وحدهم العظماء التواقون إلى الحرية والكرامة من يقدمون أنفسهم وفلذات أكبادهم في سبيلها ويتحملون مصيراً صعباً سواء شهداء أو جرحى أو خلف قضبان السجان الغاشم يواجهون عذابات السجن بصمود وكبرياء.
مؤلم جداً أن يبقى ملف الأسرى طي الإهمال وفي سلة النسيان، والأشد إيلاماً أن يبقى الأسير يستقي الألم وأسرته تقتات الجوع، وأن يظل الأسرى قابعين في غياهب السجون مكبلين بسلاسل القهر قبل سلاسل السجان، لم يجدوا يدا حانية تمتد اليهم..لا مسؤول يسأل عنهم ولا قيادات تحن عليهم أو تواسيهم بأدنى حق من حقوقهم وهو (الراتب).
الأسرى والمعتقلون فعلوا مالم يفعله الكثير، وكان بإمكانهم خذلان الحق ونصرة الباطل والمداهنة في مواقفهم، ليكون ذلك كفيلا بعدم دخولهم زنازين الظالمين، وبطش المجرمين، لكن هي العزة والكرامة، فلم يكن سجنهم عبثاً بمحض إرادتهم ولم يختاروا بأنفسهم السجون ليظلوا فيها ثم يقابلوا بهذا الجفاء والنسيان، فهل صار قدرهم أن يظلوا في غياهب السجون لأنهم مخلصون أحرار ولا يوجد من يهتم لأمرهم ولا يسأل عن أحوالهم ولم يكونوا من أولويات قيادتهم وكأن اولئك الابطال لم يولدوا إلا ليموتوا أو يعيشوا خلف القضبان.
ما أعظمكم أيها القابعون خلف القضبان انتم الشموخ في زمن الانكسار، والشرف في زمن الذل والعار، لم يقتنع أحد منكم بفكر العدو، ولم تقبلوا بمجرد ترديد صرخته رغم ما تواجهون من صنوف العذاب والتنكيل المميت، فصبركم اتعب السجان وانهكه ويئس ولم تيأسوا.
الحرية للأسرى والمختطفين ولا نامت أعين الجبناء.