في احتفال الأمم المتحدة بالذكرى الـ (68) لميلادها
صنعاء / بشير الحزمي:أقامت الأمم المتحدة في اليمن أمس بالعاصمة صنعاء فعالية احتفالية بيوم الامم المتحدة في ذكراها الـ 68 وإطلاق فيلم ((للناس)) عن الامم المتحدة والناس في اليمن .وفي الحفل الذي حضره عدد من ممثلي منظمات الامم المتحدة في اليمن والمهتمين والاعلاميين أكد نائب وزير التربية والتعليم الدكتور عبدالله الحامدي أن النهج الذي اختاره اليمنيون لأنفسهم تحت قيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي يبعث على الفخر والاعتزاز ليس لليمنيين وحدهم بل وللعالم أجمع الذى رعى ودعم مسيرة الحوار والنهج السلمي في الخروج باليمن من أزمته الراهنة الى بر الامان من خلال مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي يشرف على الاكتمال وهو ما يضاعف من المسئولية التاريخية الملقاة على عاتق اليمنيين والمجتمع الدولي على حد سواء في العمل المشترك والجاد والحثيث على بذل جهود مضاعفة لدعم انجاح عملية الحوار والخروج بنتائج ومخرجات تكتسب قيمتها وأهميتها من قدرتها على إحداث النقلة الحقيقية والنوعية في طريق بناء اليمن الحديث الذي يحلم به اليمنيون والقادر على أداء الدور الحضاري الذي يليق بمكانه ومكانته وطنا لأبنائه ورافدا من روافد الامن والنماء للمنطقة والعالم الذي اجمع في موقفه تجاه اليمن وتجسد ذلك في قرارات مجلس الامن التي اتخذت بالإجماع وتمسكت بوحدة اليمن ودعمت التجربة الفريدة التي تميز بها اليمنيون عن بقية دول المنطقة.واوضح أن نجاح المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اليمن هو الامل الوحيد الذي يبقي للأمم المتحدة سلطتها ودورها داخل المجتمع الدولي والمنطقة بوجه خاص.وأشار الى أن التجربة اليمنية تمتلك المؤهلات التي تجعل منها ملهما لدول المنطقة ومدخلا لمعالجة مختلف القضايا والازمات التي تعاني منها المنطقة في هذا الظرف التاريخي العصيب. وقال الحامدي :علينا ونحن نحتفل والعالم بالعيد الـ 68 لتأسيس الامم المتحدة استحضار أمرين اثنين أحدهما المقاصد التي أنشئت من أجلها منظمة الامم المتحدة والمتمثلة بصون السلم والامن الدوليين ، تنمية العلاقات الودية بين الامم ، جعل هذه الهيئة مركزاً لتنسيق أعمال الامم، تحقيق التعاون على حل المشكلات الدولية وتعزيز احترام حقوق الانسان . والأمر الآخر هو الهدف من قرار الامم المتحدة الذي يوصي بأن تحتفل الدول الاعضاء بهذا اليوم وأن يكون بمثابة فرصة لإعادة تأكيد تشبثنا بمثُل الامم المتحدة ، وتأكيداً على ايماننا بتلك الطموحات البشرية المتمثلة بمقاصد المنظمة كما جاءت في ميثاق الامم المتحدة.وأضاف : إن أهمية استحضار هذين الامرين ينبع من كون هذه المنظمة تكتسب مكانتها وقوتها وسلطتها من نبل أهدافها وعظم قيمها وتجسيد هذه القيم في مختلف أنشطتها ومدى سعيها الحثيث وعملها الدؤوب على الارتقاء الى مستوى المثل التي تقوم عليها هذه المنظمة والعمل الجماعي من أجل تحقيق السلام والتنمية والنهوض بحقوق الانسان والبيئة والعديد من القضايا الاخرى، وتجسيد المبادئ المتمثلة بالمساواة في السيادة بين جميع أعضائها وحل النزاعات بالطرق السلمية وعدم التهديد باستعمال القوة في العلاقات بين الدول الاعضاء وعدم التدخل في الشأن الداخلي لأي من الدول.ولفت الى أن اليمن حكومة وشعبا تثمن عاليا جهود الامم المتحدة خلال تأريخها الممتد 68عاماً في احلال السلم العالمي رغم اخفاقاتها في حل العديد من الصراعات التي تهدد أمن واستقرار الشعوب وفي مقدمتها الصراع العربي الفلسطيني وأعمال العنف الدائرة في العراق وما يجري من سفك للدماء في سوريا الشقيقة ، ومناطق أخرى في العالم الذي يزداد تقاربا وتزداد معه شبكة العلاقات بين الدول والمصالح التي تجعل من مهمة الامم المتحدة أكثر تعقيدا وحساسية. كوننا نعيش في عصراً صار فيه العالم قرية واحدة واليمن بوابة في هذه القرية بما تتمتع به من مقومات جغرافية وموارد طبيعية وبشرية وتراث حضاري عريق تلتقي فيه مصالح الدول.وقدر عاليا الدور الانمائي لبرنامج الامم المتحدة في مجالات عدة في المنطقة العربية واليمن .