السعودية تطالب بوقف آلة القتل والتجويع وفرنسا تدعو إلى استئناف المفاوضات وملك إسبانيا: معاناة تفوق الوصف








غزة / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات:
عبرت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ اليوم الأربعاء من نفاد المواد الغذائية وغيرها من الإمدادات شمال غزة، حيث يعاني مئات آلاف السكان المجاعة بالفعل، بعد أن أغلقت إسرائيل المعبر الوحيد هناك الأسبوع الماضي.
وقال "مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية" في بيان إن "هناك مخاوف كبيرة من نفاد مخزون الوقود والغذاء في غضون أيام، إذ لا توجد الآن نقاط دخول مباشرة للمساعدات إلى شمال غزة، ونقل الإمداد من الجنوب إلى الشمال يشكل تحدياً بسبب الازدحام المتزايد على الطرقات وانعدام الأمن".
وأضاف البيان أنه جرى إغلاق "معبر زيكيم" في الـ 12 من سبتمبر الجاري، ولم تتمكن منظمات الإغاثة من إدخال الإمدادات منذ ذلك الحين.
ولم يرد الجيش الإسرائيلي بعد على طلب للتعليق، ولكنه قال في وقت متأخر أمس الثلاثاء إنه سيسمح بدخول المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، من دون إعطاء تفاصيل.
نددت وزارة الخارجية السعودية اليوم الأربعاء "بأشد العبارات" بالعملية البرية الإسرائيلية في مدينة غزة، وذلك بعد يوم من إطلاق إسرائيل هجومها البري على المدينة الذي كانت تتوعد بشنه منذ فترة.
وجاء في بيان وزارة الخارجية أيضاً أن "المملكة تحذر من خطر استمرار النهج الإسرائيلي الدموي ضد قطاع غزة وسكانه"، مطالبة الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن باتخاذ "قرارات فورية لوقف آلة القتل والتجويع والتهجير الإسرائيلية ضد شعب فلسطين الشقيق".
واقترحت المفوضية الأوروبية اليوم الأربعاء تعليق اتفاقات للتجارة الحرة تتعلق بالسلع الإسرائيلية بسبب الحرب في قطاع غزة، غير أن هذا الإجراء لا يحظى حالياً بدعم كاف من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لإقراره.
كما اقترحت كايا كالاس مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد حزمة عقوبات على وزيرين إسرائيليين وأعضاء في حركة "حماس" ومستوطنين مارسوا العنف ضد فلسطينيين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الأربعاء فتح طريق إضافي لمدة 48 ساعة يمكن للفلسطينيين استخدامه لمغادرة مدينة غزة فيما يكثف جهوده لإخلاء المدينة من المدنيين ومواجهة الآلاف من مقاتلي حركة "حماس".
ويلوذ مئات الألوف من السكان بالمدينة، ويحجم كثيرون عن الانصياع لأوامر إسرائيل بالتحرك جنوباً بسبب الأخطار على امتداد الطريق والظروف الصعبة ونقص الغذاء في المنطقة الجنوبية والخوف من النزوح الدائم.
وقالت السلطات الصحية المحلية إن 30 شخصاً على الأقل قتلوا اليوم بأنحاء القطاع في أحدث غارات إسرائيلية، منهم 19 في مدينة غزة.
بعد يوم من إعلان إسرائيل بدء هجوم بري للسيطرة على المركز الحضري الرئيس في غزة، تقدمت الدبابات لمسافات قصيرة باتجاه المناطق الوسطى والغربية للمدينة من ثلاثة اتجاهات، لكن لم ترد أنباء عن تقدم كبير.
وقال مسؤول إسرائيلي إن العمليات العسكرية تركز على دفع المدنيين للتوجه جنوباً وإن من المتوقع أن تدور معارك ضارية خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.
وأضاف المسؤول أن إسرائيل تتوقع بقاء نحو 100 ألف مدني في المدينة وأن تستغرق السيطرة عليها شهوراً مع احتمال تعليق العملية إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع حركة "حماس".
وتبدو احتمالات وقف إطلاق النار بعيدة بعد هجوم إسرائيل في الآونة الأخيرة على القيادات السياسية لـ"حماس" في الدوحة، مما أثار غضب قطر، الوسيط المشارك في محادثات وقف إطلاق النار.
