إنها بداية صحيحة وموفقة للجنة الاتصال التي بدأت عملها برفع شعار: “لا نضع شروطاً ولا نقبل شروطاً للحوار” لكي تثبت للجميع أنها لجنة محايدة وأنها ستكون مع كافة الأطراف التي ستتواصل معها على مسافة واحدة دون تحيز لطرف على حساب طرف آخر وأنها مجرد لجنة اتصال هدفها تهيئة المناخ المناسب للحوار وجمع شمل كافة الأطياف التي ستوافق على الدخول في الحوار والمذكورة في الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية وكذلك الأطراف الأخرى التي لم تذكر فيها والتي ستضع وتطرح مقترحاتها وتصوراتها المستقبلية لحل الأزمة اليمنية وبناء اليمن الحديث والمعاصر ومناقشة قضاياه المصيرية والجوهرية..
ومن يدري أو يعلم ماذا يخبئ القدر لليمن وماذا في رحم المستقبل من مفاجآت سارة بإذن الله فربما تخرج بلادنا بعد هذه الأزمة قوية منتصرة لأن الجميع يؤمن بأن الفرج لا يأتي إلا مع الكرب وأن مع العسر يسرا كما ورد في الذكر الحكيم وربما تكون هذه اللجنة سبباً في التمهيد لميلاد مجتمع مدني جديد ويمن متطور وسعيد بإذن الله.
إن محاولة الاتصال من قبل اللجنة برموز المعارضة الجنوبية في الداخل والخارج ليدل دلالة واضحة ومطمئنة على أن القضية الجنوبية ستكون أهم محور في الحوار الوطني القادم وستأخذ الحيز الأكبر في هذا الحوار، وربما تفرز الأحداث أموراً لانتوقعها كأن يرد الاعتبار مثلاً لرموز جنوبية كانت وما زالت صادقة في وحدويتها قبل عقدين من الزمان وهضم حقها من أمثال الرئيس السابق علي ناصر محمد والرئيس السابق أيضاً علي سالم البيض ودولة رئيس الوزراء السابق المهندس أبوبكر العطاس وزعيم الحراك السلمي الجنوبي المناضل حسن باعوم وغيرهم من الرموز الجنوبية التي نشأت وترعرعت وهي تردد شعار: “لنناضل من أجل تحقيق الوحدة اليمنية”. ومن يدري فربما تعود عجلة التاريخ إلى الوراء قليلاً وتنصف هذه الرموز ويصعدون إلى الحكم مرة أخرى ويحكمون الوطن اليمني الكبير بشطريه ويعلمونا دروساً حقيقية في وحدة الوطن وتلاحم مواطنيه وتماسك الدولة المدنية الحديثة والمتحضرة التي تسود فيها روح العدالة والمساواة والمواطنة المتساوية والحرية والديمقراطية والحكم الرشيد الذي بدأنا نلمس خطواته الأولى على يد رموز جنوبية تحكم الوطن اليمني الكبير في الوقت الراهن من الفترة الانتقالية هذه بزعامة الأخ الرئيس عبدربه منصور ودولة رئيس الوزراء المناضل محمد سالم باسندوة ووزير الدفاع اللواء / محمد ناصر أحمد.. وغيرهم من المسؤولين الجنوبيين في رئاسة الوزراء ومجلس النواب والشورى.
في ختام هذه المقالة المختصرة لا يسعنا إلا الدعاء للجنة الاتصال بأن توفق في مهامها وفي سعيها الحثيث إلى تقريب وتقارب أحفاد سبأ وريدان وحمير وقتبان ومعين وأوسان وحضرموت ويمنات واستعادة التاريخ العريق والمجيد لليمن السعيد بأيديهم أو بأيدي الشباب المتحمسين الذين فجروا ثورة التغيير في اليمن.