في حفل اختتام فعاليات حملة مناهضة العنف ضد المرأة
صنعاء/ بشير الحزمي:أكدت وزيرة حقوق الإنسان أهمية تكاتف الجهود وتعزيز الوعي لمواجهة العنف الموجه ضد المرأة في مجتمعنا اليمنى بأشكاله المختلفة .وقالت في حفل اختتام فعاليات حملة الـ16 يوماً من النشاط لمناهضة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي والمضي قدما لمؤتمر السكان والتنمية لما بعد عام 2014م والمؤتمر الصحفي المصاحب الذي نظمه صندوق الأمم المتحدة للسكان أمس بالعاصمة صنعاء بالتعاون مع وزارة حقوق الإنسان والسفارة الهولندية بصنعاء وبمشاركة منظمات المجتمع المدني أن العنف ضد المرأة في اليمن يأخذ أشكالاً عدة منها العنف المنزلي والعنف الجنسي والعنف في مواقع العمل والعنف اللفظي والعنف الجسدي وحرمان الفتيات من التعليم والميراث والزواج المبكر وختان الإناث وغيرها من أشكال العنف التي تتطلب اتخاذ خطوات شجاعة نحو الحل .وأوضحت أن الزواج المبكر ما يزال يمثل احد الانتهاكات لحقوق المرأة ويحرم الفتاة من التعليم ويحملها مسئولية كبيرة قبل أن تنضج جسميا وعقليا ، كما أن له تداعيات كبيرة على التنمية .واستعرضت بعض الجهود التي قامت بها وزارة حقوق الإنسان واللجنة الوطنية للمرأة في هذا الجانب مشددة على ضرورة مناصرة قانون تحديد سن آمنة للزواج من خلال الضغط على البرلمان لإصدار هذا القانون وأكدت أهمية دور الإعلام في نشر وتعزيز الوعي لمناهضة العنف ضد المرأة وخلق رأي عام مناصر لحقوق المرأة وقضاياها المختلفة .وقالت مشهور إن العنف ضد المرأة بات قضية معترفاًُ بها من قبل الحكومة والمجتمع بعد أن ظلت لفترة من الزمن قضية مسكوتاً عنها وتقع في دائرة الصمت .. موضحة أن الاعتراف بالمشكلة هو بداية الحل .ونوهت بما حققته المرأة خلال السنوات الأخيرة من انتصارات عديدة في مجالات العمل والمشاركة وبناء اليمن والوصول إلى مراكز صنع القرار ولعب دور رئيسي في صياغة مستقبل اليمن الجديد .من جانبه شدد المنسق المقيم للأمم المتحدة منسق الشؤون الإنسانية الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد على ضرورة التصدي للعنف القائم على أساس النوع الاجتماعي بكافة أشكاله ومنح المرأة كافة حقوقها المشروعة . وقال أن مواجهة العنف ضد المرأة مسألة واجبة ولا يجوز القبول بأن يمارس أي شكل من أشكال العنف ضد المرأة .وأضاف أن حرمان الفتاة من التعليم يعد من أكثر أشكال العنف تأثيرا على حياتها مشيدا بدور وزارة حقوق الإنسان والمنظمات والجهات المعنية في مواجهة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي وجهودهم باتجاه إيجاد قانون يحدد السن الآمنة للزواج .ولفت إلى ما يمكن أن يخلفه الزواج المبكر من آثار سلبية على الفتيات والمجتمع منها حرمان الفتاة من التعليم وتعرضها لمخاطر الحمل المبكر .وأشار ولد الشيخ إلى أن قضايا العنف ضد المرأة تتطلب تنفيذ الكثير من الدراسات المعمقة من أجل مكافحتها وإيجاد الحلول المناسبة لها مؤكدا أهمية دور الإعلام في التعريف بهذه القضية والتركيز عليها في الخطاب الإعلامي والتوعوي .من جهتها أكدت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان بصنعاء السيدة لينا كريستيانسين أن العنف ضد المرأة يشكل انتهاكا لحقوق الإنسان ، وأن حقوق الإنسان لا يمكن أن تكون عالمية دون الاعتراف بحقوق المرأة .