زفين سيمونسنفقد الطفل عميد البالغ من العمر 10 سنوات ساقه وتشوهت الساق الأخرى عن طريق الخطأ عندما داس على لغم أرضي بينما كان يلعب في أحد أسواق العاصمة صنعاء، اليمن. لم يعد عميد البالغ من العمر عشر سنوات يستمتع بالخروج من المنزل لكنه اليوم مرغم على ذلك فوالده سيأخذه إلى المستشفى. امتحانات نهاية العام الدراسي ستحين بعد خمسة أيام فقط لكن الفتى لم يعد قادراً على النوم، فعلى الرغم من مرور شهرين على اليوم الذي داس فيه عميد على لغم أرضي تسبب في فقدانه لإحدى ساقيه وإعاقة الأخرى، فإن الألم يسوء مجدداً.ببعض الحظ سيحظى عميد كذلك بفرصة تركيب ساق صناعية، وبالتالي فبعد استكمال العمليات المتبقية -يتوقع الأطباء أن يحتاج عميد إلى
ثلاث عمليات أخرى لإزالة الشظايا المعدنية من ساقه المشوهة وكتفه- قد يتمكن عميد من السير مجدداً.عميد واحد من عدد يتزايد باستمرار من الضحايا الأطفال للألغام الأرضية والأجسام غير المنفجرة في اليمن. وفي هذا العام، تجاوزت حصيلة الضحايا في الاشهرالأربعة الأولى فقط هذا الرقم لتصل إلى 16 طفلاً قتيلاً و 24 معاقاً في 20 حادثة. معظم الضحايا الأطفال هم من الأولاد الذين يلعبون في الخارج بكثير من الفضول.[c1]الكفاح من أجل دفع كلفة الرعاية[/c]يسكن عميد في المنزل الذي يسكنه مع والديه وأشقائه الأربعة ، فكرسيه المتحرك كبير للغاية بالنسبة للغرف الصغيرة والممر ضيق في المنزل.
يتذكر عميد قائلاً «ثم فجأة دست على اللغم ولا أتذكر ما حصل بعدها حتى أفقت وكان هناك بعض الأشخاص حولي يساعدونني».أمضى عميد الشهرين التاليين في المستشفى حيث تلقى الكثير من الاهتمام والتعاطف، وحتى رئيس الوزراء أتى لزيارته. أراد الكثيرون مساعدته، لكن القليل من المال تجمع. وقد كانت اليونيسيف، من خلال شريكها مجلس اللاجئين الدنماركي (DRC) هي من تكفلت بتغطية مصاريف العمليات.
الطفل عميد هو من بين الأعداد المتزايدة من الأطفال الذين هم ضحايا الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة في اليمن.[c1]مشكلة شائعة[/c]تشكّل الألغام الأرضية والأجسام غير المنفجرة تهديداً خطيراً في المناطق التي تأثرت بالصراع في شمال اليمن حيث خاضت القوات الحكومية والمتمردون الحوثيون ست جولات من الصراع بين العامين 2004 و 2010، وفي الجنوب حيث يستمر القتال بين القوات الحكومية وجماعة أنصار الشريعة/ القاعدة المتمركزة في محافظة أبين.لكن تهديد الألغام الأرضية والأجسام غير المنفجرة من مخلفات الصراع حقيقي في مناطق أخرى كذلك. في منطقة الحصبة التي يسكن بها عميد، تبقى المباني التي استحالت ركاماً وأكياس الرمل المكومة لحماية القناصة على أسطح المنازل، شاهداً على ضراوة القتال والمعارك
التي دارت رحاها هنا عام 2011. كانت الألغام واحدة من الأسلحة التي استخدمت في القتال بين القوات الحكومية والفرقة الأولى مدرع.[c1]تعاف بطيء[/c]" تؤلمني ساقي كثيراً ولا أستطيع النوم في الليل"، يرد عميد.يبدي عميد الكثير من الصلابة المدهشة في مواجهة ما حدث. فهو مرح مع إخوته وأخواته، وبالرغم من كل شيء، واظب عميد على الدراسة للحاق بزملائه في الصف الرابع. وقد اتفق والده مع المدرسة بحيث يسمح له بالدرس في البيت والذهاب إلى المدرسة للامتحانات. عميد مستعد جيداً لكن قلة النوم تعتبر مشكلة.بالأمس اصطحبه والده إلى المدرسة للمرة الأولى منذ الحادثة، والتقيا بمدير المدرسة لمناقشة حضور عميد والامتحانات. عندما رأى الأطفال في المدرسة عميد قادماً على كرسي متحرك، التفوا جميعاً حوله ليسألوه عن أحواله وعما حدث بالضبط. " كنت في غاية السعادة لا سيما عندما التقيت بأصدقائي مجدداً. شعرت وكأن شيئاً لم يحدث لي".