
تناولت صحف ومواقع عالمية في إطار متابعتها للأوضاع في فلسطين وقطاع غزة خاصة أهمية الدفع بحل الدولتين كضرورة إستراتيجية لضمان الاستقرار في المنطقة، مشددة على الحاجة إلى تعبئة دولية جادة لمواجهة التحديات القائمة.
ورأت بعض التحليلات أن استمرار الاحتلال والتصعيد العسكري لن يحقق الأمن لإسرائيل، في حين حذرت أخرى من خطط أميركية قد تؤدي إلى مزيد من التوتر.
وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ضرورة التوصل إلى صفقة شاملة تشمل إعادة جميع الرهائن الإسرائيليين وإنهاء الحرب، معتبرة أن الرهان على تحقيق "نصر مطلق" أو تعميق معاناة الفلسطينيين لن يخدم الأمن الإسرائيلي.
وأضافت الصحيفة أن استمرار الاحتلال بآلياته القمعية يكرس واقعًا غير مستدام ويعرقل فرص تحقيق سلام حقيقي، مشددة على أن حل الدولتين بات ضرورة إستراتيجية من منظور إقليمي ودولي.
من جهتها، نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالًا للباحث السياسي جون بيير فيليو أكد فيه أن حل الدولتين لا يمكن تحقيقه دون تعبئة دولية واسعة، محملا المجتمع الدولي، بما في ذلك الدول الأوروبية، مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة.
وانتقد الكاتب ما وصفه بتراخي العواصم الغربية في مواجهة استمرار الدمار، معتبرا أن الإدانة وحدها لا تكفي لوقف السياسات التي تعرقل الحلول السياسية، في إشارة إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن غزة.
نزوح 40 ألف فلسطيني
أما صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد سلطت الضوء على تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية، مشيرة إلى نزوح نحو 40 ألف فلسطيني خلال الأسابيع الأخيرة.
ولفتت الصحيفة إلى أن هذا النزوح يُعد الأكبر منذ حرب عام 1967، حيث ينتمي كثير من النازحين إلى عائلات لاجئة تعيش حالة تهجير متجددة، مضيفة أن هذا الواقع يعيد إلى الأذهان صدمة النكبة التي لا تزال تؤثر في الوعي الجماعي الفلسطيني.
وفي سياق متصل، تناول الكاتب ديفيد إغناتيوس في صحيفة "واشنطن بوست" المخاوف الأوروبية من سياسات ترامب الخارجية، مشيرا إلى قلق الحلفاء في مؤتمر ميونخ للأمن من احتمال تقديم تنازلات لروسيا على حساب أوكرانيا.
وأوضح أن مواقف إدارة ترامب تجاه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بدت متناقضة بين التقارب والتهميش، مما أثار شكوكا حول التزام واشنطن بدعم كييف.
كما لفت الكاتب إلى أن نائب الرئيس الأميركي استغل مؤتمر ميونخ لانتقاد أوروبا، وهو ما أثار استياء بعض الحلفاء، بمن فيهم مسؤولون داخل الحزب الجمهوري.
وفي سياق الحديث عن التحديات الأمنية الأوروبية، نقلت صحيفة "فايننشال تايمز" عن رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، تأكيده أن على أوروبا أن تكون الفاعل الرئيسي في تصميم منظومتها الأمنية، إذا كانت الولايات المتحدة ترغب في تقليل التزاماتها تجاه القارة.
وأضاف أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يشارك مباشرة في المفاوضات مع موسكو بشأن مستقبل الأمن الأوروبي، مؤكدا أن التهديد الروسي لا يقتصر على أوكرانيا بل يشمل الأمن العالمي برمته.