عرض / نغم جاسم الكفيف هو الإنسان الذي فقد بصره و أصبح بحاجة إلى رعاية خاصة أو إلى الإقامة في منشأة تهتم بتأهيله دراسياً و مهنياً.. لذلك فهو ليس عاجزا ولكنه بحاجة إلى رعاية خاصة والدفع به للمشاركة في بناء المجتمع من خلال تعليمه وتأهيله كأي إنسان آخر.ونتيجة للتطور النوعي في الرسالة التي يقدمها معهد النور للمكفوفين م/ عدن لهذه الفئة بشقيها (البصر - ضعف البصر الشديد ) وخدماته التدريبية التأهيلية والتعليمية والاجتماعية وغيرها بشكل عام وما يصاحب ذلك من تطور ونماء مستمرين وما يرافقه من دمج تعليمي في إطار التعليم العام ودمج اجتماعية في إطار المجتمع تحقيقاً وتطبيقاً للاتفاقيات الدولية بشأن المعاقين والقانون اليمني بشأن رعاية وتأهيل المعاقين وتشريعاته وكذا القوانين التي تخدم هذه الفئات التي صاغها المشرع اليمني بما يلبي طموحات وتطلعات هذه الفئات والسير في جنبات الرقي والتقدم والازدهار في حياتها في المجتمع والتأثير والتأثر في المجتمع بصورة فاعلة.[c1]نشأة المعهد[/c]أنشئ معهد النور للمكفوفين في أوائل الخمسينات من قبل جمعية عدن الخيرية التي قامت بتأسيس النواة الأولى للمعهد في أحد عنابر (ARM POLICE) معسكر عشرين يونيو في كريتر، وانحصر نشاط المعهد آنذاك في الأعمال اليدوية مثل الخيزران والحبال والعزف وحياكة وقد شكلت تلك الأعمال والمنتجات مصدر دخل للمكفوفون.وفي يناير1960م دخل نشاط المعهد مرحلة جديدة وذلك بافتتاح مقره الحالي في المعلا واعتماده كأول معهد للمكفوفين في الجزيرة العربية وقد سمي المعهد باسم مؤسسه الانجليزي(Railly Institute) وتحمل مسئولية قيادته الأستاذ/ محمد سلام ناجي كأول مدير يمني الجنسية.وفي نوفمبر2001م تم إعادة ترميم المعهد ومن ثم بدأت الجوانب الإدارية والتربوية تنتظم بالصورة التي جعلت المعهد يتميز بالخدمات التي يقدمها للكفيف مثل توفير المناهج المطبوعة بطريقة (برايل) والمبصرين والآلات والوسائل التعليمية المختلفة كما تم تدريب وتأهيل مجموعة من المدرسين في مجال ذوي الاحتياجات الخاصة مثل دورات تعلم الكتابة بطريقة برايل والتدرب على برنامج فن الحركة والتدرب على الطباعة بالآلة الكاتبة للمبصرين ودورات حول ضعاف البصر ودورات حول التوعية الانتخابية للكفيف ودورات حول دمج المكفوفين في المجتمع والعديد من الدورات ما أدى إلى لفت نظر كافة معاهد الجمهورية الخاصة بالمكفوفين وبالتالي تم النزول الميداني من قبلهم لتبادل الخبرات في كافة المجالات التعليمية والمهنية وتطوير وتوسيع البرامج المتنوعة التي ترفع من الوعي لدى الكفيف.وشهد المعهد منذ ذلك الوقت تطورات ونقلات نوعية مهمة رافقته طوال هذه السنوات، و يواكب سياسة التدريب والتأهيل والتعليم التي تتطلع إليها وزارة الشئون الاجتماعية والعمل ممثلة بمكتب الشئون الاجتماعية والعمل محافظة عدن وإشرافه على ذلك لما من شأنه تقديم أفضل الخدمات لهذه الفئة من مختلف الجوانب, وبهذا يكون المعهد قطع شوطاً كبيراً في تحقيق أهدافه المحددة والمرسومة بما يواكب اتجاهات المحافظة وخططها بتخصيص 5 % من الوظائف العامة للمعاقين ومن ضمنهم المكفوفين.[c1]أهداف المعهد[/c]ويجري تعليم المكفوفين من سن ( 5 - 15) سنة في المعهد وفقا للتعليم والمنهج الحكومي بطريقة برايل الخاصة بالمكفوفين ودمج الكفيف في المدارس الحكومية القريبة لسكنهم مع نظرائهم الطلاب وتزويدهم بالمناهج والوسائل الخاصة بالكفيف بالإضافة إلى محو الأمية بين كبار المكفوفين من سن (15 - 45 ) سنة وتأهيلهم وتدريبهم على بعض الحرف اليدوية وتقديم مختلف أوجه الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية للطلاب..