إن ما يحدث في عدن الحبيبة تلك المدينة التي ارتفع على ترابها الطاهر علم الوحدة اليمنية الخالدة صبيحة 22 من مايو المجيد، لا يرضي احداً غير من لا يريد الخير لها ولأهلها المسالمين.قليلون هم الرجال الذين يشعرونك أنهم محتاجون لدعمك من اجل الوطن، وليس من اجل مصالحهم الذاتية، أو رغباتهم الشخصية، فالوظيفة العامة هي تكليف بالأعباء والمهام، قبل أن تكون تشريفاً لبلوغ المرام.. والرجل الصادق من الكلمة يحس بها الجميع، وتشعرهم حروفها، أنه قادم على تغيير للأفضل.عدن ليست مدينة عادية، وأهميتها لا ترتكز لكونها فقط عاصمة اقتصادية وتجارية، بل ينبغي ألا ننسى أنها كانت عاصمة دولة وتمتلك كل مقومات العاصمة، وتستحق أن تكون عاصمة لدولة الوحدة، ولهذا فإن على الدولة أن توليها رعاية خاصة، وأنها على حدود أبين المغتصبة بأيدي الخارجين على القانون.استبشر جميع سكان محافظة عدن خيراً بتعيين المهندس وحيد علي رشيد محافظاً لها، واللواء صادق حيد مديراً للأمن، لأنهما أولا من أبناء المنطقة، ومن الذين يتمتعون بسمعة طيبة، وان المحافظ وحيد لم يأت من بعيد، فهو عايش جميع المحافظين الذين تعاقبوا على عدن في الفترة الأخيرة، وعمل مع مدراء العموم، وهو خبير بكافة المشاكل، ولهذا فلن يستعصي عليه حل مشاكلها. كما أن اللواء صادق حيد صاحب الأخلاق الكبيرة والعمل الجاد الذي يشهد له كل من عمل إلى جواره، وقد تلمست عمله أثناء قيادته للجنة المؤقتة لاتحاد كرة القدم، أثناء الأزمة التي شهدتها الكرة اليمنية حينها، ولعل براعته في الخروج بالكرة اليمنية من مأزقها، رغم مصالح المشايخ، ورغبات رجال المال، دليل على قدرة الرجل في حل المشاكل الشائكة، وبصماته في المجال الأمني شاهدة عليه.إن كلاً من وحيد وحيد يحتاجان إلى تكاتف جهود أبناء محافظة عدن بشرائحها المختلفة، من اجل أن تجتاز هذه الفترة الصعبة، ولا ينبغي التسرع في الحكم على نتائج مجهوداتهما، بل يجب إعطاؤهما الفرصة الكافية ومساندتهما، كل في مجاله وتخصصه.ولعل الخطوات التي قطعها الرجلان رغم قصر الفترة التي أعقبت تعيينهما، جديرة بأن نجعل حكمنا عليهما ايجابياً، وأنهما يسيران في الطريق الصحيح، وما يحتاجان إليه أن يشعر كل فرد في المحافظة بأن عدن هي بيته، وان الإخلال بها هو إخلال ببيته الذي يؤويه. صحيفة الرابع عشر من أكتوبر عبر رئيس مجلس إدارتها الأستاذ احمد الحبيشي وكافة العاملين بها، يستحقون الإشادة ولا يستطيع احد مكافأتهم على ما يبذلونه من جهود في ظل الظروف الصعبة، لأنهم يمثلون المحافظة ويبرزون همومها، ويسهمون في الخروج برؤى تساعد على تجاوز الكثير من السلبيات التي تعتري مرافقها، وهي بحق شمعة مضيئة في المسار الإعلامي ليس لعدن فحسب بل على مستوى الوطن.عدن تتطلب منا جميعا أن نقف خلف قيادتها لتسترد دورها الريادي ليس فقط على المستويين المحلي والإقليمي، بل على الصعيدين العربي والعالمي، فبها من المعالم ما يجعلها فريدة بكل شيء، أولا بأهلها الطيبين الذين يرمزون للسلام، وبمناظرها الخلابة التي يحتضن فيها الساحل جبالها الجميلة في منظر عن اتحاد الطبيعة التي تعكس توحد البشر فيها.عدن لن تكون يوما بوابة للصراع المذهبي، أو التقاء للنعرات القبلية، أو مرتكزاً لدواعي الفرقة، فكما كانت شاهدة عيان على ارتفاع علم اليمن الواحد خفاقاً فوق ترابها الطاهر، ستظل رمزاً لليمن الباحث عن التغيير المرتكز على المساواة في كل شيء في البشر قبل التراب والحجر.. ودامت عدن مدينة الأمن والسلام.
|
آراء
دامت عدن مدينة الأمن والسلام
أخبار متعلقة