قصة قصيرة
هكذا جئت دون إرادتي، تنفست المواجع ،خفقات قلبي جراحات دمي تدفق آهااااات، أحزان العالم أجزائي ،الخريف رثائي... فانا واحد من هذا الجيل المحبط الذي رأى أحلامه تتمزق وهو يسعى حثيثاً نحو نهاية العقد الثالث من عمره وجل ما يحلم به لقمة خبز لا تغمس بمهانة، وبصباح لا يفقس غبشه بفاجعة جديدة. فبرغم أجسادنا المشبعة بالانهيار ما زلنا نروي من دموعنا الأرض ونقتات من وجع الكد والعناء ولا نكل .. يلسع الليل أجسادنا فنتلو ترانيم حبنا السرمدي للام .. للأرض .. لهذه المدينة التي يحاول العبد والجلاد أن يجعل منها مدينة للتشرد، يحلم بموت الصباح فيها ومجد الظلام ... فهيهااااااات هيهات....فعندما عزفت الرصاص مقاطع الألم في بكارة الغبش ذبح الريق في فمي ورسم في جسدي المتهالك خارطة الألم. الاصوات تتعااااااالى .. صوت ارتطام ما يتبعه ظلام تام .. ثم ... لا شيء... ألم حااااااد فتحت عيني، الألم احتل مساحات واسعة في جسمي ثم تركز في الظهر. أسفل الظهر الجانب الأيسر .. غربة المكان والزمان الذي ساد حين غرة عقد لساني... التفت شرداً إذا بأطرافه ملفوفة أشرطة وضمادات بطريقة جعلتني استهون مصابي (الحمد لله على السلامة) الحمدلله -تومض الأسماء وتتلاشى، ويأتي البشر ويرحلون ويتوالى الزوار على المستشفى .. ويبقى الوطن شامخاً عملاقاً ... ورفعت السبابة الوسطى لينثال بريق الانتصار