وفي تحد للانتقادات العالمية للهجوم، بما في ذلك توبيخ الولايات المتحدة الحليف القوي لإسرائيل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستستهدف قيادات "حماس" أينما كانوا.

وقال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو خلال زيارته للدوحة أمس الثلاثاء إن وقف إطلاق النار يمكن أن يتحقق خلال "فترة زمنية قصيرة جداً"، في إشارة على ما يبدو إلى خطط إسرائيل المعلنة لسحق "حماس" في غزة.
ندد البابا لاوون بابا الفاتيكان اليوم الأربعاء بالظروف "غير المقبولة" التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة، وعبر عن تضامنه مع المدنيين وجدد مناشدته لوقف إطلاق النار.
وقال البابا خلال مقابلته العامة الأسبوعية في الفاتيكان "أعبر عن قربي الشديد من الشعب الفلسطيني في غزة، الذي لا يزال يعيش في الخوف ويكافح للبقاء في ظروف غير مقبولة، ويجبر بالقوة على النزوح– مرة أخرى– عن أرضه".
ودعا البابا مجدداً لوقف إطلاق النار وتحرير الرهائن المحتجزين في غزة والتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع عبر التفاوض. وقال "أدعو الجميع إلى الاتحاد معي بالصلاة، لكي يشرق سريعاً فجر سلام وعدالة".
وكثف البابا لاوون، وهو أول بابا أميركي وتم انتخابه في مايو (أيار)، دعواته لوقف الحرب في غزة في الأسابيع القليلة الماضية.

والتقى في وقت سابق من هذا الشهر بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ في الفاتيكان. وفي بيان مطول على غير العادة بعد اجتماعهما، قال الفاتيكان إن البابا لاوون عبر عن أسفه الشديد "للوضع المأسوي في غزة" خلال لقائه مع هرتسوغ.
ميدانيا..قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف "أكثر من 150 هدفاً" في مدينة غزة "دعماً للقوات المناورة في المنطقة"، منذ توسيع هجومه البري ليل الإثنين- الثلاثاء، بينما أكدت الصين الأربعاء معارضتها ذلك، معتبرةً أنه انتهاك للقانون الدولي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية لين جيان إن "الصين تعارض بشدة تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في غزة وتدين كل ما يلحق الأذى بالمدنيين وينتهك القانون الدولي".
كذلك أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء إقامة "مسار انتقال موقت" لخروج سكان مدينة غزة منها، غداة توسيعه هجومه البري وتكثيف القصف على كبرى مدن القطاع.
ونشر المتحدث العسكري أفيخاي أدرعي على منصة إكس بياناً جاء فيه، أنه "من أجل تسهيل الانتقال جنوباً يتم فتح مسار انتقال موقت عبر شارع صلاح الدين"، مشيراً إلى أنه سيتاح الانتقال عبره "لمدة 48 ساعة" اعتباراً من ظهر اليوم الأربعاء وحتى ظهر الجمعة.
وكانت إسرائيل أطلقت أمس الثلاثاء، المرحلة الرئيسة من هجومها البري الذي تتوعد منذ فترة طويلة بشنه على مدينة غزة، وعلقت بأن "غزة تحترق"، في حين أكد فلسطينيون أن المنطقة تتعرض لقصف هو الأعنف خلال الحرب المستمرة منذ عامين.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي، إن القوات البرية تتوغل بشكل أكبر في المدينة، باتجاه مركزها، وإن عدد الجنود سيزيد في الأيام المقبلة لمواجهة ما يصل إلى 3 آلاف عنصر من حركة "حماس" يعتقد الجيش أنهم لا يزالون في المدينة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في منشور على منصة "إكس"، في وقت مبكر من أمس الثلاثاء، "غزة تحترق... الجيش الإسرائيلي يضرب البنية
التحتية للإرهاب بقبضة من حديد، ويقاتل جنود الجيش الإسرائيلي بشجاعة لتهيئة الظروف لإطلاق سراح الرهائن وهزيمة (حماس)".
