ساعتين على مضغه تبدأ الأفكار والأوهام بالاستحواذ على العقل الباطن

القات يؤثر على وظائف الدماغ مما يؤدي إلى ضعف الذاكرة

هل حقا يتسبب القات بحالة انفصام ؟؟

لربما اسهبنا في تناول مواضيع كثيرة عن اضرار القات اقتصاديا واجتماعيا ؛ ولكننا اغفلنا ذلك الجانب الأهم الذي يؤثر على حالة متعاطي القات النفسية والعقلية ..

ندرك أن للقات اضرارا متعددة تؤثر بشكل سلبي ويعاني منها اغلب المتعاطين، اصبحنا نرى الكثير ممن يعانون من الحالات النفسية او ممن فقدوا عقولهم يجوبون الشوارع وعندما تسأل عن سبب حالهم يخبرونك بأن البعض منهم ساءت حالتهم النفسية بسبب إدمانهم لتعاطي القات ، او من هم بكامل قواهم العقلية ولكنهم يعانون من اضطرابات نفسية عند تناولهم القات أو بعد الانتهاء من تناوله .. الاضرار النفسية التي يحاول البعض ان يتجاهلها ولا يعترف بها ان هناك حالات حسب اقوال اختصاصيين في الطب النفسي بان هناك حالات للانفصام يتسبب فيها القات ولكن البعض ينكر ما يخلفه القات من اضرار صحية. صحيفة 14 اكتوبر اجرت هذا الاستطلاع لنبرز هذه المعاناة التي نجزم ان الاغلبية يعاني منها بعدما ينتهي من تخزينة قات اغرقت صاحبه بحالة نفسية لا حدود لها:

التقينا بالاخ/غمدان عبدالقوي صاحب بقالة والذي قال عن الأضرار النفسية التي يشعر بها عندما يتعاطى القات:” أن للقات اضرارا كثيرة ونحن نعاني منها لكننا تعودنا عليها ومن ناحية الاضرار النفسية فالقات يشعرنا في بداية الامر بالسعادة وما ان تمر ساعتان على مضغه بعدها تبدأ الأفكار والاوهام بالهجوم عليك والتخطيطات وبناء الأبراج والاحلام اللا متناهية ولاتنتهي القصة هنا بل ماشرحناه ليس الا البداية فمازال هناك للقصة بقية ، ما أن تنتهي من التخزينة وترمي القات (بعد النجعة ) هناك ضيق آخر أو ضرر نفسي آخر والذي يعتبر الاسوأ ، شعور بالندم وضيق شديد وهموم وكرب لان كل مابنيته تهدم والمال الذي خسرته ذهب بدون فائدة والوقت ذهب بدون عمل” .

ويواصل حديثه :”وتلي المرحلتين اللتين ذكرناهما المرحلة الأخيرة الا وهي مرحلة ماقبل النوم وصعوبة إيجاد النوم وهذه المرحلة متعبة جداً لأن القات يذهب النوم ويشغل عنصر التفكير والسهر ويصيبك بالارق وجميع أنواع الشعور السلبي الذي يمكن أن يخطر على بالك تبقى سهران الى الفجر واذا نمت تنام ساعة او ساعتين لتبدأ يوما جديدا وانت في اسوأ حالاتك من التعب والارهاق والتفكير الذي سببه القات لك في الليلة السابقة وتعيد نفس البرنامج من جديد في اليوم الثاني وتبقى على هذا النهج الى ان تتدمر نفسيتك وأعصابك وقد يؤدي استمرارك على هذا النهج الى ضرر نفسي في حالتك النفسية او يؤدي بك الى فقدان عقلك “.

أما الاخ محمد صالح الصبيحي عسكري سابق ، و له تجربة غريبة كادت أن تودي بحياة زوجته بسبب القات فقد اخبرنا بأنه كان من الذين يتعاطون القات باستمرار ، والآن توقف عن تعاطي القات بشكل نهائي منذُ سنة ونصف .