وقالت إن حملة الـ 16 هي حملة عالمية سنوية. تبدأ في يوم 25 نوفمبر، المصادف لليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ، و تستمر إلى 10 ديسمبر ، الموافق اليوم العالمي لحقوق الإنسان . من خلال ربط هذه التواريخ المهمة ، حملة «الـ 16 يوماً « تربط رمزيا ما بين العنف ضد المرأة وحقوق الإنسان.وأضافت بالقول « كجزء من حملة الـ 16 يوما في اليمن قامت مجموعة واسعة من الشركاء بدعم مختلف الأنشطة لرفع الوعي حول العنف المتصلة بالعنف القائم على النوع الاجتماعي في اليمن» . واعتبرت أن العنف ضد المرأة هو الأكثر انتشارا حتى الآن لكنه الأقل اعترافا به في العالم. وأشارت الى أن العنف ضد المرأة يهدد حياة المرأة ، جسدها ، والسلامة النفسية والحرية. أن العنف القائم على النوع الاجتماعي يعكس ويعزز عدم المساواة بين الرجال والنساء، و يعرض صحة وكرامة وسلامة ضحاياه للخطر. كونه يشمل مجموعة واسعة من انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الاعتداء الجنسي على الأطفال ، والاغتصاب ، والعنف المنزلي والاعتداء الجنسي والتحرش ، والاتجار بالنساء والفتيات و العديد من الممارسات التقليدية الضارة بما في ذلك تشويه الأعضاء التناسلية للإناث ، أو الختان ، وأن أي واحد من هذه الانتهاكات يمكن أن يترك ندوبا نفسية عميقة ، ويضر بصحة النساء والفتيات بشكل عام ، بما في ذلك الصحة الإنجابية والجنسية، وفي بعض الحالات، يؤدي إلى الموت.وأوضحت أن العديد من الفتيات في اليمن ، لا يزلن يعانين من الممارسات الضارة ، بما في ذلك زواج الأطفال و الزواج القسري و ختان الإناث . و تفضيل الأبناء على البنات والذي يؤدي إلى التمييز ضد الفتيات في مجموعة متنوعة من الطرق.ولفتت ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن العنف القائم على النوع الاجتماعي في كثير من الأحيان له آثار طويلة الأجل على حياة ومستقبل المتضررين . وحذرت من مخاطر الزواج المبكر وغالبا ما تكون الفتاة التي تتزوج في سن مبكرة معرضة جدا لمخاطر المضاعفات في فترة الحمل ، وربما في نهاية المطاف فقدان طفلها فضلا عن حياتها . ولفتت إلى أن هذا العام يصادف الذكرى السنوية الـ 20 لمؤتمر فيينا العالمي لعام 1993 بشأن حقوق الإنسان، الذي أكد فيه زعماء العالم أن حقوق المرأة هي في الواقع حقوق الإنسان ، الأمر الذي أثار تجديد الجهود لتعزيز وحماية جميع الناس بجميع حقوق الإنسان في ظل رؤية أن هذه تسير جنبا إلى جنب مع التنمية. وقالت : في عام 1994 أكد المؤتمر الدولي للسكان و التنمية في القاهرة رسالة مؤتمر فيينا وأكد أن الصحة و الحقوق الإنجابية يجب أن تكون في صميم و قلب السياسات السكانية و التنمية. وهذا النهج القائم على حقوق الإنسان هو الذي يسير عليه عمل صندوق الأمم المتحدة للسكان حتى يومنا هذا. وفي عام 2014م سيصادف الذكرى الـ20 لهذا الإجماع العالمي و الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، بما في ذلك اليمن ، تقوم بعرض التقدم المحرز في تنفيذ برنامج عمل المؤتمر في جلسة خاصة للجمعية العامة . وأوضحت أن صندوق الأمم المتحدة للسكان منذ عام 2012 ، قدم الدعم للحكومة اليمنية في إجراء دراسة استقصائية عالمية عن المؤتمر الدولي للسكان و التنمية في اليمن والتي استعرضت وراجعت بعض الجوانب الرئيسية للسكان و التنمية في البلاد. هذا العام ، في شهر يونيو، شارك وفد من اليمن في المؤتمر الإقليمي للسكان الذي عقد في القاهرة ، لاستعراض خطة عمل المؤتمر وتقديم نتائج الدراسة الاستقصائية العالمية عن اليمن.