باكو / 14 أكتوبر :
اكد عضو مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي، التزام الحكومة اليمنية بقيادة استراتيجيات وطنية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ وذلك من خلال تعزيز القدرات المؤسسية وتبني سياسات مستدامة تهدف إلى التكيف مع المتغيرات المناخية والتخفيف من آثارها، وتحسين ادارة الموارد الطبيعية وتطوير قدرات المجتمعات المحلية على مواجهة الكوارث، وخصوصا في المناطق الريفية والساحلية.
وقال الدكتور عبدالله العليمي في الكلمة التي القاها، اليوم، في افتتاح فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP29)المنعقدة في العاصمة الاذربيجانية باكو " إن الحفاظ على كوكبنا ليس خياراً، بل هو واجب علينا جميعاً، فالأرض هي بيتنا وهي الإرث الذي سنتركه لأجيالنا القادمة، واننا نؤمن بأن مواجهة هذه التحديات يتطلب تعاوناً دولياً واسعاً وجاداً، ومواجهة تلك التحديات ليس مجرد استثمار في الحاضر، بل هو استثمار في مستقبلنا المشترك".
واضاف " تعصف باليمن أزمات عميقة (سياسية وامنية واقتصادية وانسانية) تتقاطع ايضاً مع أزمة مناخ عالمية تتمثل في موجات جفاف، وتصحر متسارع، وارتفاع درجات الحرارة، ومستوى سطح البحر، وأعاصير مدمرة، وكلها عوامل تفاقمت بسبب التغيرات المناخية المعقدة، وكل هذا زاد من هشاشة وضعنا الإنساني والاقتصادي الناتج عن حرب مستمرة منذ ما يزيد عن عشر سنوات اشعلتها المليشيا الحوثية الارهابية المدعومة إيرانيا".
واشار عضو مجلس القيادة، الى إن الحديث عن واقع كوكبنا لا يمكن ان يغفل اثار الحروب، والانتهاكات الجسيمة على مستقبل الحياة البشرية، وهي الصورة التي يجسدها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان باعتباره جريمة بحق الإنسانية والطبيعة على حد سواء جريمة بحق الحياة.
فيما يلي نص الكلمة ...
فخامة الرئيس إلهام علييف - رئيس جمهورية أذربيجان
أصحاب الفخامة والسيادة والسمو رؤساء الدول والحكومات
الامين العام للأمم المتحدة
السيدات والسادة..
أود بداية ان أتقدم ببالغ الشكر والتقدير لجمهورية أذربيجان على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة والتنظيم الرائع لهذا المؤتمر الدولي الهام والذي يعد فرصة حقيقية لتظافر وتكاتف الجهود العالمية لمواجهة تحدي تغير المناخ الذي بات يشكل تهديداً وجودياً لكوكبنا.
إننا نجتمع اليوم في مدينة باكو، حاملين هموم كوكبنا على أكتافنا، هموم تتجاوز الحدود والجنسيات، لتجمعنا جميعًا تحت سقف واحد، سقف الحفاظ على هذا الكوكب الذي هو موطننا المشترك، ولن استرسل في توصيف مخاطر التغييرات المناخية، بعد أن أشار إليها كثيرون من على هذا المنبر الدولي الرفيع، لكني سأتناول الموضوع من ناحية تأثر بلدنا اليمن بهذه التغيرات المناخية.
فاليمن تعصف به أزمات عميقة (سياسية وامنية واقتصادية وانسانية) تتقاطع ايضاً مع أزمة مناخ عالمية تتمثل في موجات جفاف، وتصحر متسارع، وارتفاع درجات الحرارة، ومستوى سطح البحر، وأعاصير مدمرة، وكلها عوامل تفاقمت بسبب التغيرات المناخية المعقدة، وكل هذا زاد من هشاشة وضعنا الإنساني والاقتصادي الناتج عن حرب مستمرة منذ ما يزيد عن عشر سنوات اشعلتها المليشيا الحوثية الارهابية المدعومة إيرانياً.
وقد تسببت هذه الحرب بتدمير البنى التحتية، ونزوح ملايين اليمنيين وأضرار فادحة في الارواح والممتلكات، ليشمل ذلك زراعة الميليشيات لملايين الألغام، وتهديد البيئة البحرية بهجماتها الارهابية على السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي والمحيط الهندي ولازال العالم يتذكر جيدا التهديد البيئي الخطير لخزان صافر النفطي، وناقلة النفط (سونيون) بسبب الممارسات الحوثية الإرهابية، إن أثر هذه الحرب يفاقم من صعوبة مواجهة تحديات المتغيرات المناخية.