وأوضحت الأخت ماجدة عبد المجيد هزاع مديرة المعهد أنه تم إدخال مختلف أنواع الأنشطة التعليمية والترفيهية الملائمة داخل المعهد وتعريفهم بالمجتمع والبيئة المحيطة بهم والعمل على إشراك الكفيف بكافة الفعاليات والأنشطة بالمجتمع والمشاركات الرياضية والفنية وإقامة المعارض والمحاضرات التوعوية والمخيمات وأيضا التواصل مع الجهات الداعمة لبناء صفوف إضافية وقاعات الأنشطة وتوفير الوسائل للعمل مع المكفوفين ووضع ميزانية مستقلة خاصة لتشغيل القسم المهني في المعهد إلى جانب المسح الميداني الدوري للمكفوفين على مستوى محافظة عدن ليتم استيعابهم في الأعوام الدراسية للاستفادة من الخدمات التي يقدمها المعهد بالإضافة إلى إعداد البحوث العلمية الخاصة بالمكفوفين وتنسيق الجهود بين الجهات ذات العلاقة وتقديم المنح الدراسية في مجال رعاية المكفوفين وفتح أقسام مهنية داخل المعهد من قبل المعاهد المهنية حسب متطلبات سوق العمل وما يتناسب وقدرات المكفوفين.[c1]أقسام المعهد[/c]يضم المعهد عددا من الأقسام منها القسم الإداري - قسم الكمبيوتر - القسم الاجتماعي القسم الغذائي - القسم الصحي وضعاف البصر - القسم الفني- القسم المهني - القسم الرياضي - القسم الثقافي - القسم التربوي.* القسم الاجتماعي يقوم باستقبال الحالات الجديدة وتعبئة البيانات الاجتماعية من واقع الميدان وفقا لدراسة متكاملة ورفع مستوى الوعي لدى الأسرة والمجتمع بشأن قضايا الإعاقة وإجراء الدراسات والبحوث الاجتماعية و المسوحات المهمة لما من شأنه الإسهام في رفع قدراتهم وحل مشكلاتهم والتنسيق والتعامل مع الأقسام الأخرى لما من شأنه الرقي بخدمات هذه الفئة والإشراف على طلاب الدمج (في مدارس التعليم العام) والإسهام في نشر الوعي المجتمعي من خلال مختلف الأطر لخدمة هذه الفئة وعقد الاجتماعات الدورية مع أولياء الأمور للطلاب لحل مشكلاتهم ومناقشة همومهم والإسهام في كل ما يتعلق بالعمل الاجتماعي. أما القسم التربوي يندرج فيه صف محو الأمية للكبار من سن (15 - 45 سنة) وصف الدمج العكسي (من طلاب المدارس العامة) ويوجد صف بإمكانيات متواضعة لذوي الإعاقة المزدوجة. وتبدأ الدراسة فيه من التمهيدي ثم الأول إلى الصف الخامس وبعده تكون عملية الدمج (وهي دمج الطلاب في مدارس التعليم العام وفقاً لشروط الدمج وخططه وبرامجه). ويحرص القسم الثقافي على رفع مستوى الوعي الثقافي في أوساط المكفوفين وتهيئتهم للدمج في المجتمع ويهتم بوجود مكتبة للمطالعة تحتوي على كتب وقصص ومختلف المعلومات وبطريقة برايل وإقامة المحاضرات والدورات الثقافية بالإضافة إلى إقامة المسابقات الداخلية والخارجية بالتنسيق مع المدارس الأخرى أو مراكز الرعاية الاجتماعية وتبادل الزيارات مع مختلف المؤسسات الاجتماعية والمشاركة في المعارض التعريفية والرحلات الترفيهية وأمسيات ومخيمات صفية..إلخ. ويهتم القسم الرياضي برياضة المكفوفين من منطلق العقل السليم في الجسم السليم فقد وفرت إدارة المعهد مناخاً مناسباً لهذه الأنشطة والألعاب ومنها الشطرنج وألعاب ساحة وميدان بالإضافة إلى كرة الهدف الخاصة بالمكفوفين وشد الحبل وألعاب التسلية والترفيه (بطة - دمنة وغيرها) وأيضاً سباق الماراثون. وفي القسم الفني وكون الكفيف يعتمد على حاسة السمع كثف المعهد العمل على تطوير الإدراك الحسي وبالذات السمعي لدى الطلاب من خلال توفير الآلات الموسيقية المختلفة وتكوين فرق موسيقية من المكفوفين أنفسهم وإيجاد الكادر المختص بتدريب المكفوفين في هذا المجال وتخصيص جداول وحصص في البرنامج التعليمي لذلك وتشجيع الهوايات المختلفة وتحفيز الميول والهوايات.ويشمل القسم المهني الاهتمام بمختلف الأعمال اليدوية والحرفية (القش, الصوف, السلال, الحبال, الخيزران ..الخ). ونظراً لكلفة المواد الخام وعدم توفرها ولحاجتها لموازنة كبيرة اقتصر هذا القسم على بعض المشغولات اليدوية البسيطة مثل (السلال، المفارش ، الدمى) وتوقفت أعمال الخيزران المهمة في الأعمال المهنية للمكفوفين.
معهد النور بعدن.. أول معهد في الجزيرة العربية يحمل رسالة نوعية ترتقي بالمكفوفين
أخبار متعلقة