ولفتت إلى أن ثمة مسألة رئيسية أبرزها هذا المسح العالمي للمؤتمر، هي أن عدد سكان اليمن يتضاعف كل 25 سنة ، في حين أن المتوسط العالمي هو 75 عاما. وقالت أن سرعة وتيرة النمو السكاني لا يمكن تفسيرها إلا من خلال عامل واحد وهو تنظيم الأسرة ، والحصول على الخدمات المناسبة . والتأكد من أن تكون خدمات صحة الأم متاحة لجميع النساء . وان التعليم للبنات و البنين. والتأكد من القضاء على العنف القائم على النوع الاجتماعي وضمان صحة ورفاه الجميع.وأشارت إلى أن المسح لمؤتمر السكان و التنمية لما بعد عام 2014 يعرض فرصة للبلدان للتفكير في مستقبل سكانها و تطورها - وليس فقط من وجهة نظر التنمية الاقتصادية ولكن من التنمية البشرية أيضا داعية إلى الحفاظ على الوعود التي قطعتها الدول الأعضاء في الأمم المتحدة قبل عقدين من الزمن المتمثلة في تعزيز وحماية جميع حقوق الإنسان ، وضمان التمتع العالمي للصحة والحقوق الإنجابية والذي يعتبر أضمن طريق إلى حياة الكرامة و الرفاه لجميع الناس في كل مكان .بدورها أكدت نائبة السفير الهولندي حق جميع الناس في الحصول على الأمن والأمان والتمتع بكامل حقوقهم وفي مقدمتهم النساء والأطفال .وقالت إن السفارة الهولندية بصنعاء تنفذ العديد من البرامج الخاصة بالتنمية في اليمن وتلتزم الحكومة الهولندية بدعمها . وأنها تساعد في تمكين الجميع من الحصول على خدمات الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة بما من شأنه المساهمة في خفض مستوى الخصوبة .وكان الحفل شهد عرضاً لفيلم وثائقي عن بعض أنشطة حملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة والمنفذة من قبل عدد من الشركاء في عدد من محافظات الجمهورية .وعلى هامش الاحتفال عقد مؤتمر صحفي لكل من وزيرة حقوق الإنسان وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان باليمن ونائبة السفير الهولندي بصنعاء تم خلاله التطرق إلى العديد من القضايا والجوانب المتعلقة بتنفيذ الحملة وجهود مختلف الشركاء لمواجهة العنف ضد المرأة وآفاق التعاون المستقبلية بين مختلف الشركاء .من جانب آخر أقامت جمعية رعاية الأسرة اليمنية وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان أمس معرضاً تشكيلياً للرسوم الكاريكاتيرية والفنون التشكيلية لمناهضة العنف الموجه ضد المرأة تزامنا مع الحملة العالمية لمناهضة العنف ضد المرأة . وقد احتوى المعرض على العديد من اللوحات الفنية التشكيلية والرسوم الكاريكاتيرية المعبرة عن موضوع العنف ضد المرأة والتي تحمل في مضمونها رسائل عديدة لتعزيز الوعي المجتمعي لمواجهة العنف ضد المرأة والتي نفذتها مجموعة متميزة من الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير من عدة محافظات .وقد شهد المعرض إقبالاً واسعا من قبل عدد من الوزراء والمسئولين وممثلي المنظمات الدولية والإعلاميين والمهتمين .وأوضح المدير التنفيذي لجمعية رعاية الأسرة اليمنية أن أقامة المعرض تأتي في إطار الأنشطة التي نفذتها الجمعية بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف الموجه ضد المرأة وحملة الـ16 يوماً لمناهضة العنف القائم على أساس النوع الاجتماعي .وأكد أهمية الدور الذي يلعبه الفن التشكيلي والرسم الكاريكاتيري في إيصال الرسالة التوعوية إلى المجتمع والأثر الايجابي الذي تحققه في نشر وتعزيز الوعي حول مختلف القضايا بما فيها قضايا المرأة .