قصة قصيرة
سميرة سلمان تنامى بداخلها صوت طفل تفجر على حين غرة بالبكاء . كانت نبرة أنينه تزداد حدة ، تغزو حواسها . يتحرك صدرها صعودا وهبوطا . تزداد وتيرة نبضها . تنجح في تحريك مآقيها ببطء . تفتح ذلك الستار الأسود من أهدابها المكتظة بالنعاس وصوت البكاء يملأ روحها . تفلت تنهيدة مقتضبة . تبحث بعينيها عن مصدر الصوت (ماما ، أمي ... أحس بالخوف ..احضنيني ). تنهض جزعة، (حبيبي ) تحرك رأسها يمينا ويسارا ولا أثر لطفل . تغطي وجهها بكلتا يديها وتبدأ بالنحيب .ينهض الرجل النائم قربها . يحتضنها . يغرس أنامله في خصل شعرها المبللة بالعرق ويرسم قبلة حانية على جبينها الندي . ( أنا لازلت قربك ..أفرضي أن تلك الشظية سببت عوقه أو انه بقي حيا ليتألم ... تصبري غاليتي وأدعي له بالجنة)تجيبه متلعثمة بعبرة تخنقها :- لكنه صغير على الموت ، تمنيت أن أراه يذهب إلى المدرسة .. أن أتعلم معه الحروف من جديد ، أن أشاركه همومه الصغيرة أكثر، أن...).يتحشرج صوتها وتلوذ بحمى صدره الحاني يشاركها :( تمنيت أن أزفه إلى عروسة ولكن هو ثمن السكوت . يجب أن نتألم لنحس وجع الهزيمة وغياب العدل بالحياة ).