وأعلن الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، أن العملية البرية الجديدة في مدينة غزة ستستغرق عدة أشهر لإكمالها. وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إيفي ديفرين أن الجيش "سيواصل العمل حتى تحقيق أهداف الحرب.. نحن لسنا مقيدين بجدول زمني".
وتابع "نقدر أن تأمين المدينة ومراكز الثقل فيها سيستغرق عدة أشهر، وسيستلزم الأمر أشهراً إضافية لتطهير المدينة بالكامل بسبب البنية التحتية العميقة والراسخة" على حد زعمه.
تتحدى إسرائيل بإطلاقها هذا الهجوم القادة الأوروبيين الذين هددوا بفرض عقوبات، كما أنها تتحدى بعض القادة العسكريين الإسرائيليين الذين يرون أن العملية قد تمثل خطأ فادحاً.
وفي بروكسل، قال متحدث باسم المفوضية الأوروبية، إن التكتل سيتفق اليوم الأربعاء على فرض عقوبات جديدة على إسرائيل، بما في ذلك تعليق بعض البنود التجارية.
وانحاز الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى إسرائيل وقال للصحافيين في البيت الأبيض، إن "حماس" ستدفع "ثمناً باهظاً" إذا استخدمت الرهائن دروعاً بشرية خلال الهجوم.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن ترمب دعاه إلى البيت الأبيض خلال أسبوعين، وذلك بعد أن يلقي كل منهما كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأضاف نتنياهو في مؤتمر صحافي، أنه إذا كان هناك درس واحد يمكن استخلاصه من حرب غزة فهو أن إسرائيل بحاجة إلى إنشاء "صناعة أسلحة مستقلة" قادرة على "الصمود في وجه القيود الدولية". وأكد أن إسرائيل لن تتوقف عن التصعيد العسكري في قطاع غزة، مشيراً إلى أنه وجّه بتسهيل خروج سكان مدينة غزة غير أن حركة "حماس" تمنعهم من المغادرة، وفق زعمه.
في أحدث تعبير عن القلق الدولي، خلصت لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة، الثلاثاء، إلى أن إسرائيل ارتكبت "إبادة جماعية" في غزة، وهي استنتاجات رفضتها إسرائيل ووصفتها بأنها "افتراء" و"كذب".
وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إن ما يحدث في مدينة غزة مروع، وإن الحرب في القطاع الفلسطيني غير مقبولة أخلاقياً وسياسياً وقانونياً.
وأشار أمس الثلاثاء، إلى أن إسرائيل عازمة على "الذهاب حتى النهاية" في حملتها العسكرية في غزة وليست منفتحة على محادثات سلام جادة. وصرح غوتيريش في مؤتمر صحافي "إسرائيل عازمة على الذهاب حتى النهاية وليست منفتحة على أي مفاوضات جادة لوقف إطلاق النار".
قال مسؤولو الصحة في غزة، إن غارة إسرائيلية استهدفت سيارة تقل نازحين فارين جنوباً بالقرب من الطريق الساحلي في مدينة غزة مما يرفع عدد القتلى الثلاثاء إلى 75 على الأقل، معظمهم في مدينة غزة.
وأظهرت لقطات من "رويترز" لموقع دمر فيه صاروخ مبنيين سكنيين متعددي الطوابق عند منتصف الليل أفراداً يتسلقون كومة ضخمة من الخرسانة وينقبون لانتشال جثة أحد القتلى. ووقفت امرأة تبكي في أثناء انتشال جثة طفلة صغيرة من بين الأنقاض، التي تم على عجل لفها بغطاء أخضر وحملها بعيداً.
وجددت إسرائيل أوامرها للمدنيين بالمغادرة، وتدفقت طوابير طويلة من الفلسطينيين النازحين جنوباً وغرباً على عربات تجرها الحمير ومركبات مثقلة بحمولاتها أو حتى سيراً على الأقدام.

وتحوّل معظم مدينة غزة إلى أنقاض جراء الضربات الإسرائيلية المتواصلة منذ نحو عامين.
دانت فرنسا الهجوم البري الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي على مدينة غزة، ودعت حكومة نتنياهو إلى "وضع حد لهذه الحملة التدميرية التي لم يعد لها أي منطق عسكري".
