جيش الإحتلال يحصي خسائره بلبنان وهجمات جديدة لحزب الله بالمسيرات
بيروت / تل أبيب / 14 أكتوبر / متابعات :
قال المبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكستين، اليوم الأربعاء، إنه سيغادر الليلة إلى إسرائيل في محاولة للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وأضاف هوكستين في تصريح مقتضب خلال مؤتمر صحفي قصير بعد لقائه مجددًا رئيس مجلس النواب نبيه بري «سأتحدث في إسرائيل وفقا لما وصلت إليه المفاوضات في بيروت».
كما أشار إلى أنه سيعمل مع الإدارة الأميركية القادمة بخصوص جهود التوصل لهدنة، في إشارة إلى إدارة الرئيس الأميركي المنتخب حديثًا دونالد ترمب.
وكان المبعوث الأميركي إلى لبنان قد وصل إلى بيروت أمس الثلاثاء حيث عقد اجتماعـًا مع بري. وقال هوكستين عقب لقاء أمس «أمامنا فرصة حقيقية لانهاء الصراع، ونأمل أن نصل إلى حل في الأيام المقبلة».
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، وصف المبعوث الأميركي لقاء الثلاثاء مع بري بأنه «مفيد»، مشيرا إلى أن «المحادثات كانت بناءة وهناك فرصة جدية لوقف إطلاق النار».
وقد ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام أن رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع التقى في معراب هوكستين والسفيرة الأميركية ليزا جونسون ومساعدته. وأطلع هوكستين جعجع على أجواء المفاوضات التي يجريها للوصول إلى وقف لإطلاق النار والاتفاق على آليات تنفيذ القرار 1701.
وأكد جعجع من جهته أن «أي حل لا يرتكز على تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، لن يكون ذا جدوى للبنان».
وكان الوسيط الأميركي هوكستين قد أجل زيارته لإسرائيل، لأنه لا تزال هناك فجوات كبيرة بين تل أبيب وبيروت، حسبما أفادت القناة 13 الإسرائيلية في وقت سابق اليوم.
من جهتها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، إن الاتفاق الناشئ يتضمن فترة تجريبية لوقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، وخلال هذه الفترة، من المفترض أن ينسحب حزب الله إلى ما بعد خط الليطاني، وتبقى قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل فقط في جنوب لبنان. وفي نهاية هذه الفترة، إذا لم يتم انتهاك الاتفاق، ستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان.
وأضافت الصحيفة أنه إلى جانب البنود التي تم الاتفاق عليها، هناك فقرتان لا تزال فيهما فجوات بين الطرفين: بند «حرية العمل» للجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان في حال وجود انتهاك، وبند العضوية في اللجنة التي ستشرف على تنفيذ القرار 1701.
وقالت الصحيفة إن الصياغة الأميركية بشأن تفكيك البنية التحتية لحزب الله لم تكن واضحة، وأن لبنان يفضل استخدام نفس الصياغة التي تضمنها القرار 1701، مضيفة أن «الجانب الأميركي يطالب بأن يكون انتشار الجيش على الحدود بمواقع وتجمعات عسكرية وليس كما هو الآن، حيث يقتصر الانتشار على عدد من نقاط المراقبة وعدد قليل من الجنود».
وكانت وزارة الخارجية الأميركية، قد أعلنت أمس الثلاثاء، عن إحراز تقدم بشأن وقف إطلاق النار في لبنان.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماثيو ميلر «حققنا تقدما بشأن وقف إطلاق النار في لبنان، لكن لا يمكن التنبؤ بموعد التوصل لاتفاق».
وأضاف أن «اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان قابل للتحقيق لكنه يتطلب عملا من الجانبين».
وتابع: «نريد رؤية تطبيق كامل للقرار 1701، وهو ما يعيد السكان على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية إلى منازلهم».
ميدانيا..كثف حزب الله اللبناني هجماته على إسرائيل، في وقت أعلن فيه الجيش الإسرائيلي مقتل جندي وإصابة 3 بنيران مسيرة انقضاضية كما أقرّ بإصابة 11 جنديا في يوم واحد خلال المعارك في لبنان.
وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي صباح اليوم الأربعاء رصد تسلل 3 مسيرات أطلقت من لبنان، وتسببت في تفعيل الإنذارات بخليج حيفا والجليل وعشرات البلدات بشمال إسرائيل.
وتحدثت مواقع إعلامية إسرائيلية عن سقوط مسيرة في معسكر للجيش بالجليل الغربي ووقوع أضرار في كنيس داخله.
كما أفادت القناة 14 الإسرائيلية بتضرّر مبنى بالجليل الغربي جراء سقوط شظايا صاروخية.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الجيش يرجح أن مسيرات عدة أطلقت صباح اليوم من لبنان واخترقت المجال الجوي.
