واشنطن / 14 أكتوبر / وكالات :
أعاد الرئيس الأميركي السابق المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة، دونالد ترامب، إثارة الجراح القديمة مع الجمهوريين في ولاية جورجيا الحاسمة والتي خسرها في انتخابات 2020.
وقبل إلقاء كلمة أمام حشد المؤيدين في أتلانتا أطلق ترامب هجومًا عنيفًا على حاكم الولاية الجمهوري الشهير برايان كيمب، الذي قد يحتاج ترامب إليه في انتخابات نوفمبر، حيث انتقده على موقع "تروث سوشيال" بسبب ما اعتبره "محاربة (كيمب) للوحدة والحزب الجمهوري".
وعندما صعد ترامب إلى المنصة، هاجم كيمب بقوة وقال: "إنه رجل سيئ وغير مخلص.. حاكم عادي للغاية"، ما أثار صيحات الاستهجان تجاه كيمب من الحشد.
وأثار الهجوم على الفور قلق الجمهوريين في جورجيا، الذين حذروا من أن تعليقات ترامب تهدد آفاقه المهتزة بالفعل في الولاية.
وقال بوبي سابارو، أحد وكلاء الحزب الجمهوري ومدير حملة بريان كيمب السابق، لصحيفة "بوليتيكو": "أنا جالس هنا أحك رأسي. إن مهاجمة الحاكم الشعبي لولاية متأرجحة محورية لا معنى لها على الإطلاق. إذا أردنا أن نتحد بالفعل، اطلب دعم الرجل الذي هزم خصمك في الانتخابات التمهيدية بفارق 52 نقطة، وهزم ستايسي أبرامز بسهولة".
من جهته، علق إريك إريكسون، الجمهوري ومقدم البرامج الإذاعية في جورجيا، لصحيفة "بوليتيكو": "رفض أكثر من 30 ألف شخص التصويت لصالح ترامب في جورجيا في عام 2020، وخسر ترامب بنحو 12 ألف صوت. وكل ما يفعله الآن هو تذكير الجميع بأسباب رفضه في الولاية. ترامب ليس لديه أي خبرة في جورجيا، وسيتعين عليه الاعتماد على كيمب، وهذا الهجوم سيؤذيه".
ولا يزال العديد من الجمهوريين داخل جورجيا وخارجها يحملون مشاعر قاسية حول دور مزاعم ترامب عن عمليات تزوير ضده بالولاية في انتخابات الرئاسة عام 2020 في إحداث انتكاسة كبيرة للحزب في جولة الإعادة بمجلس الشيوخ عام 2021.
وفاز الديمقراطيون بمقعدين في مجلس الشيوخ في جورجيا في يناير من ذلك العام، عندما اعتبر الجميع أن مزاعم ترامب بشأن تزوير الانتخابات تسببت في إضعاف الإقبال الجمهوري على الانتخابات.
من جهته، قال إريك تانينبلات، الاستراتيجي الجمهوري المخضرم وجامع التبرعات، والذي ترأس مؤخرًا حملة المنافسة السابقة على ترشيح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة، نايكي هايلي، في جورجيا: "في أتلانتا، انتقد الرئيس ترامب الحاكم برايان كيمب وأعاد الحديث في نتائج انتخابات 2020. نظرًا لأن جورجيا ولاية محورية، فمن الأهمية بمكان أن يتطلع الحزب الجمهوري إلى المستقبل ويتجنب الخوض في الانتخابات الماضية. وللفوز في الانتخابات المقبلة، يحتاج الجمهوريون إلى جبهة موحدة وإعطاء الأولوية للسياسات التي تركز على المستقبل".
وافتتح ترامب حديثه في أتلانتا في نفس المكان الذي أقامت فيه منافسته الديمقراطية، نائبة الرئيس جو بايدن، كامالا هاريس، قبل أيام فقط حدثا انتخابيا، وقال إنه "مسرور بالعودة إلى ولاية جورجيا العظيمة". وتابع: "أنا أحب جورجيا".
وفي رد على منشور ترامب على موقع "تروث سوشيال"، قال كيمب إن تركيزه كان "الفوز في نوفمبر وإنقاذ بلدنا من هاريس والديمقراطيين وليس الانخراط في الإهانات الشخصية التافهة، أو مهاجمة زملائه الجمهوريين، أو التأمل في الماضي. يجب أن تفعل الشيء نفسه، يا سيدي الرئيس (ترامب)، وتترك عائلتي خارج الأمر".
ومن غير الواضح ما الذي دفع ترامب إلى مهاجمة كيمب على الرغم من أن بعض الجمهوريين تكهنوا بشكل خاص أن ذلك كان بسبب عدم حضور كيمب للتجمع، لكن شخصا مطلعا على الحدث أفاد أن كيمب لم تتم دعوته.
وقال أحد وكلاء الحزب الجمهوري في جورجيا: "أعتقد أن النقطة الأكثر أهمية هي أن تحاول توحيد حزبك، ولكن من الجنون أن تهاجم السياسي الأكثر شعبية في الولاية الذي أكد أنه يدعمك".