وسلطت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان الضوء على "الوضع الإنساني والصحي الخطر للغاية الذي يتسم بالمجاعة وانعدام الوصول إلى الضروريات الأساسية والرعاية الطارئة"، ودعت إسرائيل مجدداً إلى "رفع جميع القيود المفروضة على دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة فوراً" و"استئناف المفاوضات في أسرع وقت ممكن بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن".
من جانبه، دان ملك إسبانيا فيليبي السادس، أمس الثلاثاء، خلال زيارة إلى مصر "المعاناة التي تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء" في غزة و"الأزمة الإنسانية التي لا تحتمل".
وقال الملك فيليبي السادس في خطاب بثه التلفزيون الإسباني العام، "اتسعت الحلقة الأخيرة من هذا النزاع الذي اندلع إثر الهجوم الإرهابي الوحشي على إسرائيل قبل
نحو عامين وتسبب برد أسفر عن عدد كبير من الضحايا، وتحولت إلى أزمة إنسانية لا تحتمل ومعاناة تفوق الوصف لمئات آلاف الأبرياء ودمار كامل لقطاع غزة".
وأضاف الملك فيليبي الذي نادراً ما يتخذ مواقف بشأن قضايا على الساحة الدولية أن "هذه الزيارة تأتي في وقت مضطرب ومأسوي تمر به المنطقة".

وأصبحت الحكومة الإسبانية التي اعترفت بدولة فلسطين في مايو 2024 إلى جانب إيرلندا والنرويج، واحدة من أكثر الأصوات انتقاداً في الاتحاد الأوروبي لحكومة نتنياهو، التي تشهد العلاقات معها توتراً شديداً.
والأحد الماضي، تم إلغاء المرحلة النهائية من طواف إسبانيا للدراجات الهوائية بسبب الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين والتي جمعت نحو 100 ألف شخص في شوارع مدريد، وفقاً للسلطات المحلية.
وأعرب رئيس الوزراء الاشتراكي بيدرو سانشيز عن "إعجابه العميق" بالمحتجين واقترح أيضاً استبعاد إسرائيل من المسابقات الرياضية "طالما استمرت الهمجية" في غزة.
ولم يعد لإسرائيل سفير لدى إسبانيا منذ عام 2024. كذلك، استدعت مدريد سفيرها لدى إسرائيل، الأسبوع الماضي، بعدما أعلنت الحكومة الإسبانية عن تدابير جديدة تهدف إلى "إنهاء الإبادة في غزة".
ذكرت صحيفة "أساهي" اليابانية، اليوم الأربعاء، نقلاً عن مصادر حكومية لم تُسمّها أن اليابان لن تعترف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن من أجل الحفاظ على علاقاتها مع الولايات المتحدة على الأرجح ومنع إسرائيل من اتخاذ موقف متشدد.
وأعلنت حكومات عدة دول منها بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا أنها ستعترف بدولة فلسطينية خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الشهر، لتضيف بذلك ضغوطاً دولية على إسرائيل بسبب عملياتها في الأراضي الفلسطينية.
وذكرت الصحيفة أن رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا لن يحضر اجتماعاً مقرراً في 22 سبتمبر لمناقشة حل الدولتين بين إسرائيل والفلسطينيين خلال فعاليات الأمم المتحدة في نيويورك.

وذكرت وكالة "كيودو" للأنباء، الأسبوع الماضي، أن الولايات المتحدة حثت اليابان على عدم الاعتراف بدولة فلسطينية عبر عدة قنوات دبلوماسية، في حين دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو نظيره الياباني بشدة للاعتراف بها.
وقال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا خلال مؤتمر صحافي، أمس، إن اليابان تُجري "تقييماً شاملاً يتضمن التوقيت والآليات المناسبة لمسألة الاعتراف بدولة فلسطينية".
وخلال اجتماع للأمم المتحدة عُقد الجمعة الماضي، كانت اليابان من بين 142 دولة صوّتت لمصلحة إعلان يحدد "خطوات ملموسة ومحددة زمنياً ولا رجعة فيها" نحو حل الدولتين. وداخل مجموعة السبع، وصف مسؤولون ألمان وإيطاليون الاعتراف الفوري بدولة فلسطينية بأنه "غير مُجد".