وعلى سبيل المثال فإن الاعاصير، والفيضانات المفاجئة التي ضربت بلادي هذا العام تسببت بسقوط عشرات الضحايا، وأكثر من مائة ألف نازح، وخسائر في البنى التحتية والحيازات الزراعية التي قدرت بنحو ثلاثمائة وخمسين مليون دولار.
أصحاب الفخامة والسيادة السيدات والسادة...
دعوني اذكركم بتقرير برنامج الامم المتحدة الانمائي الصادر في ديسمبر ٢٠٢٣م الذي أكد ان اليمن واحدة من أكثر البلدان عرضة للآثار المدمرة لتغير المناخ. إذ يشير التقرير انه مع تغير المناخ وبحلول عام 2060م، من المتوقع أن يفقد اليمن تراكميا (ثلاثة وتسعين مليار دولار) في ناتجه المحلي الإجمالي وأن يعاني (ثلاثة مليون وثمانمائة ألف شخص) إضافي من سوء التغذية، كما انه من المتوقع أن يكون تغير المناخ سبباً في وفاة أكثر من (مائة وواحد وعشرين ألف شخص).
ان الحكومة اليمنية تقف اليوم في مواجهة موجة من التحديات فإلى جانب عملها بكل ما تستطيع للوفاء بالالتزامات الحتمية للمواطنين والدفاع عن كرامتهم وحريتهم في مواجهة مشاريع المليشيا الحوثية والمنظمات الارهابية الأخرى المتخادمة معها، فإن حكومتنا ملتزمة ايضا بقيادة استراتيجيات وطنية لمواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ وذلك من خلال تعزيز القدرات المؤسسية وتبني سياسات مستدامة تهدف إلى التكيف مع المتغيرات المناخية والتخفيف من آثارها، وتحسين ادارة الموارد الطبيعية وتطوير قدرات المجتمعات المحلية على مواجهة الكوارث، وخصوصا في المناطق الريفية والساحلية، وهو جهد يعكس ايماننا الكامل بأن الاستثمار في المناخ هو استثمار في المستقبل، استثمار في السلام والاستقرار والاستدامة.
وعليه فإنني اتوجه باسم الشعب اليمني بالتحية، والتقدير للأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة الذين بادروا الى هذا النوع من الاستثمار الرشيد من اجل المستقبل، والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية على الشعب اليمني، وهو الدور المعول ايضا على المجتمع الدولي والمنظمات والفعاليات المعنية حول العالم.
السيدات والسادة...
إن الحديث عن واقع كوكبنا لا يمكن ان يغفل اثار الحروب، والانتهاكات الجسيمة على مستقبل الحياة البشرية، وهي الصورة التي يجسدها العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ولبنان باعتباره جريمة بحق الإنسانية والطبيعة على حد سواء جريمة بحق الحياة.
ومن هذا المنبر اجدد موقفنا الثابت المتضامن مع كافة الشعوب التواقة للحرية والسلام، والعدالة وفي المقدمة الشعب الفلسطيني، الصابر، والمناضل في سبيل عزته وكرامته، واقامة دولته المستقلة كاملة السيادة.
وإننا ندعو إلى وقف فوري ودائم لإطلاق النار واغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار ما دمرته الحرب والشروع في حل الدولتين وفقا للمبادرة العربية، و نحيي بإعتزاز جهود المملكة العربية السعودية وما نتج عن القمة العربية والإسلامية الغير عادية المنعقدة يوم امس الاثنين في الرياض بشأن الوضع في غزة ولبنان.
إن الحفاظ على كوكبنا ليس خياراً، بل هو واجب علينا جميعاً، فالأرض هي بيتنا وهي الإرث الذي سنتركه لأجيالنا القادمة اننا نؤمن بأن مواجهة هذه التحديات يتطلب تعاونا دوليا واسعا وجادا، فمواجهة تلك التحديات ليس مجرد استثمار في الحاضر، بل هو استثمار في مستقبلنا المشترك.
فدعونا نجعل من هذا المؤتمر نقطة تحول لالتزامنا جميعاً بالعمل الجاد من أجل مستقبل أكثر أماناً واستدامة.
*سبأنت