وأكد أن اليمن تلمس بوضوح الحضور الفاعل لهذه المنظمة والدور الذي تقوم به في كافة المجالات وعلى مختلف الاصعدة.من جانبه أكد المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشئون الانسانية الممثل المقيم لبرنامج الامم المتحدة الانمائي في اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد أن ملايين البشر في ارجاء المعمورة يعتمدون على الطواقم الانسانية التابعة للأمم المتحدة لتقديم المساعدات المنقذة للحياة .وقال أن الامم المتحدة تقوم في اليمن وشركائها بتنسيق الاستجابة الانسانية والاستهداف وتقديم المساعدة لـ 7,7 مليون من السكان الاكثر هشاشة في البلاد.وأوضح أن اليمن على الصعيد السياسي تنظر خلفها الى عام من التقدم الذي تم إحرازه عبر الحوار الوطني .. لافتا الى أن الحوار الوطني في اليمن كان تجربة فريدة من نوعها في دول الربيع العربي ، وجمع الشباب والمرأة والاقليات والاحزاب السياسية على طاولة واحدة .. مؤكدا وقوف الامم المتحدة والمجتمع الدولي الى جانب الجهود المبذولة لتهيئة الظروف لمستقبل مزدهر لكل سكان اليمن.ودعا الى عدم السماح للقوى التدميرية بالوقوف في طريق تحقيق الهدف المشترك في السلام والاستقرار في اليمن والعالم .. متعهدا في هذا اليوم - يوم الامم المتحدة - بالارتقاء الى مستوى القيم الاصيلة والعمل يدا بيد من اجل السلام والتنمية وحقوق الانسان. وقال إن يوم الامم المتحدة يمثل فرصة للاعتراف بمدى مساهمة المنظمة في السلام والتقدم المشترك حول العالم ، وتكاتف الامم المتحدة في مواجهة النزاعات المسلحة وحقوق الانسان والبيئة وشتى القضايا الاخرى .. داعيا الى توحيد الجهود والتفكير فيما يمكن عمله لبلوغ الرؤية الجماعية من اجل عالم افضل .ونوه بما ذُكر في رسالة الامين العام للأمم المتحدة في هذا اليوم والتي اشارت الى نجاح اهداف التنمية الالفية في خفض الفقر حول العالم بمعدل النصف ، والدعوة الى المحافظة على هذا الزخم لصياغة اجندة تنموية بذات القدر من الالهام لما بعد عام 2015م .وقال إننا نسعى في هذا اليوم الى التعريف ببعض المستفيدين من عملنا في اليمن من خلال فيلم ((من أجل الناس)).وأضاف ولد الشيخ احمد : اذ نتعاون بشكل وثيق مع الحكومة اليمنية والشركاء الآخرين فان عملنا يتمحور دوما حول الناس سواء كان انسانيا او تنمويا او ذي صبغة سياسية .وأشار الى أن الفيلم الوثائقي يعرض جزءاً يسيراً من العمل الذي تنخرط فيه الامم المتحدة مع شركائها في اليمن .وأمل أن يسهم الفيلم في تقريب المشاهد الى المستفيدين من جهود منظمات الامم المتحدة والاسهام في تقريب الناس الى منظمة الامم المتحدة .. لافتا الى أن إطلاق الفيلم يأتي بالتزامن مع يوم الامم المتحدة الذي سيتم عرضه عبر عدد من القنوات التلفزيونية .وأعرب عن أسفه وحزنه العميق لفقدان أثر المهندس جيمس ماساكوي منذ 6أكتوبر والذي كان يساعد على توفير المياه النظيفة الضرورية في المجتمعات في اليمن من أجل تحسين صحة الاطفال.. مؤكدا بذل كل الجهود لعودته سالما الى أهله. وقال إن حادثة اختطاف المهندس جمس تشكل تحدياً جدياً امام عملياتنا على كافة الاصعدة وتحد من تنقلاتنا الهادفة الى التعاطي مع الاحتياجات الانسانية الملحة وبرامجنا الخاصة بالتنمية .بدوره استعرض مخرج فيلم ((الناس)) عن الامم المتحدة والناس في اليمن ناصر الربيعي مراحل انجاز الفيلم والتحديات التي واجهته خلال تنفيذه في 10 محافظات يمنية ولقائه بالمستفيدين من برامج وانشطة الامم المتحدة ، والدروس المستفادة منه .الى ذلك استعرض أحمد عبدالرزاق ورحيل المزروقي من المستفيدين من برامج وانشطة الامم المتحدة تجربتهم العملية في تنفيذ مشاريعهما الخاصة المدعومة من الامم المتحدة والنجاحات التي حققاها في مسيرة حياتهما المهنية.وكان قد تم خلال الحفل عرض لفيلم ((الناس)) عن الامم المتحدة والناس في اليمن والذي تضمن آراء لعدد من الناس والمستفيدين في المجتمعات المحلية في مختلف المحافظات والمعنيين في الجهات المستفيدة من برامج وانشطة الامم المتحدة في المجالات المختلفة . بالإضافة الى الدور الانساني والتنموي الذي لعبته منظمات الامم المتحدة العاملة في اليمن في مختلف المجالات وفي عموم محافظات الجمهورية.