


لندن / عواصم / 14 أكتوبر / متابعات :
وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى لندن اليوم السبت، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء كير ستارمر، ثم الملك تشارلز الثالث وحلفاء كييف الأوروبيين، غداة مشادته الحادة مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وقال المتحدث باسم زيلينسكي للصحافيين "نحن في لندن"، مضيفاً أن اللقاء مع ستارمر مقرر في وقت مبكر من مساء السبت قبل الاجتماع في اليوم التالي مع الملك وحضور قمة مع الزعماء الأوروبيين.
وأعلن الرئيس الأوكراني السبت، أنه ما زال "مستعداً" لتوقيع اتفاق المعادن مع الولايات المتحدة بعد عدم التوقيع عليه إثر المشادة الكلامية مع الرئيس دونالد ترمب.
وقال زيلينسكي في منشور على منصة "إكس"، "نحن مستعدون للتوقيع على اتفاق المعادن، وستكون الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية".
وأكد مارك روته الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) اليوم السبت، أنه أبلغ الرئيس الأوكراني بأن عليه أن يجد وسيلة لاستعادة علاقته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد المشادة التي وقعت أمس الجمعة خلال اجتماع في البيت الأبيض.
وأضاف روته لهيئة الإذاعة البريطانية (بي. بي. سي) تعليقاً على اتصال هاتفي أجراه مع زيلينسكي أمس "من المهم أن يجد الرئيس زيلينسكي سبيلاً لاستعادة علاقته مع الرئيس الأميركي وفريق القيادة الأميركية العليا".
وقالت روسيا اليوم السبت إن أهدافها في أوكرانيا لم تتغير بعد زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى واشنطن التي شهدت مشادة كلامية مع الرئيس دونالد ترمب، متهمة الزعيم الأوكراني بأنه "مهووس" بإطالة أمد النزاع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، "إن أهداف روسيا الثابتة تظل نزع السلاح من أوكرانيا واقتلاع النازية منها، إلى جانب الاعتراف بالحقائق القائمة على الأرض"، متهمة زيلينسكي بأنه يرفض السلام و"مهووس بمواصلة" النزاع، وأضافت زاخاروفا أن زيارة زيلينسكي لواشنطن "فشل سياسي ودبلوماسي تام لنظام كييف".
في الأثناء، قال مكتب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إنه سيجتمع اليوم مع الرئيس الأوكراني، وذلك قبل قمة أوسع للزعماء الأوروبيين في لندن غداً الأحد.
وجه الرئيس الأوكراني اليوم السبت، رسائل شكر للقادة الأوروبيين الذين سارعوا للإعراب عن دعمهم له بعد مشادة كلامية غير مسبوقة بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، أمس الجمعة، في البيت الأبيض.
وفي مشهد تسبب بصدمة كبيرة على مستوى العالم، اتهم ترمب نظيره الأوكراني الذي جاء لطلب دعم واشنطن بعد ثلاثة أعوام على بدء الهجوم الروسي على بلاده، بأنه "أظهر عدم احترام للولايات المتحدة" في المكتب البيضاوي.
وبينما رأت موسكو أن المشادة بين الرئيسين "تاريخية"، ساند الحلفاء الأوروبيون زيلينسكي الذي رد بشكرهم.
ووجه زيلينسكي رسائل الشكر للحلفاء عبر منصات التواصل الاجتماعي. وعبر "إكس"، أعاد الحساب الرسمي للرئيس الأوكراني اليوم وليل أمس، نشر الرسائل الداعمة له، مع تعليق "شكراً على دعمكم" على كل منها.
وقال الرئيس الأوكراني، اليوم، إن "من المهم للغاية" سماع صوت أوكرانيا وعدم نسيان معاناتها.
ورغم المشادة، كان زيلينسكي كتب في منشور على "إكس"، أمس، "شكراً أميركا، شكراً على الدعم، شكراً على هذه الزيارة. شكراً للرئيس والكونغرس والشعب الأميركي". وأضاف، "أوكرانيا بحاجة إلى سلام عادل ودائم ونحن نعمل على ذلك".
كذلك، وجه وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيا "الشكر" إلى نظرائه الأوروبيين الذين ساندوا كييف.
من جهتها شددت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي أنتونيو كوستا على دعم زيلينسكي. وتوجها إليه بالقول في بيان مشترك، "لن تكون أبداً وحدك. كن قوياً كن شجاعاً كن مقداماً. سنواصل العمل معك من أجل سلام عادل ودائم".
وتعهدت المسؤولة عن الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس الوقوف إلى جانب كييف، مشككة في زعامة واشنطن للعالم الغربي. وكتبت على وسائل التواصل، "اليوم (الجمعة)، أصبح من الواضح أن العالم الحر يحتاج إلى زعيم جديد. الأمر يعود لنا كأوروبيين لقبول هذا التحدي"، مضيفةً "أوكرانيا هي أوروبا! نحن نقف إلى جانب أوكرانيا".
