“لكن ديناً قد أردت صلاحه أحاذر أن تعفي عليه العمائم” مقولة قيمة للراحل الكبير الإمام محمد عبده في رجال الدين الذين يمالئون الحاكم وزادوه إمعاناً في غيه قائلين: «لك لا ما شاءت الاقدار فاحكم فأنت الواحد القهار”.وأمثال هؤلاء تجدهم في هذا البلد العربي أو ذاك وتجدهم فرادى أو من خلال جماعات ومؤسسات يحققون مآربهم ومكاسبهم ويعلم الله بخائنة الأعين وماتخفي الصدور.ولأننا هنا في الجنوب نتابع كل ما يحصل في الشمال من منكرات وخاصة في الفترة منذ 17يوليو 1978م وحتى اليوم ونرى تداخل المآرب والمشارب والتباينات والمساومات والهبات منها البرتقالة التي سكنت وجدان أمل حضرموت والتي بيعت بـ (375) مليون ريال والمساحات الكبيرة التي حصلت عليها جامعة الإيمان والـ (5) ملايين دولار التي دفعها الافندم مقابل تأييده في حملته الانتخابية عام 2006م والشواهد الأخرى لا حصر لها لا تزال ماثلة أمامنا.هذه البلاد دخلت متاهات ومنزلقات لا تشرف على الإطلاق وشر البرية التي برزت فيها هي التي تمترست وراء الدين وفي ظل الفساد العارم الذي عاشه ويعيشه نظام صنعاء الذي تعايش في ظله “وليس في ظل من لاظل إلا ظله يوم القيامة”..ملتحون من رجال القبائل ورجال الدين فكنت ترى هذا يتلوى على مسامع الناس من الكتاب ومن صحيح مسلم والبخاري، وذاك يحكم في قضية مستنداً إلى قواعد السبعين وهي أعراف قبلية جاهلية وثنية.“والإسلام يجب ما قبله كما أخبرنا الحبيب المصطفى” ولذلك اخترت للقارئ الكريم نموذجين لملتحيين أحدهما الزنداني والآخر الديلمي في موقف كل منهما من القاعدة والفارق الزمني بينهما عامان:ماذا قال الزنداني؟نشرت الزميلة “الوسط” في عددها الصادر في 27يناير 2010م بعد العدوان الحقير والقذر على مبنى (الأيام) وسكن الناشرين هشام وتمام باشراحيل في 5يناير 2010م هذا المانشيت: “غاب عنه أبرز مشائخ اليمن.. الزنداني يرتضي إدانة القاعدة والأحمر: الغلبة لمن القبيلة معه” ورد في السياق أن مراسل “الوسط” باشر الزنداني بعد كلامه بأن القاعدة اعترفت بعظمة لسانها بارتكابها تلك الجرائم ووجد الزنداني نفسه عامراً فأذعن بالقول “من اعترف بجريمته فهو إقرار ونحن ندين من ارتكب الجريمة كان من كان سواء كان أبي أو أخي” وجاءت مكاشفة مراسل “الوسط” للزنداني الذي حاول التذرع بالدستور والقانون بأن المتهم بريء حتى تثبت إدانته وأن لا جريمة إلا بنص قانوني.. الخ الكلام.وماذا قال الديلمي؟أما عبدالوهاب الديلمي القيادي الاصلاحي المتخصص بتكفير الجنوب وصاحب فتوى حرب 1994م “السيئتي الصيت.. أي الحرب والفتوى” فقد استضافته الزميلة “القضية” في عددها الصادر يوم الاثنين 19 مارس 2012م حيث كفر الديلمي بتكفير اخوانه المسلمين عندما قال زوراً وبهتاناً: “حكام الجنوب قبل الوحدة غير مسلمين” فإن كنت على الإسلام أو خارج الإسلام فهذا أمر لا يقرره عبدالوهاب الديلمي.. وعن القاعدة “التي تتبع الأفندم علي” والتي بذل الزنداني قصارى جهده لإبعادها عن دائرة الشبهة لولا حصار مراسل “الوسط” له، أما أن الديلمي فقد اتخذ مساراً آخر حيث راح يتكلم عن سمو مقاصد المجاهدين منذ الوجود الشيوعي في أفغانستان وعاد المجاهدون إلى بلدانهم ومنها اليمن وحاولوا إصلاح أوضاع بلادهم إلا أن أحداً لم يستجب لهم، وقال الديلمي بالعربي الفصيح: “لو وجد العدل لما وجدت القاعدة ولا يجب أن نصب جام غضبنا عليهم...”.أترك للقراء التعليق على هذا العرض عن موقف الزنداني والديلمي من “القاعدة” والمشاهد كثيرة وينبغي حصرها ليعرف في الأخير أن الأمور كلها بيد القبيلة المتنفذة “علي عبدالله صالح علي محسن صالح حميد الأحمر”وما البقية إلا كومبارس..
|
آراء
الزنداني والديلمي يرفضان إدانة (القاعدة)
أخبار متعلقة