في هذا الوقت تتواصل الغارات على بلدات وقرى عدة في جنوب لبنان حيث شنّت المقاتلات الحربية الإسرائيلية غارات هذا الصباح على بلدات حانين والجبين والمنصوري ودير قانون رأس العين، ومحيط بلدات عيتيت وزبقين وقانا.
وفي وقت سابق ، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي من لواء غولاني وإصابة 3 بجروح خطرة في معارك جنوب لبنان.
وذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي أن مسيرة انقضاضية سقطت وانفجرت وأسفرت عن مقتل الجندي وإصابة الجنود الثلاثة.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي إصابة 11 جنديا في معارك بجنوب لبنان خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية إصابة 7 أشخاص في الاستهداف الصاروخي وسط إسرائيل، في حين أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بإصابة 5 جنود، حالة اثنين منهم خطرة، في استهداف موقع عسكري بمسيرة أطلقت من لبنان.
وبذلك يصل عدد المصابين في صفوف الجنود الإسرائيليين إلى ألف منذ بداية العملية البرية في جنوب لبنان مطلع أكتوبر الماضي، حسب مصادر رسمية إسرائيلية.
في الأثناء، قال حزب الله إن القوات الإسرائيلية عمدت إلى التقدم باتجاه بلدة شمع في القطاع الغربي من جنوب لبنان بهدف السيطرة عليها وعلى بلدات أخرى لتقليص قصف المقاومة على مدينة نهاريا ومنطقة حيفا.
وأضاف الحزب أن مقاتليه اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في بلدة شمع ومحطيها، ومع أخرى كانت متقدمة باتجاه مدينة الخيام جنوبي لبنان. وأكد أنه أجبر القوات الإسرائيلية على الانسحاب الجزئي من نقاط تقدمت إليها في جنوب الخيام.
كما أشار الحزب إلى أنه هاجم بالمسيرات الانقضاضية تجمعا للجيش الإسرائيلي في بوابة العمرا وفي منطقة الحمامص جنوبي مدينة الخيام. وأضاف أنه قصف قاعدة غليلوت الاستخبارية في ضواحي تل أبيب وقاعدتين في حيفا وناتانيا.
وأكد حزب الله أنه نفذ 350 عملية ضد القوات الإسرائيلية منذ التوغل البري مطلع أكتوبر.
وأشار إلى أن خسائر الجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان بلغت أكثر من 110 قتلى وأكثر من ألف مصاب، مشيرا إلى أن مقاتلي الحزب دمروا 48 دبابة ميركافا وجرافات وآليات عسكرية أخرى.
وأعلن حزب الله أن مقاتليه استهدفوا الليلة قبل الماضية قرب بلدة مركبا في جنوب لبنان بصواريخ موجّهة جنودا إسرائيليين كانوا يحاولون إجلاء رفاق لهم أصيبوا بصواريخ مماثلة، مؤكدا أنه أوقع أفراد هذه القوات "بين قتيل وجريح".
من جانبه، أعلن الجيش اللبناني أن 3 من عناصره استشهدوا في غارة إسرائيلية استهدفت أحد مراكزه في بلدة الصرفند جنوبي لبنان.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن 17 شخصا أصيبوا جراء الغارة ذاتها، ونُقلوا إلى المستشفى لتلقي العلاج.
وكانت مقاتلة إسرائيلية قد شنت غارة على منطقة عين القنطرة في بلدة الصرفند أدت إلى تدمير مركز للجيش اللبناني وتضرر منازل مجاورة.
من جهتها، قالت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة العاملة على الحدود اللبنانية الإسرائيلية (اليونيفيل) إن 4 من أفرادها أصيبوا في استهداف منشآتها في 3 مواقع منفصلة في جنوب لبنان أمس الثلاثاء.
وكان المتحدث باسم اليونيفيل أندريا تيننتي قال في وقت سابق إن القوات الإسرائيلية توغلت في الأراضي اللبنانية عدة مرات وتركت وراءها دمارا هائلا على طول الخط الأزرق.
وبدأت إسرائيل عملية برية جنوب لبنان مطلع أكتوبر الماضي في محاولة لإبعاد حزب الله، ولكن قواتها لم تحرز إلا تقدما محدودا، إذ واجهت منذ ذلك الحين مقاومة عنيفة من حزب الله، وتكبدت عشرات القتلى.
ودخلت قوات إسرائيلية بعض القرى والبلدات المتاخمة للحدود بعد أن قصفتها الطائرات والمدفعية على مدى أيام وفجرت مباني فيها قبل أن تنسحب منها.
ومنذ بدء المواجهة بين حزب الله وإسرائيل في الثامن من أكتوبر 2023، قُتل أكثر من 3544 شخصا على الأقل في لبنان وجرح أكثر من 15 ألفا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر الماضي.
ومنذ تكثيف إسرائيل غاراتها على جنوب لبنان وشرقه وفي الضاحية الجنوبية لبيروت يوم 23 سبتمبر الماضي، باءت بالفشل الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.