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على وجود "معتد هو روسيا وشعب معتدى عليه هو أوكرانيا". وأضاف، "أرى أننا كنا جميعاً على حق في مساعدة أوكرانيا ومعاقبة روسيا قبل ثلاثة أعوام وفي الاستمرار في القيام بذلك".
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني تقديم "دعم ثابت" لأوكرانيا، وفق ما أعلن مكتبه الذي أشار أيضاً إلى أن كير ستارمر تحدث إلى كل من ترمب وزيلينسكي عقب اجتماعهما في واشنطن. وقالت المتحدثة باسم ستارمر في داونينغ ستريت، "تحدث رئيس الوزراء الليلة مع الرئيسين ترمب وزيلينسكي. إنه يُبقي على دعم ثابت لأوكرانيا، ويفعل كل ما بوسعه لإيجاد سبيل للمضي قدماً نحو سلام دائم قائم على السيادة والأمن لأوكرانيا".
وقال المستشار الألماني أولاف شولتز، "يمكن لأوكرانيا الاعتماد على ألمانيا وأوروبا". وأكدت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، "ألمانيا وحلفاؤنا الأوروبيون متحدون إلى جانب أوكرانيا في مواجهة العدوان الروسي. يمكن لأوكرانيا الاعتماد على الدعم الثابت لألمانيا وأوروبا وأبعد من ذلك".
أما الفائز في الانتخابات الألمانية الأخيرة ومستشارها المقبل فريدريش ميرتس فقال، "يجب عدم الخلط أبداً بين المعتدي والضحية" في هذا النزاع.
ودعت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني لعقد قمة "من دون تأخير" بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما. وقالت، "قمة من دون تأخير ضرورية بين الولايات المتحدة وأوروبا وحلفائهما من أجل البحث بشكل صريح في الطريقة التي ننوي فيها مواجهة التحديات الكبيرة الراهنة بدءاً بأوكرانيا التي دافعنا عنها معاً في الأعوام الأخيرة".
وأكدت إسبانيا على لسان رئيس وزرائها بيدرو سانشيز وقوفها بجانب أوكرانيا. وكتب سانشيز، "أوكرانيا، إسبانيا تقف إلى جانبك".
وأكدت هولندا أن دعمها أوكرانيا "لا يتزعزع". وقال رئيس الوزراء ديك شوف، "دعم هولندا لأوكرانيا لا يتزعزع خصوصاً الآن. نريد سلاماً دائماً ونهاية لحرب العدوان التي باشرتها روسيا".
وأكدت رئيسة الاتحاد السويسري كارين كيلير-سوتر عبر منصات التواصل الاجتماعي أن بلادها "تبقى ملتزمة بشكل حازم لمصلحة سلام مستدام (في أوكرانيا)، مع إدانة الاعتداء الروسي على بلد يتمتع بالسيادة".
وأعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أن معركة أوكرانيا ضد روسيا دفاع عن الديمقراطية "وهذا أمر مهم بالنسبة إلينا جميعاً". وكتب على "إكس"، "روسيا غزت أوكرانيا بشكل غير قانوني وغير مبرر. على مدى ثلاثة أعوام، قاتل الأوكرانيون بشجاعة ومرونة. إن معركتهم من أجل الديمقراطية والحرية والسيادة هي معركة مهمة بالنسبة إلينا جميعاً". وأضاف، "كندا ستستمر في الوقوف إلى جانب أوكرانيا".
وأكدت رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريدريكسن أن بلادها "فخورة" بالوقوف إلى جانب أوكرانيا.
وأعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي أن بلاده "ستقف إلى جانب أوكرانيا" طالما كان ذلك ضرورياً. وقال، "الشعب الأوكراني لا يقاتل من أجل سيادته الوطنية فحسب، بل أيضاً من أجل تأكيد احترام القانون الدولي".
واتهم زعيم الأقلية الديمقراطية في مجلس الشيوخ الأميركي تشاك شومر ترمب وفانس بالقيام "بعمل قذر" لحساب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

في المقابل، شكر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان ترمب لوقوفه إلى "جانب السلام" بعد المشادة مع زيلينسكي. وقال، "الرجال الأشداء يصنعون السلام والرجال الضعفاء يصنعون الحروب. اليوم (الجمعة) الرئيس ترمب وقف بشجاعة إلى جانب السلام. مع أن الأمر كان استدراكه صعباً على كثيرين. شكراً السيد الرئيس!".
وأكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن ترمب تحلى بـ"ضبط النفس" بعدم ضرب زيلينسكي خلال المشادة الكلامية. وكتبت على "تيليغرام"، "امتناع ترمب و(نائبه جي دي) فانس عن ضرب هذه الحثالة معجزة في ضبط النفس".
بدوره، وصف كيريل دميترييف، رئيس صندوق الاستثمار المباشر الروسي وأحد المفاوضين في المحادثات الروسية – الأميركية التي عقدت الشهر الماضي في السعودية، في منشور على "إكس" المشادة بأنها "تاريخية".
وقال الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيدف، المسؤول الثاني حالياً في مجلس الأمن الروسي، "للمرة الأولى، قال ترمب الحقيقة للمهرج مدمن الكوكايين".