يتحدث الصبيحي عن تجربته وكيف أثر القات على نفسيته وكيف كان سيؤدي به الى جريمة ؟ ... كان عندما يخزن يشعر بضيق في صدره ويرى أوهاما!!! ( حتى انه يرى زوجته مثل الشيطان) تراوده شكوك كثيرة تجاه من هم حوله ، وكان يعاني بشدة من هذه الأوهام التي تؤثر على نفسيته وتضايقه ولايشعر بالارتياح ابداً ناهيك عن أنه (يرى زوجته بهيئة شيطان)

يواصل محمد حديثه:” كنت ذات ليلة في البيت «مخزن» فإذا بذلك الشعور يراودني واتجنب النظر الى زوجتي لأني اعرف انه اذا اتاني الشعور بالضيق اتوهم ولحسن الحظ كانت شقيقة زوجتي موجودة في منزلنا.. ولم أشعر بنفسي الا ويدي في حنجرة زوجتي وهي تصرخ الى ان سمعت شقيقة زوجتي الصراخ ودفعتني عن زوجتي بعدها استعدت وعيي وانا مصدوم من المشهد أمامي ، لم أتوقع أن أصل لهذه المرحلة وبعدها أقلعت عن القات نهائياً، اذا كان القات سيقودني الى ارتكاب جريمة “.

ونصح الصبيحي المتعاطي الذي يشعر بان القات يؤدي به الى أوهام وشكوك عله ان يقلع عنه نهائياً لان هذه هي البداية«الأوهام» وبعدها تتطور الحالة .

ويقول عبدربه القوقوزي راعي غنم وصاحب مزرعة عن تجربته الشخصية مع القات قائلا:” كنت ممن يتعاطون القات وكان القات يؤثر على نفسيتي ويشعرني بالضيق والاكتئاب النفسي اشعر بنفسي مقيدا بسلاسل من أوراق شجرة القات الخبيثة كنت لا املك شغفا ولا عندي أي طموح او أحلام شغفي وحلمي هو الذهاب لسوق القات للتخزين ما اسميه انا الآن بسوق (الشيطان) وقبل أن اقلع عن القات كنت اسميه سوق (السعادة) السعادة الكاذبة الوهمية وهي عكس ذلك تماماً ما ان شعرت بنفسي اهوي الى هاوية اسمها الضياع والاكتئاب النفسي وضياع الوقت والشعور بالندم هيأت نفسي للاقلاع عن القات ودعوت ربي في الثلث الأخير من الليل الى ان قواني الله واعانني على الإقلاع عن هذه النبتة الخبيثة، ربي لك الحمد، وبعدها بدأت رحلتي الى عالمي الجديد للبحث عن شغفي في الحياة وحلمي الذي لم اكن احلم به”.

التقينا بأحد الشباب من سائقي الباصات ممن أعمارهم مابين ١٧ الى ١٨ عاماً وهو من متعاطي القات ويدعي سعيد علي حيث قال :” ان القات لايوجد له أي اضرار نفسية له بل انه دواء وراحة للبال والقلب ولايؤثر نفسياً ابداً ولا استطيع الإقلاع عنه ابداً و اذا مر احد الأيام دون ان أخزن فإنني لا استطيع النوم ابداً اشعر بكوابيس واذا استطعت النوم يأتي لي ( الرازم ) والرازم هو عبارة عن كابوس يأتي للشخص الذي لايخزن على هيئة شيطان يقوم بخنق الشخص بالحلم حتى تنقطع أنفاسه وفي الحلم يشعر انه لايستطيع ان يصحو من الحلم مثل الغريق الذي في البحر الذي يحاول التقاط انفاسه ولايستطيع وهذا شيء متعارف عليه بين المخزنين جميعاً ومعروف بالرازم”

لذلك يضطر المخزنون للتخزين يومياً لكي لاتأتيه الهواجس والشياطين والرازم وكل تلك الأمور تؤدي الى تدهور الحالة النفسية او نقدر نقول : ( أضرار نفسية ) .

هناك دكاترة نفسيون تكلموا عن الاضرار النفسية بشكل علمي ولخصوها بالآتي :

الدكتور مجاهد الجوفي قال ان القات يؤدي الى :

زيادة في التفكير والارق ومشاكل نفسية ، يكون المخزن في راحة نفسية ورغبة في الكلام بشكل كبير واحساس بالسعادة لأنه يزيد من افراز مادة الدوبامين في الدم ومع وجود مادة الأمفيتامين هي تجعل الشخص يريد التحدث اكثر ويكون سعيدا اكثر بعدها يحصل نقصان لهذه المادة بشكل كبير جداً في الجسم مما يجعله يشعر فيما بعد بالإحباط والضيق والتعب”.