سطور
نعمان الحكيم:لن نطالب لزميلينا العزيزين: شوقي شفيق، ورضية سلطان، بالمستحيل الذي أصبح لدى بعض الكبار في دولتنا وحكومتنا (حقيقة) ملموسة، ولن نقارن حاجتهما للعلاج الإنقاذي، بسفرة وزير أو خفير.. كما إننا لا نطالب لهذين المبدعين إلا بما هو حق لهما، بعد أن أديا رسالتهما، كل في مجاله.. وأزيد!شوقي أصيب بجلطة دماغية ألزمته الفراش في منزله وبذلت أسرته وأصدقاؤه وما استطاعوا، لكن العبء كبير، والخارج هو المقصد، و(العين بصيرة واليد قصيرة) لكن ما بلغ مسامعنا أن وزير الثقافة قد أبلغ رئيس الحكومة ليوجه هو بسرعة علاجه بالقاهرة.المبلغ المصروف حسب التصريح (2000) دولار.. يا حسرتي عليك يا شوقي وأنت الذي تعلم أن مبلغاً كهذا، إنما هو مصروف جيب أحد أبناء العتاولة الذين يقضون النقاهة بالقاهرة والإسكندرية وغيرها.. ثم ما الذي سيفعله هذا المبلغ.. إذا لم يكن هناك جمعية وكرامة تؤهله إلى زيادة (صفر واحد) بجانب الأصفار (الثلاثة).. ولكن ربما يكون شوقي غير محتاج لهكذا مبلغ لأن لطف الله به أكبر ورحمته أوسع!.ويعلم المرضى حجم المعاناة التي تلازمهم جراء المرض والاغتراب ولوعة الشفاء.. فهل كتب على مبدعينا ومثقفينا هذه النهايات في بلد لا يحترم مبدعيه؟!.أنا حقيقة أجد نفسي مهزوماً ومكتئباً، إذ أنني كنت قد كتبت عموداً أطالب فيه بسرعة علاج المثقف الكبير شوقي، الشريف العفيف، الذي قدم كل ما عنده لعدن والوطن، وكان قد اتصل بنا الدكتور الجميل/ نزار غانم طالباً أن نعمل شيئاً للرجل، كل من ناحيته.. وللأسف منذ 9/25 والعمود قد زرع على عدد من صحف عدن.. أهلية وحكومية.. ومر نصف شهر ولم ينشر.وزادت الصدمة اتساعاً عندما قرأنا مناشدة ثانية تتعلق بالإذاعية الشهيرة.. المثقفة، رضية سلطان، وهي بالمناسبة قد درست معنا في عدن في كلية التربية في الثمانينات، وهي من القلائل اللاتي أثبتن وجودهن إلى جانب الرجل وفي حقل الإعلام ببراعة ونجاح كبير.رضية سلطان مذيعة جميلة وصوتها أجمل و أسرتها المصدومة لم تجد ما تفعله لها.. فهل صار هؤلاء الكبار جداً عالة على دولتهم وبلدهم، هل يعني لازم يشحذوا أو (يشحتوا) كما ننطقها بالدارجة.. هل بلغ بنا الحال أن ندير ظهورنا لمبدعينا، ونستكثر عليهم (شوية) دولارات ملعونة، ليستعيدوا صحتهم.. هل يظل الإنسان المبدع.. إما يصيح مطالباً بحقه، أو يسكت ويسلم أمره لله الواحد القهار؟!والله إنها لمأساة أن تكون نهاية المبدع، الأديب في أي موقع كان.. نهاية يكون بها قد وجه لنا لعنة تصيبنا وتذهب بحيائنا إلى لا احترام.. ولا هم يحزنون!آه على شوقي وعليك أنت يا رضية.. وما هو قد كتب لكما عند الله لا مفر منه، لكن إيماننا بالله أقوى من هؤلاء المتخاذلين، الذين يعلمون أن ضمائرهم قد أعطيت إجازة لا يمحوها إلا دفن رؤوسهم في الرمال.. إن هم قدروا على ذلك في هذا (الخريف العربي المسخ)!.وربنا يشفيكما.. آمين.إشادة:* للدكتورة الجميلة -خلقاً وخلقاً - ابتسام المتوكل: كنت ومازالت بارقة أمل لشفاء (شوقي شفيق).. وبارك الله فيك وأحسن اليك يا ابنة الأصول.. وهكذا تكون النساء بحق وحقيقة.. وإلا.. فلا!.