وفي وقت سابق أمس، أعلن الرئيس الأميركي أنه يريد "وقفاً لإطلاق النار الآن" في أوكرانيا، بعد مشادة كلامية بينه وبين نظيره الأوكراني أدت إلى مغادرة زيلينسكي البيت الأبيض من دون توقيع الاتفاق المزمع مع واشنطن في شأن المعادن.
وقال ترمب للصحافة أثناء مغادرته البيت الأبيض لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في مقر إقامته في فلوريدا إن زيلينسكي "بالغ في تقدير موقفه" خلال المشادة الكلامية. وانتقد ترمب معارضة زيلينسكي لوقف إطلاق النار مع روسيا. وأضاف أن نظيره الأوكراني لم يبد كرجل يرغب في تحقيق السلام. وأردف ترمب أن الرئيس الروسي على النقيض من ذلك "يريد صنع السلام، يريد تحقيقه، يريد إنهاء الحرب"، مشيراً إلى أن القتال لن يستمر.
وزعم ترمب أن زيلينسكي يريد العودة إلى البيت الأبيض، لكنه قال إن هذا ليس خياراً بالنسبة له. وأضاف، "يريد العودة الآن، لكنني لا أستطيع فعل ذلك".
وعندما سئل عما إذا كان يفكر في قطع المساعدات العسكرية لأوكرانيا، أجاب، "لا يهم ما أفكر فيه. أريد فقط أن أخبركم: لقد رأيتم ما رأيته اليوم. لم يكن هذا الرجل راغباً في صنع السلام، وأنا مهتم فقط إذا كان راغباً في إنهاء إراقة الدماء". وتابع، "زيلينسكي يرغب في القتال باستمرار". وأضاف أن وقف إطلاق النار يمكن أن يتم "على الفور"، مؤكداً "نتطلع للسلام وليس لحرب تستمر 10 أعوام".
من جانبه قال مسؤول كبير في البيت الأبيض لـ"رويترز" إن ترمب غير مهتم في الوقت الحالي بإعادة النظر أو استئناف اتفاق المعادن مع أوكرانيا. وأضاف المسؤول أن وفد زيلينسكي بدأ في "التوسل" لتوقيع الاتفاق فوراً بعد أن طُلب منه مغادرة البيت الأبيض، وفق تعبيره.
من جانبه قال زيلينسكي أمس الجمعة إنه لا يدين لنظيره الأميركي باعتذار، وذلك بعد ساعات على المشادة الكلامية بينهما في البيت الأبيض أمام الكاميرا.
وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" بثت مساء أمس الجمعة، "أنا أحترم الرئيس (ترمب) وأحترم الشعب الأميركي". وعندما سأل مذيع البرنامج زيلينسكي إن كان على استعداد للاعتذار من ترمب أجاب الرئيس الأوكراني، "أعتقد أنه يجب أن نكون منفتحين وصادقين جداً، وأنا لا أعتقد أننا فعلنا شيئاً سيئاً". وشدد زيلينسكي الذي تعرضت بلاده للهجوم الروسي قبل ثلاث سنوات على أنه "لا يوجد أحد يريد إنهاء الحرب أكثر منا".
واعتبر أن علاقة كييف بالولايات المتحدة يمكن "بالطبع" إنقاذها، وقال إنه يمكن "بالطبع" إصلاح العلاقات بين البلدين "لأن هذه علاقات تتجاوز حدود الرئيسَين، إنها علاقات قوية وتاريخية بين شعبينا"، مضيفاً أنه لا يريد أن يخسر الولايات المتحدة كشريك. وعن علاقته بترمب أكد أنها قادرة على الصمود.
وشدد زيلينسكي على أنه يريد أن يكون ترمب "أكثر إلى جانبنا" في المفاوضات لإنهاء النزاع. وأكد أنه سيكون "صعباً" على بلاده أن تنتصر في الحرب أو أن تتصدى لروسيا إذا لم تتواصل المساعدات الأميركية.

وأضاف، "سيكون الأمر صعباً من دون دعمكم، ولكن لا يمكننا أن نخسر قيمنا وشعبنا. لا يمكننا أن نخسر حريتنا". وشدد على أن أوكرانيا "لا تريد أن تخسر" الدعم الأميركي.
وغادر زيلينسكي البيت الأبيض بصورة مبكرة أمس الجمعة بعد مواجهة كلامية غير مسبوقة مع ترمب في المكتب البيضاوي. وهدد الرئيس الأميركي ضيفه بالتخلي عن أوكرانيا إذا لم يقدم تنازلات لتسوية النزاع مع روسيا.
وكتب زيلينسكي في منشور على موقع "إكس" بعد مغادرته مقر الرئاسة الأميركية، "شكراً أميركا، شكراً على الدعم، شكراً على هذه الزيارة. شكراً للرئيس والكونغرس والشعب الأميركي". وأضاف، "أوكرانيا في حاجة إلى سلام عادل ودائم ونحن نعمل على ذلك".